حين وقفت أمام المرآة وبدأت بتمرير شفرات الموس على ذقني، شعرت بأن الوحدة قابعة في الوجه المنعكس، كعشّ عصفور احتل نافذة منزل. تساؤلات عديدة أسقطت موس الحلاقة، كيف لوجهي أن يميل إلى الزرقة بينما تزحف الوحدة فوق جلدي في آن واحد؟ بدأت أعيد الكرة في حلق ذقني، لكن هذه المرة أسرعت حتى جرحت نفسي، شعرت بأني بدأت أنزع الطبقة المحتلة. مجدداً، تسببت في جرح آخر، وجرح آخر، وجرح آخر، في حين تعتلي ضحكاتي الممتلئة بنشوة الانتصار. أخيراً، امتلأ وجهي بالدماء، لم يكن الألم هاجساً أكثر من النتيجة، بحماس نظرت للمرآة، ورأيت الندى يتساقط من الزجاج.