الشاعرة القديرة ثريا قابل غنية عن التعريف وقد اتحفت محبيها خلال أكثر من أربعين عاما من العطاء بالعشرات والعشرات من القصائد الغنائية الرائعة التي تغنى بكلماتها العديد من نجوم الفن بالسعودية ولا زالت هذه الأغنيات عالقة في أذهان الكثير من جمهورها، وقد سعدت كثيرا عندما استمعت إليها مؤخرا في إحدى القنوات الإذاعية وهي تتحدث عن عودتها في عملين غنائيين تغنى بأحدهما فنان العرب محمد عبده (واحشني زمانك) والعمل الغنائي الآخر (اسمح لي ياقلبي)، والذي تغنى به الفنان عبادي الجوهر في إلبومه الأخير الذي طرح مؤخرا، لتعيدنا الثريا إلى زمن الفن الجميل والذي رسخته في أذهاننا منذ أكثر من أربعين عاما بروائع أذكر منها، من بعد مزح ولعب، وجاني الأسمر، ولا وربي، وتمنيت من الله، وجيت على بالي، وأعمال أخرى عديدة لايتسع المجال لذكرها، ومن يدقق في أشعار الشاعرة ثريا قابل يلاحظ أنها تكتب جميع قصائدها بأسلوب السهل الممتنع، فجميع من هو مهتم بالفن والثقافة يلاحظ أن جميع قصائدها تتسم ببساطة المفردات الحجازية السهلة، وأتذكر من عدة سنوات أنني سألتها ماهو السبب الذي يجعل جمهورها يحفظ الكثير من قصائدها حتى بعد مرور سنوات طويلة على سماعهم لتلك الأغاني والقصائد، فأجابتني وقالت: عندما يراعي الشاعر أو الشاعرة عند صياغته للقصيدة استخدام مفردات سهلة يستخدمها الناس في حياتهم اليومية ثم تصاغ هذه الكلمات في قالب شعري يحمل معنى أو رسالة أو قصة فلابد أن تنال إعجابهم لأن مفردات القصيدة هي من واقع المجتمع وباللهجة التي يتحدثون بها يوميا ولذلك سوف ترسخ في أذهانهم ويسهل عليهم حفظها، ولا أنكر أنني استفدت من هذه النصيحة كثيرا في كتابتي للشعر الغنائي، واعتبر نفسي من الشعراء المحظوظين لاستفادتي من تجاربها الرائعة، ولن أنسى لها تواضعها عندما وافقت قبل عدة سنوات في أن أطرح ألبوم صوتي يجمع بعض قصائدها مع قصائدي رغم أنني تلميذ من تلاميذ مدرستها، وقد وجد الألبوم صدى رائعا من جمهورها، وتحقق لي حلم لم أكن أحلم في أنه سوف يتحقق ألا وهو وصول قصائدي إلى جمهور ومحبي قصائد استاذتي الشاعرة ثريا قابل، وأخيرا أتمنى من استاذتي كما يتمنى جمهورها في أن لاتبخل علينا بجديدها، وأنا أعلم جيدا أن لديها الكثير من القصائد الغنائية الجديدة، وأتمنى من فنانينا تقديم هذه النصوص الرائعة في ألبوماتهم، ومن المعروف عن شاعرتنا القديرة ثريا قابل مساعدتها ومساندتها لأي مواهب غنائية جديدة.