رغم إدراكه بوقوع الأمر، إلا أنه يائس وخاضع وغير قادر على دفع الضرر، وقد تصور أن العلاج هين، بعد أن بحث أياماً في الإنترنت عما ينتابه من أعراض، ووجد أخيراً التشخيص وعرف خطبه وماهية ما يجثو على مزاجه بين الفينة والأخرى، واستبشر خيراً وانفرجت الأسارير (...)
يُغطي التونسي الدكتور منصف الشابي رأسه بالشاشية الحمراء التونسية، ويحيط عنقه بالوشاح، مخبرًا الزوار، بواسطة هيئته وتجعدات جلده، عن مشوار يمضي منذ سبعة عقود، وهو أيضًا يحتفي بمحبي الثقافة في جناح داره (نقوش عربية) المشاركة في معرض جدة للكتاب 2022، (...)
"كل الكراسي لا تحمل إلا خواء" هذا ما قاله لنفسه بعد أن نظر شزراً للموجودين في المكان الذي اعتاد زيارته منذ مراهقته، الذي أصبح مزدحماً على غير العادة تحديداً عندما جدد المقهى ديكوره، وغيّر بعض التفاصيل.. لينهل الناس من كل حدب وصوب.. نهض بعد إحساسه (...)
مضت ثلاثة ليالٍ على وجوده في حي "النسائم" حيث أضحى رداؤه بالياً، والتمت أغبرة الأرصفة على أطراف بنطاله، والحال ذاته على قميصه الذي تغير لونه. يبدو مجنوناً للناظرين، مرعباً للأطفال. لكن بائع السجائر، يؤمن بأنه عاقل، فحينما يمد بسيجارة له يسمع ترتيلاً (...)
اعتاد عمر على البقاء منفردا لا يشعر بالحاجة إلى كائن، غير عائلته الصغيرة.. وما دونهم.. لا يفضله ولا يسعى إليه، متدرع بانطوائيته من وحشية الناس، من تعقيداتهم ووعثائهم وبخلهم وغبائهم وحبهم لأنفسهم.. يحبذ أن يسلك طريقاً لا أنس فيه، ولو كان مملوءا بالجن (...)
قبل أن تنطوي ذاكرتي في عالم النسيان، وأتوه في خطوب الزمان، وقبل أن يرق عظمي ويشيب رأسي وتفقد الأشياء رونقها وتخور عزيمتي وأرفع منديلي في وجه الحياة.
لا بد أن أرسل رسائل العرفان، وأتغزل في العيون المشرقة والثغور الباسمة، وأعلن الحب للمحبوب، وأشكر من (...)
احياناً يقسو الزمان و "تتفرعن" الظروف وتشتد الهوائل.. حتى يصل الحال بها ان تطحن الانسان طحناً ليعلق في عنق الزجاجة، لذلك تقول العرب "ان ماطاعك الزمن.. ولا طعه" بمعنى: ان ذهب الزمان لليمين اذهب معه، وان ذهب شمالاً فالحق به، لكن ان اتجه للطريق (...)
في جيب ثوبه المطرز الفاخر، ورقة صغيرة منثنية يحيطها برقة وحنان، أقصى ما يفعله نحوها أن يطل لرؤيتها ثم يضفي عليها لمسة رقيقة محاولًا إسباغ الطمأنينة على مكوناتها التي تكاد تتجزأ وتنقسم، والورقة متسخة من الأسفل ويبدو أنها التقطت ذلك الغبار بسبب رحلة (...)
قبل أن تهب رياح العاصفة بساعات، صعد جدي من بهو المنزل الذي يقبع داخله مكتبه الصغير، صوت خطواته على الدرج الخشبي العتيق، صوته وهو يردد:»في مدخل الحمراء كان لقاءنا»، وتبدو على ملامحه علامات الإرهاق والفتور وكأنه محارب أشغله التفكير في المعركة.
وقف جدي (...)
تمدد على مقعده الضخم، وبحركة سريعة حَكّ أسفل رأسه بقوة كما لو كانت عليه حشرة. نظر لكتاب على منضدته في منتصفه ورقة خارجية، ثم نظر للتلفاز، تنقلت عيناه بينهما وقرر أنه يُكمل هجران القراءة.
أخذ نفسًا عميقًا وبات يشاهد التلفاز، حتى فقده أحد جيرانه واتصل (...)
في فضاء الإنترنت الواسع حيث القوانين تكاد تنعدم وتصعب المراقبة، تنتشر إزاء هذه الظروف كثير من الظواهر المربحة لأطراف والضارة لأطراف أخرى، على سبيل المثال، الكتب باهظة الثمن، أو الصعب الوصول إليها، أسباب كافية أدت إلى "قرصنة الكتب" حيث لا تكلف القارئ (...)
اتسم الشعراء منذ العصر الجاهلي بالوقوف على الأطلال، لاسيما المعلقات التي تعد أروع ما كتبه العرب، وعلقت على جدران الكعبة، وتناقلتها العرب، ورددت على الألسن حتى حفظت في الوجدان قبل الذاكرة، ومن القصائد الشهيرة قصيدة الشاعر الجاهلي امرئ القيس حين بدأها (...)
