منذ ثلاثين سنة، كنت هنا، في القاهرة، في هذا المكان المحدد والملموس. دقات ساعة الجامعة، التي تلمس الجسم، البنت التي تلمس الولد دون ان تجرؤ على لمسه، الولد الذي يلمس المعنى وينساه لان الكتاب عدوّ. وكنت على علاقة ملتبسة بذاتي وبالكتاب وبالقضايا الكبرى. (...)
فليحضرُ التاريخ فوراً!
وليلغ موعده مع الحرب التي ستجيء أو
مع أي سلمٍ مُفترض،
ومع القضايا العالقات بحبره وحرابه،
وإذا تذرعَ بانشغالٍ أو مرض،
وإذا اعترض،
سأجره بيدي الى غُرف المعيشة والضيافة بيننا،
ليرى لأول مرة بلداً
يمارس (...)
فليحضرُ التاريخ فوراً!
وليلغ موعده مع الحرب التي ستجيء أو
مع أي سلمٍ مُفترض،
ومع القضايا العالقات بحبره وحرابه،
وإذا تذرعَ بانشغالٍ أو مرض،
وإذا اعترض،
سأجره بيدي الى غُرف المعيشة والضيافة بيننا،
ليرى لأول مرة بلداً
يمارس يومه العادي بين يديه.
سوف (...)
يومك الجديد لا يطلب إذناً منك
لا يسألك إن كنت مستعداً لاستقباله!
اليوم وقح وأناني.
اليوم يصر على القدوم كل يوم!
تحس بفجره يصعد الدرجات
قبل ان يقتحم عليك البيت،
تماماً كما تحس بهم قادمين لاعتقالك
قبل ان يكسروا الباب،
قبل ان تفرك عينيك،
قبل ان تدعى (...)
أنا غاضب لأن إدوارد سعيد مات. كأنّ في الأمر جنايةً، وكأنّ اللوكيميا ليست مقنعةً أبداً كسببٍ للموت. أتعجّب كيف أن معرفتنا بطبيعة مرضه لم تكن كافية لتحريضنا على التسليم الروتيني بالعاقبة. وأقول لنفسي، من الجنون أن أفكر بأن أحداً منا كان يجب أن يحميه (...)
هو عقربٌ قرب الوسادة
لا يراوغ. لا يفسرُ. واثقٌ
من نُبلِ مهنتهِ
ويجهلُ قلبنا، لكن يُلاحقنا
ويُبدي رأيهُ فينا
يُقسمنا على ضرباتهِ
ويصوغُ تعريفَ العدالة بيننا.
عيناهُ خاليتانِ من مرضِ البصيرةِ،
حين تلتفتان، / ترتجلان نظرتهُ الركيكة ثمَّ / ترتجلان حجمَ (...)
سأقفُ أمامكِ مذهولاً.
عندما نلتقي
سألمسكِ برفْق
كما تلمسُ أوراق الخريف الأرضْ.
عندما نلتقي سأندفع نحوكِ
كحفيدٍ يغوصُ في عباءَةِ جدِّه.
عندما نلتقي سأنتحبْ.
عندما نلتقي سأبحثُ عن عصا من الخيزران
وأضرربك بقسوةٍ على إِليتكْ.
سأضربك كحليمٍ فقد (...)
يبدو انه لا بد من التذكير بأن تاريخ الشعر ليس تاريخ الشعر العربي وحده. العالم مملوء بالشعر المدهش والعالم قليل الثرثرة حول "قضايا" الشعر مقارنة بنا! رغبة البعض في أن يكون الأسبق والأوحد قادمة من تراث الحزب الأوحد والحاكم الفرد، الخ. وليس بوسعنا ان (...)
يحار العقل في فهم كيفية استجابة المثقفين العرب للتاريخ ولقضاياهم التاريخية! في لحظات الهدوء الشعبي يصيح صائحهم "متى يدفنون العرب"، وفي لحظات الصحو تكتظ المنابر شعراً ونثراً وتحليلات ودراسات تهتف نعم لدينا تحليلات ودراسات تهتف! "هذا هو المجد العربي"! (...)
السؤال يثير ارتيابي، ويستوجب مجموعة ملاحظات:
- تسألون عن تراجع الشعر، فما الذي تقدّم عندنا أيّها السادة؟
- من يملك ان يقرر بدقة حال الشعر اليوم؟ من اجرى دراسة او مسحاً او استفتاء بهذا الصدد؟
في امسيات شعرية معينة يبدو لنا الشعر بألف خير، وفي سواها (...)
ساهِماً، أَتَغافى على مقْعَدٍ طائرٍ
سوف يُبْعِدُني ألْفَ ميلٍ عن القَيْروانْ،
أتى صَوْتُها، صاعِداً مِنْ قِبابِ البَلَدْ
لم أقُلْ للغَريبةِ ما شِئْتُ ذاك المساءْ
أَغْمَضَتْ
أَدْخَلَتْ كلّ أوصافها في ظلامٍ
تلوذُ بهِ مِنْ وحوشٍ تراءَتْ لها
لا وحوشَ (...)
الساحرُ، مرتبكاً
يحاول،
لكن منديله لم يطيّر حماماً.
يحاول ثانية،
الفتاة المُضاءَةُ ترمي الى الرقص نيرانها،
ثم يعلو، مع العزف، وعد:
يعقد حبلا،
يحاول، في لمسة، فك عقدته
مرة، مرتين،
فتشتد أكثر!
ينهمك المسرحيون
في حيل الضوء والعزف،
يرمون في كفه فرصا، (...)