عندما يكون الحديث عن الشاعر القدير إبراهيم خفاجي ومساهمته الكبيرة في انتشار الأغنية السعودية في أنحاء العالم العربي منذ عقود، فلن يكون الأمر سهلا ولن تكفي مجلدات لسرد سيرته الذاتية ونتاجه الشعري الغزير والذي يحمل معه قيمة فنية وسموا بالمشاعر، ومما جعلني أخصص مقالتي الأولى من خلال إطلالتي عليكم من صحيفة «عكاظ» عن هذا الشاعر الفذ هو أنني وعندما قمت بزيارة الدكتور هاشم عبده هاشم بمكتبه مؤخرا للسلام عليه، وجدت على مكتب أخي وصديقي علي فقندش كتابا عنوانه (أوراق من حياة الخفاجي)، ولم أتمالك نفسي وصرت أقلب صفحات الكتاب وأستمتع بقراءة كلمات قصائد كنت أسمعها أيام طفولتي وشبابي بأصوات نجوم الغناء في السعودية، وعندما عاد أخي علي إلى مكتبه وجدني أتصفح الكتاب وقلت له سأصادر هذا الكتاب فابتسم وقال لي هو لك وكتب لي إهداء بمقدمته وقد علمت بأنه هو من قام بتأليفه والإشراف على إعداده وتصميمه وتنفيذه بالصورة الرائعة التي خرج بها، حيث يعتبر الجزء الأول من الكتاب، وهو حاليا في مرحلة تنفيذ الجزء الثاني، وفي تلك اللحظات انضم إلينا الأستاذ أحمد عائل فقيهي والشاعر عبدالله عبيان ومضى بنا الوقت ونحن نتحدث ونتذكر روائع أستاذنا إبراهيم خفاجي والتي ساهمت في تكوين وجدان جيلنا، وتذكرنا الزمن الرائع للأغنيات التي كانت تحمل المعاني الجميلة والحب العفيف والمشاعر الصادقة ورموز الفن في وطننا الغالي والذين أصبحوا مدارس شعرية يتعلم منها جيلنا والأجيال التي بعدنا، وكما أسلفت لكم في البداية فإننا مهما كتبنا عن روائع ودرر الخفاجي ومدرسته الشعرية فلن نوفيه حقه، وأخيرا وحتى لا أطيل عليكم أتمنى من صديقي علي فقندش أن يقوم مشكورا بتوثيق السيرة الذاتية لرائدة الأدب النسائي بالمملكة الشاعرة القديرة ثريا قابل، وسوف أقوم بحول الله بمساعدته في مهمته، وهذه دعوة منا للثريا (كما أطلق عليها محبوها) بأن تمنحنا شرف توثيق سيرتها الذاتية وأعمالها الأدبية الشعرية والنثرية ليستفيد منها جيلنا والأجيال التي بعدنا، وسوف أخصص بإذن الله مقالتي القادمة عن أستاذتي الشاعرة المبدعة ثريا قابل.