ما زلت أذكر قصة قرأتها في طفولتي، من أساطير الشعوب القديمة تتحدث عن عائلة بسيطة أعطاها صديق لهم قطعة خشبية سحرية على شكل «كف القرد»، ولديها القدرة على تحقيق ثلاث أمنيات، لكنه حذرهم بضرورة توخي الحذر لوجود مفاجآت غامضة قد تصاحب هذه الأمنيات، فلم تهتم (...)
لو أردنا تحديد العنصر الأقوى والأكثر شيوعا لسلوكيات تدمير الذات فهو الخوف؛ فالدافع وراء القيام بأي فعل مدمر للذات كثيرا ما يكون القلق الذي يفوق الاحتمال، في الحياة المعاصرة بخياراتها التي تزيد من شعورنا بالضغط والتشتت، فعندما نكون قلقين نفقد التواصل (...)
كل شيء تواجهه في الحياة حاليا داخليا أو خارجيا نتيجة لاختيارات قمت بها سابقا، أو كيفية استجابتك لحدث في الماضي، وإذا لم تكن تحب ما تصنعه وتواجهه فعليك أن تغير استجابتك، وإذا أردت شيئا مختلفا، فعليك أن تقوم بشيء مختلف، وأن تتوقف عن محاولات الشكوى فهي (...)
منذ زمن كاف أدرك الكثير أن معتقداتنا في الآخرين وفيما يحيط بِنَا هي نبوءات ذاتية تتحقق بالفعل، فالإنسان الذي يعتقد بأن العالم مكان خطير يمتلئ بالتهديدات سيواجه مواقف مخيفة فعلا، ومن يُؤْمِن بأن العالم مليء بالفرص والمغامرات الممتعة سيجد نفسه يعيش (...)
بداخل كل واحد منا تلك البذرة الدقيقة للذات الفريدة التي خلقنا عليها، ولقد بدأت حياتك كرضيع يعرف بالضبط ما يريده، فكنت تعلم متى تكون جائعا، وتبصق الأطعمة التي تعجبك، وتلتهم التي أحببتها بشهية، ولم يكن لديك حرج في التعبير عن رغباتك، وتصرخ وتعبر وتزحف (...)
إذا أردنا أن نكون سعداء فما السعادة؟ وما الذي يستحق الاهتمام فعلا في هذه الحياة؟ وما أولوياتنا؟.
افترض أنك على فراش الموت، فما الذي تتمنى تجربته مرة أخرى قبل رحيلك؟ هل يوجد ما يثير حسرتك وأنت تذوي بعيدا؟ لا شك أن أول ما سيخطر ببالك هو المزيد من (...)
لا تدرك العالم من خلال حواسك، بل تصنعه بحواسك، وهي تعمل على غربلة 99.999999 مما يمكن إدراكه ولا تسمح لك إلا برؤية ما يتفق مع قناعاتك الراسخة، وكما يحتوي التلفاز على جميع البرامج فأنت كذلك تتضمن حالات الواقع كلها، وليس عليك إلا أن تغير القناة لتستقبل (...)
اتجاه تصرفاتك في المواقف يحدد شكل عالمك، فعندما تتصرف بأسلوب يخيف الآخرين فسيجعلك ذلك تعيش مهددا من ردة أفعالهم العنيفة ضدك، وعندما تمارس الأمور بشكل درامي حزين فستجلب الإحباط والغم لمن يعاشرك، وهذا ما سيجعلهم يتجنبون لقاءك. وعندما تتصرف كطفل فإنك (...)
يخلط الأغلبية بين «هناك في الخارج» و«هنا في الداخل»، حيث يعتقد أن المال والشهرة والنجاح هي الأسباب، في حين أنها النتائج، وهي نتائج تلقائية لإحساس داخلي من الرضا والتوجه الإيجابي، ومن تصرفك بطريقة محددة تجاه الحياة، وإيمانك بأن مصدر الفرح موجود في كل (...)
يُؤمِن أغلبية الحكماء بأن الجميع يمكنهم تحقيق السعادة باستمرار، وذلك لسبب جوهري أنها في الحقيقة لا تتوقف بشكل أساسي على الآخرين، ولا على وضع العالم الخارجي، لكنها تتوقف أولا وقبل كل شيء علينا وعلى قدرتنا على إحداث تناغم مع ذواتنا، وذلك حين نحاول أن (...)
يستقبل العقل الإنساني عن طريق الحواس كما هائلا من الصور والأحداث والمشاهدات، فيخضعها لعملية انتقاء وترشيح، فيقبل ويرفض ثم يشكل في ذهنه خارطة ذات حدود تكون عالمه الذي يعيش فيه، وقد تكون صغيرة أو كبيرة الحجم، مضيئة أو مظلمة الإنارة، لكنه يعتبرها (...)
إن الطريقة التي ترى بها نفسك تحدد ما تثمر عنه حياتك، فالصورة الذاتية هي مفهومك عن نفسك، وهي نقطة الانطلاق لتجارب وخبرات حياتك، فهي أشبه بإناء كبير تصب فيه جميع قناعاتك الشخصية عن ذاتك بحيث تختلط وتندمج لتشكل مفهومك عن قوتك الذاتية.
فإذا تشكل الخليط (...)
