لم يكن موقفًا عاديًا عند عبدالإله الأنصاري حين طلب منه مديره أن يكتب رسالة عبر البريد الإلكتروني باللغة الإنجليزية، سترسل إلى موظف يقرأ العربية، بادر الأنصاري وسأل مديره، ما الحاجة إلى لغة أجنبية؟ أجاب الأخير: «ربما يقرأ الرسالة أجنبي».! ذلك الحوار أصاب الأنصاري بالدهشة، ونالت التساؤلات من تركيزه، لماذا لا تكون أحد معايير الكفاءة، التحدث بالعربية؟ كانت هذه اللحظة كفيلة بأن يعلو منبرًا يخاطب به المجتمعات العربية، وبذلك أسس مبادرة «تحدّث العربية» التي تسعى نحو تفعيل اللغة في مختلف نواحي الحياة، حيث إن اللغة الأم تلعب دورًا في التنمية والتطور، وينعكس ذلك على المجتمعات العربية، من خلال تعزيز الهوية التي تكاد تفقد بريقها مع انجذاب أبنائها للغات والثقافات الأجنبية دون مراعاة لما يترتب على ذلك من فقدان الثقافة الأصيلة، وحرصًا على الحفاظ على اللغة واستعمالها في معاملاتنا اليومية أنشئت مبادرة «تحدّث العربية» لتوعية المجتمعات برسالة وأهداف واضحة لتفعيل وتطوير المهارات اللغوية عند متحدثيها، وتهدف المبادرة إلى إعطاء اللغة قيمتها الحقيقية؛ وذلك لأنها كنز قومي ومصدر ثراء ديني واقتصادي واجتماعي وسياسي، ليس ذلك فقط، حيث طموح القائمين على المبادرة للمساهمة في تطوير ونمو سوق اللغة العربية عالميًا، وتحويل المبادرة إلى مؤسسة قائمة بذاتها مع استقلالها المالي والإداري، لخدمة اللغة والهوية العربية، وتفاعل الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي والماركات التجارية وأصحاب المشروعات مع المبادرة، حيث وصلت الجهات المنضمة للمبادرة إلى 350 جهة.