الطوابقُ السبعةُ، السقوفُ ذاتُ الهُدى والثريّاتْ، أقفالُ الحديدِ التي وَعَدَتِ النائمَ بالاطمئنان، الجدرانُ المدهونة بالأبيضْ، المَدهونةُ بلونِ الخردلْ، المعتزةُ بشواربِ الراحلينْ وعُبوسهمْ في الإطارات العتيقة، النوافذ التي، بالصُدفةِ، كانت مُغلَقَة، سَلالِمُ الجرانيت، قماطاتُ الرضيع، مُشمِسَةً، ذاتَ لهوٍ، على حِبال الغَسيلْ، سَتائِرُ الساتانْ، خفايا خزائنِ الحديدْ، فرزاتُ الشفاه على حوافّ الفناجينْ، اختلافاتُ الرأي في مسامرةِ الغروب، المحاولاتُ الفاشلةُ للإبن الأصغر لنَيْل حقِّهِ في الكلامْ، مكائدُ الخالات، لدغةُ المراهقة، أنين الأسرَّةِ - لَذّةً، أنين الأسرَّةِ - عِلّةً، موائدٌ الكرَمْ، رفوفُ الكتب المُعتنى بها، شرفاتُ الجيرانيومْ... كلها، فجأةً، في دقيقةٍ واحدة، في كومةٍ ودوِيٍّ انهارَتْ. سقطت على بعضها لتصنعني. أنا الثباتُ فلا يهتزّ. أنا المُطلَقُ، فلا ينهارْ. أنا النهائيّ، فلا ينتهي. أنا الحقيقة فلا تتزحزح. أنا القائِمُ، فلا يَسقطْ. أنا العِنادُ، فلا يتغيّر لهُ حال. أنا الشَّكْلُ الأخير. أنا التَّماسُكُ الذي لا يحتاجُ الأساساتْ. أنا الصَّلابة. أنا الخالدةُ، هكذا، على هيئتي. أنا الأنقاضْ.