تسعى وزارة الثقافة لحصر التراث والموروث الوطني في جميع أنحاء المملكة، حيث وضح ذلك جلياً على أعمالها التي تقوم بإحياء شواهد التاريخ المعتق، والفلكلور الشعبي، والتي لم يكن آخرها مهرجان «رجال الطيب» الذي يستكشف ثقافة فترة زمنية تعود للقرن الماضي، حيث أقيم الكرنفال التراثي خلال الشهر المنصرم وجسّد القائمون عليه التفاصيل الدقيقة للموروث الثمين في «رجال ألمع» خلال حقب خلت، وكانت الحرف اليدوية والرقصات الشعبية وطوق الورد نبراساً أوقف العابرين بدهشة أمام الكنز التراثي الذي استطاعت الوزارة الشابة صقله وتنظيمه داخل إطار ثقافي بهي يعد الأول من نوعه داخل المملكة. الوزارة لم تكتف بنبش الفلكلور وتقديمه إلى الناس، بل جلبت روائع الأوبرا الإيطالية ممثلة بفرقة «لا سكالا» العالمية في حفلة قادها بيترو ميانيتي عُزف من خلالها مقطوعات شهيرة وبديعة لمؤلفين معروفين مثل: جواكينو روسيني، وجوسيبي فيردي، وبييترو ماسكاني، وبذلك استطاعت المعزوفة الإيطالية تسجيل حضورها الأول في المملكة بتنظيم من وزارة الثقافة، وفيما يتعلق بالموروث الوطني الذي وضعته الوزارة ضمن أحد اهتماماتها البالغة، وقامت في وقت ماض باستعراض مقتنيات قصر الأحمر التي تعود إلى العام 1943 م، وتقف شاهدة على الكثير من الأحداث المهمة المتعلقة بجزء من تاريخ المملكة، وفي نفس السياق لم تتجاهل الوزارة أحد التحولات المهمة في المجتمع، حيث احتضن قصر خزام في يونيو الماضي معرض «نفثه» الذي شارك فيه 14 فنانا استعرضوا من خلاله نتاجهم الذي يعد نتيجة لتأملات عديدة نحو علاقة المملكة بالنفط والتغيير الذي حصل على إثره، تلك المهرجانات التي وقفت خلفها «الثقافة» كانت مرآة عاكسة لحياة المجتمع الحافلة ثقافيا والمتعطشة لكل ما هو جديد، كل ذلك خلال عام واحد من تأسيس وزارة فتية تحتفي بالتاريخ والإرث المجتمعي والإنساني. تتسارع خطوات»الثقافة» لحشد الكثير من البرامج والفعاليات الفنية والثقافية، وتتسع لتطلعات المتابعين والمهتمين مع كل خطوة تخطوها إلى الأمام. مهرجان «رجال الطيب» في رجال ألمع