لقد تبرمجنا بسبب نشأتنا، والقناعات التي توارثناها عبر أجيال لا حصر لها، بأن ما نراه ونعايشه في اللحظة الحالية هو التفسير الوحيد الذي تسير به الأمور، ولكن ذلك يعتبر اختزالا ضخما لاحتمالات الحدث، فما من شيء يؤثر على حياتنا إلا حسب إدراكنا، فتواجدك مع (...)
هناك انطباع شائع عن المفكرين أو المثقفين بأنهم أشخاص غارقون في وسط من الأوراق أو الكتب، غير آبهين بشؤون الحياة الأخرى، فقد يكون الأسلوب الغدائي لأحدهم مضطربا، أو يدخن بشراهة ولا يعتني بإيقاع النوم وبممارسة الرياضة أو المشي، مطيلا الجلوس على الكرسي (...)
يبدأ تدرب الإنسان على النفوذ منذ شعوره الأولي، حين يجرب ممارسة نفوذه على محيطه وعالمه بلمس الأشياء وتقريبها من فمه، كآلية اكتشاف يتمكن من خلالها التعرف على الموجودات، ولهذا فكثيرا ما يتساءل البعض عند حملهم رضيعا ما هل يرغب في عضِّهم أو تقبيلهم، غير (...)
حين يبهرنا إبداع بعض الأشخاص لا نسأل كيف وكم استغرق ذلك ليحصل، بل نبتهج من واقعه النهائي كما لو أنه خرج من باطن الأرض بشكل عجيب، بمعنى آخر فإننا نفضل أن نصدق بأن هذا الشخص ولد مختلفا بطريقة لا يستطيع أحد منا أن يبلغها، فحبنا الزائف لأنفسنا وتفاخرنا (...)
إن أفضل أصول مربحة يمكننا امتلاكها هي أنفسنا، فإذا قصرنا في الاستثمار في عقولنا وأجسادنا ومعنوياتنا فسنلحق الضرر بالأداة الأهم، وإحدى أكثر الطرق شيوعا للضرر بهذه الأصول هي قلة النوم.
فالكثير من الطموحين مهنيا يسمحون لغرائزهم التنافسية بالسيطرة على (...)
حين أتينا للعالم لم يكن لدينا معنى لأي شيء مخيف أو مزعج، فكنا نضع في فمنا كل ما تلمسه يدانا، ونتأمل ما حولنا بعينين متسعتين من الدهشة، مستغرقين في عيش لحظتنا بكل أبعادها، ومع استكشافنا لعالمنا الجديد واتساع دائرتنا فيه، بدأنا تلقي سيل من الرسائل عن (...)
في روايته الرمزية الشهيرة «مزرعة الحيوان» نلاحظ الشخصية الخيالية للحصان «بوكسر» القوي المتفاني والذي يستجيب لكل عقبة وأزمة بأسلوب «سأعمل بجهد أكبر»، ويظل ملتزما وفيا لفلسفته هذه حتى في أحلك الظروف، إلى أن يرسل في النهاية لساحة ذبح الحيوانات الهزيلة (...)
مهما فعلنا فلن تخلو أوقاتنا من نوبات الضجر والملل، أن نفعل الشيء نفسه على الدوام فهذا مدعاة للملل، وألا نفعل أي شيء فهذا أكثر مدعاة، وألا نفعل إلا المتوقع مسبقا فهذا ينتهي لا محالة للوقوع في براثن الملل.
لا توجد حياة لا تشوبها فترات من الملل قد تطول (...)
إذا كانت أوتارك الداخلية مشدودة جدا أو مرتخية جدا فلن تجيد العزف بتاتا، ومن أراد أن يعزف موسيقى الحياة فعليه أن يتأكد أن الأوتار ليست مشدودة جدا أو مرتخية جدا.
ثمة أوتار عديدة في العقل مشدودة لدرجة لا يمكن أن تصدر عنها أية أنغام، فأفكارنا في حركة (...)
الانطباع الأول هو فرصتنا الأولى والأقوى لنجعل شخصا ما يكون رأيا مشجعا عن ذاتنا، والأرجح أنه سيكون دائما، وهذا أحد أهم الأسباب للتأمل في أهميته، لأنه عامل استراتيجي محوري في تشكيل نظرة الآخرين نحونا، ويحدد اتخاذ قرار الاستمرار أم الانسحاب من بداية (...)
هناك حكاية تروى عن ناسكَيْن كانا يتوجهان لمحرابهما ذات يوم، فعبرا أحد الطرق الريفية الموحلة بشدة بعد يوم شديد المطر، وكانت هناك سيدة تواجه صعوبة في عبور الطريق، فقام أحدهما بحملها فوق أكتافه وقطع بها الطريق للجانب المقابل، فشكرته وأكملا المسير، وبعد (...)
هناك حكاية تروى عن ناسكَيْن كانا يتوجهان لمحرابهما ذات يوم، فعبرا أحد الطرق الريفية الموحلة بشدة بعد يوم شديد المطر، وكانت هناك سيدة تواجه صعوبة في عبور الطريق، فقام أحدهما بحملها فوق أكتافه وقطع بها الطريق للجانب المقابل، فشكرته وأكملا المسير، وبعد (...)
الكثير منا لا يرحبون أبدا بتوسيع زوايا عالمهم الصغير خوفا من اختبار ما يفضلون تجنبه، مفضلين الاسترخاء بمحاذاة ذواتهم القديمة بدلا من الحفر عميقا، فنادرا ما يكون الانكشاف مريحا، وغالبا ما يكون الفهم متعبا، فكلما زاد فهمنا قلت قدرتنا على الالتزام (...)