يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً.. فالمدينةُ دهرُها دهرانِ: دهرٌ أجنبيٌّ مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه.. وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ وهناك دهرٌ كامنٌ متلثمٌ.. يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ *** والقدس تعرف نفسها.. اسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ فكلُّ شيءٍ في المدينةِ.. ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ *** في القدس.. يزدادُ الهلالُ تقوسًا مثلَ الجنينْ حَدْبًا على أشباهه فوقَ القبابِ تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ.. عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ *** في القدس.. أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ في القدس.. تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ.. فَوْقَهُ - يا دامَ عِزُّكَ - قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ.. تبدو، برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصًا فيها تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها وفي القدس.. السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