هل تعد نفسك من الركب (المهذب) اجتماعيا؟ قبل أن تجيب ربما السؤال الأصح، والذي هوجدير بالطرح في هذا المقام هو: هل تتذكر آخرمرة هشمت فيها حاجزا، أو تعديت خطا أحمر دون أن تؤذي أحدا؟ ربما معظمنا لا تسعفه الذاكرة لاسترجاع شيئ من ذاك القبيل، أو بالأحرى لم (...)
حين نحدق حولنا بشغف حقيقي، ونحاكي انفسنا بحس يقظ عن الايام التي مرت بقطاراتها على محطاتنا، ونتساءل بصدق.. هل يا ترى تلك القطارات اقلتنا الى حيث كنا نريد، او انها اخذتنا الى امكنة اخرى؟ هل ما وصلنا اليه اليوم هو ما رسمناه في اذهاننا قبل عدة سنوات او (...)
التفت قليلا تمعن في التالي (س س س س س س س س) ما هذا؟ هل تبحث عن معنى لذاك الحرف المكرور؟ هل شعرت بشغف وتود معرفة ما الفكرة المختبئة وراء تلك التشكيلة القابعة بين القوسين؟ هل حفزت في داخلك رغبة في التهام هذه السطور؟ اذا عبرت بك تلك الاحاسيس, فان ذلك (...)
مرت ساعتان دون ان يرن الهاتف، تأخر عليها مرة اخرى، تحدق بغيظ في جهازها الصامت، وكأنه هو من تسبب في تأخر ذاك الحبيب المنتظر. ومثل كل مرة تزحف اناملها المخضبة بالخيبة، لتلتقط السماعة. تنقر رقمه بمرارة ولهفة، لتجتر تلك الاعداد المعششة في الذاكرة لاكثر (...)
يوم الاحد المنصرم الاول من يونيو كان يوم الطفل العالمي, مر ذاك اليوم بمرارة في عالم يكتم انفاس الأطفال ويصادر حقوقهم ليل نهار. من منا يستطيع اليوم ان يتذكر عذوبة طفولته ولذة بهجتها؟ من لم يزل يود ان يقفز كصغار الارانب النشطة ويستقبل الصباح بفرحة (...)
حين شدا أمل دنقل مع أنفاسه الاخيرة (وسلال من الورد، ألمحها بين اغفاءة وافاقة، وعلى كل باقة، اسم حاملها في بطاقة، تتحدث لي الزهرات الجميلة، ان اعينها اتسعت دهشة، لحظة القطف، لحظة القصف، لحظة اعدامها في الخميلة... كل باقة، بين اغماءة، وافاقة، تتنفس (...)
هناك اكوام واكوام من البشر غير قادرين على قراءة بعضهم البعض, اميون في التودد, وجامدون في التواصل الحميمي, وعاجزون عن فهم لغة الآخر واستيعابه. فاذا كان في العالم اليوم 130 مليون انسان حرموا من فك طلاسم اللغة المطبوعة, وصاروا لايقرأون ولايكتبون, فان (...)
(لولا البحر ولولا المرأة لبقينا يتامى فكلاهما يغطينا بالملح الذي يحفظنا...) كلمات صادقة للكاتب الجزائري محمد ديب.. تلك المشاعر المتأججة تجاه دفء المرأة ليست خرافية التقاسيم, بل هي أحاسيس ممتدة الجذور عبر الدهور, فبها ومنها خلقت شهر زاد اسطورتها (...)
في الاسبوع المنصرم وتحديدا في الثلاثين من ابريل, عبرت الذكرى الرابعة لرحيل ابن دمشق, والأخ الأصغر لضحية التغييب وصال, وعاشق بلقيس المبتورة العمر, الدبلوماسي الوسيم, شاعر الحب والارض والحرية, اي شاعر المرأة نزار قباني. نزار حرر كل من تطعم كلماته بنهم (...)
(مشكلة العقل البشري هي انه يريد ان يخضع الكون كله للمقاييس التي اعتاد عليها في دنياه هذه، والمصيبة ان الانسان مؤمن بأن هذه المقاييس النسبية مطلقة وخالدة، ويعدها من البديهيات التي لا يجوز الشك فيها، فهو قد اعتاد على رؤيتها تتكرر يوما بعد يوم، فدفعه (...)
حين يغيب القانون تسود الفوضى. هذا ماتعرضه وسائل الاعلام هذه الايام على صفحاتها ومن خلال شاشاتها عن حال ارض بابل البائسة هناك من يقول ان الانسان بالفطرة غير (مهذب) انما هو مروض على التهذيب. يرتد المرء الى اصوله المدفونة، واحاسيسه المكبوحة، حال ان (...)
@ لن اتحدث اليوم عن شحوب هذا الزمن ولا عن خرائبنا النفسية ولا عن مدننا التي اضناها نضوب الالفة والمحبة.. عم اذن سأتحدث؟ عن الدهشة بداية، تلك التي غادرت اذهان الكثير منا دون رجعة.. يقول جوستاين غاردر (الميزة الوحيدة اللازمة لكي يصبح الفرد فيلسوفا (...)
@ متجبر وعنيد ذاك التلفاز المستعمر.. اجتاح مدنك وسيطر على صروحها وقلاعها.. يؤذيك.. يعطل ايقاعك اليومي ويربكه.. يقحم نفسه في تفاصيل المشاعر واحاسيسها.. كثيرا ما تقلقك ظواهره الصوتية.. حيث تتخللها بين الحين والحين حماقات ذكورية، تشرئب على شاشته (...)
@ حروب ولت.. وحروب آتية.. ذرات غبار تتطاير ببلادة فتنتفض معها اتربة بشرية.. ومثل كل مرة يوقظ جلجامش الجبار حلمه.. يجوب الارض بحثا عن اكسير الخلود الناضب.. لكن دون جدوى.. ومن حيث لا يدري, يشتم البشر جسورا خفية تسري في الشرايين.. تتواصل داخل كرات الدم (...)