لم يكن موقفًا عاديًا عند عبدالإله الأنصاري حين طلب منه مديره أن يكتب رسالة عبر البريد الإلكتروني باللغة الإنجليزية، سترسل إلى موظف يقرأ العربية، بادر الأنصاري وسأل مديره، ما الحاجة إلى لغة أجنبية؟ أجاب الأخير: «ربما يقرأ الرسالة أجنبي».!
ذلك الحوار (...)
تستعدُّ الفنانة التونسية أميمة طالب، لطرح أعمال غنائية جديدة، تتعاون فيها للمرة الأولى مع الملحن «سهم» بأغنيتين، الأولى تحت عنوان «خاطرك»، من كلمات الشاعر سعود طتسمح لي» من كلمات الشاعر قوس، والموسيقى التصويرية من توزيع بشار سلطان.
ويأتي تعاون أميمة (...)
تسعى وزارة الثقافة لحصر التراث والموروث الوطني في جميع أنحاء المملكة، حيث وضح ذلك جلياً على أعمالها التي تقوم بإحياء شواهد التاريخ المعتق، والفلكلور الشعبي، والتي لم يكن آخرها مهرجان «رجال الطيب» الذي يستكشف ثقافة فترة زمنية تعود للقرن الماضي، حيث (...)
أعتدت عند استيقاظي كل صباح، أن أتمتم بصوت خافت "لم يحدث ذلك"، وأبدأ يومي بطقوس خاصة وأعد فطوري وأتناوله متدرعاً بوحدتي ولائذاً بها من ضوضاء مقيتة تنتهي عادة بأن أحطم منضدة الإفطار. بعد ذلك، أتهندم وأصفف شعري وأغمر جسدي بعطري النفاذ ذي الرائحة (...)
لم تكن حياة الاميركي-الافريقي مالكوم اكس في بادئ الامر جيدة، حيث قتل والده من قِبل إحدى العصابات العرقية المناهضة ضد اصحاب البشرة السمراء، وبعد وفاة والده بأعوام اصيبت والدته بانهيار عصبي ادى بها للجنون، كل تلك الظروف أوقعت المراهق في عالم الاجرام (...)
بين الطبيعة وأجواء الفلاحة قضت القاصّة وفاء الحربي جلّ طفولتها، بسبب امتلاك والدها -رحمه الله- مزرعة عانقت وجدان الطفلة الصغيرة، حيث تركت تلك المرحلة أثراً واضحاً من خلال الإدراك المبكر والتمعن في ما حولها كالبذرة والغرس والنمو والحصاد، المراحل التي (...)
يشهد التاريخ الثقافي اختباء العديد من الأدباء خلف أسماء مستعارة لأسباب مختلفة حيث قاموا بنشر أعمال شهيرة ذاع صيتها في أنحاء المعمورة، حينها لم يكن الاسم الجديد والغريب في آن واحد مقلقاً إلى حد كبير لدى الجمهور. بينما اختلفت أسباب اختبائهم خلف (...)
وقَعَ الفنان الموسيقي علاء شاهين في حالة دهشة مع آلة العود، أشعلت فتيل الطموح والشغف، كل هذا في سنّ الثالثة عشرة من عمره، أصبحت العلاقة ما بين الفتى اليافع والموسيقى أكثر جدية، شعر حينها بأن الآلة الموسيقية تخاطبه.
نتيجة تجوله في محلات تسجيل الأغاني (...)
في مدنية هيراكليون التي تعد عاصمة إقليم كريت اليوناني، ولد الروائي نيكوس كازانتزاكيس، حيث قال عن مسقط رأسه "إن سر كريت عميق جدًا. وكل من يطأ هذه الجزيرة يحس بقوة سرية تتشعب بحرارة وإحسان في أعصابه، أو يحس أن روحه تبدأ في النمو". انطلقت من هنالك حياة (...)
يُلقي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحيدري مساء اليوم محاضرة في النادي الأدبي بالرياض عنوانها «رحلات الحج في العصر الحديث: المقاصد والسمات»، ويديرها الدكتور محمد المشهوري عضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بالرياض.
وتتناول المحاضرة مفهوم الرحلة (...)
فضّل بعض الأدباء الانعزال في منأى عن الشهرة، حيث ضل نتاجهم حبيساً دون أن يعلم عنه أحد، واحتفظوا بأعمالهم في محيطهم الخاص بعيداً عن الشهرة ومتناول القراء ومحبين الثقافة دون اكتراث بالشهرة وتبعاتها، وبعد وفاتهم، شاءت الأقدار أن يقف البعض على تلك (...)
تناول فيلم قائمة الدلو - 2007 The Bucket List قصة مريضين في شهورهما الأخيرة بسبب مرض السرطان، حيث يختلفان في الحالة المادية والاجتماعية إذ يعيش "كارتر تشامبرز" في أجواء أسرية حميمة على النقيض من الشخصية الأخرى "دوارد كول" الملياردير الذي يفتقر (...)
حين وقفت أمام المرآة وبدأت بتمرير شفرات الموس على ذقني، شعرت بأن الوحدة قابعة في الوجه المنعكس، كعشّ عصفور احتل نافذة منزل. تساؤلات عديدة أسقطت موس الحلاقة، كيف لوجهي أن يميل إلى الزرقة بينما تزحف الوحدة فوق جلدي في آن واحد؟ بدأت أعيد الكرة في حلق (...)