وقَعَ الفنان الموسيقي علاء شاهين في حالة دهشة مع آلة العود، أشعلت فتيل الطموح والشغف، كل هذا في سنّ الثالثة عشرة من عمره، أصبحت العلاقة ما بين الفتى اليافع والموسيقى أكثر جدية، شعر حينها بأن الآلة الموسيقية تخاطبه. نتيجة تجوله في محلات تسجيل الأغاني داخل وسط البلد في مدينة عمّان التي ولد بها في العام 1979، من هنا لم يعد الخوض في عالم الموسيقى هاجساً لدى الفنان الأردني نتيجة لعزمه شق طريق النجومية عبر محبوبته الموسيقى، حيث بدأ بتجميع "الكاسيت" لمغنين ذاع صيتهم، مثل طلال مداح، ومحمد عبده، وأم كلثوم، ورياض السنباطي. لكنه واجه أولى العقبات في مشواره، حيث كانت البيئة المحافظة لا تساعد على اقتناء آلة موسيقية، رغم ذلك استطاع أن يجمع من مصروفه الشخصي ويقتني آلة عود بسيطة دون علم عائلته، بعد ذلك، أصبح وسط البلد ملاذه المناسب حتى يتسنى له التعلم والعزف بجانب صديقه العزيز على حد قوله، وهو الذي ساعده في إخفاء العود بمنزله والتردد عليه في أجواء صعبة ومثيرة. انتقل علاء من الأردن إلى مدينة أكتوبر في مصر لدراسة هندسة الأجهزة الطبية، لكنها الأقدار شاءت ذات يوم، وهو يتجول بين ضواحي القاهرة، أن يقف أمام معهد موسيقى قريب من مسكنه، حينها تحول حلم الالتحاق إلى حقيقة، الأمر الذي كان صعباً في مدينة عمان، حيث يشترط المعهد موافقة العائلة. مع مرور الأيام تعرف علاء على معلم الموسيقى عمر الباجوري، وأخذ عنده دروس خصوصية في سبيل تطوير الموهبة الفذة، استمرت تلك اللهفة بين الفنان وآلته، وبدأت العلاقة بينهما تتعمق أكثر فأكثر. جهد كبير بذله حتى يحضر حفلة موسيقية لعازف العود الشهير نصير شمه في العام 1999، بالجامعة الأميركية بالعاصمة المصرية، لم تكن حفلة عادية في ذهن الشاب المتحمس، حيث رسمت في مخيلته الطريق الخاص به، ووجد نفسه وحيداً مع أوتار العود والنغمات الطربية في بيت العود العربي، وهي المدرسة الخاصة للعملاق نصير شمه، بعد أن وافق الأخير على انضمام الشاب تحت التجربة، الصعوبات وتذليلها اعتاد عليها الفنان الجديد، حيث يواجه في كل فترة بعض العقبات والظروف المادية القاهرة، التي لم تثنه عن إكمال تعليمه للموسيقى وآلة العود والتخرّج من المدرسة بالدفعة الأولى، أو الدفعة الذهبية كما تسمى. بين تنقل الفنان الأردني بين مدينته عمّان والقاهرة، إبان حصار العراق في العام 2000 م، صادف أن يكون ماجد ووحيد الكناني في العاصمة الأردنية، يمتلكون ورشة بسيطة لصناعة آلة العود، من خلال ذلك التقى بهم علاء وعرض عليهم تأسيس ورشة في عمّان، وبدأت تلك الفكرة تُنفذ على أرض الواقع، بدأ العمل بسرعة من خلال استيراد الأخشاب والمواد اللاصقة من العراق ومن ثم تصنيع الأعواد الممتازة، يقومون بتسليمها إلى عازفين في الخليج ومصر. الشاب الأردني الذي لم يستطع تعلم العود في مدينته، أصبح يملك ورشة فريدة من نوعها في العاصمة الأردنية، أُطلق عليها "البغدادي والإدريسي للأعواد" بجانب تأسيس ورشة لتعليم صناعة الآلة، لم يستمر المشروع طويلاً نتيجة ظروف معينة، ولكن العازف الأردني أصبح أكثر خبرة وقام بالمهمة وحده، حيث بدأ بصناعة الأعواد حتى تم تأسيس ورشة الإدريسي للأعواد امتداداً للورشة السابقة، امتلك الكثير من الشخصيات العود الإدريسي على حد قول علاء، مثل الشاعر صالح الشادي الذي كان داعماً للورشة. في الشهر الثاني عشر من 2018، وطأت أقدام الفنان العالمي علاء أراضي المملكة مع أستاذه نصير شمه، حيث عبر العازف الأردني عن سعادته بالمشاركة لأول مرّة في حفلة بطلها آلة العود التي يداعبها نصير شمه وعلاء شاهين ونخبة من أهم العازفين، كان يعتبرها تمثيلا للأردن. تلك اللحظة لم تفارق العازف الماهر علاء الإدريسي، يُريد خوض التجربة من جديد في السعودية، يحرص عليها في حفلة استعراض آلة العود وإقامة العروض الموسيقية، من جهة أخرى وجه الشاب الأردني رسالة إلى المؤسسات الثقافية السعودية وقال: "أتمنى أن نتعاون ونتواصل لتقديم الحفلات والأفكار الجاذبة، ونقيم ورشة ودورات لآلة العود، وننخرط مع الشباب والمثقفين السعوديين". في نهاية حديث علاء شاهين، شكر محمد عبده واصفاً إياه ب"عملاق الطرب" وعبدالمجيد عبدالله، وعبادي الجوهر ورابح صقر، لدعمهم آلة العود التي يتزينون بها على المسرح. يكرم في دولة الإمارات كأهم عازف لآلة العود يداعب بأنامله آلة العود في مهرجان تطوان الدولي