وذنوب شعري كلها مغفورة
والله جل جلاله التواب
نزار قباني
1-1 حينما يقول نزار قباني بيتاً مثل هذا البيت، يعلن فيه ارتياحه النفسي وارتياح ضميره الثقافي من كل ذنب شعري اقترفه، فهذا يعني أولا انه مدرك وعارف بذنوبه الشعرية، ثم إنه ليس نادماً عليها بل سيظل (...)
-1-
إذا كنا قلنا في المقالة السابقة إن الخطاب النقدي العربي كان يحمل في طياته مقولات في الحرية والاختلاف والحوار والتفاهم مع الآخر، والرضى المبدئي بأن الكلمة هي أداة التعامل مع الآخر. ولم يحدث قط أن نشب صراع عنيف إما بالتكفير أو بالقتل داخل منظومات (...)
هناك أحكام قطعية تعوَّد كثير من الدارسين للخطاب الفكري العربي على إطلاقها وتعميمها، وأخطر هذه الاحكام هي حول غياب الحس الديموقراطي والحر في ذلك الخطاب وحول استبعاد الآخر مع تنصيب الذات كمصدر كوني قاطع.
والملاحظ هنا ان كثيراً من الدارسين للفكر العربي (...)
-1-
حينما يبلغ علم من العلوم أقصى درجات الفعل، فإنه حينئذ يصل حد التخمة والتشبع، ويصبح عاجزاً عن إحداث المفاجآت وإثارة التشوق، ومن ثم ينصرف عنه القارئ الحر غير الملتزم أكاديمياً أو مهنياً.
وهذه - في زعمي - حالة تعيب النقد الأدبي بمفهومه المؤسساتي، (...)
لن ألوم نفسي على هذا المقال إذ إنني أكتبه بعد أن اتصلت بمدير جامعة الملك سعود هاتفياً خمس مرات، وأرسلت له ثلاث رسائل ولم يرد على هواتفي ولا على رسائلي، مع أنني أخطرته أن الأمر خطر جداً، وأبلغته في واحدة من رسائلي أنني سألجأ للصحافة ولم يرد على هذه (...)
لن ألوم نفسي على هذا المقال إذ إنني أكتبه بعد أن اتصلت بمدير جامعة الملك سعود هاتفياً خمس مرات، وأرسلت له ثلاث رسائل ولم يرد على هواتفي ولا على رسائلي، مع أنني أخطرته أن الأمر خطر جداً، وأبلغته في واحدة من رسائلي أنني سألجأ للصحافة ولم يرد على هذه (...)
لنا أن نفرح لثقافتنا وما تحققه من اسمية رمزية لافتة، وكم هي مبهجة سيرة رجاء عالم ليس مع الجوائز وقد حصلت على العديد منها، وإنما لما هو أهم وأبقى من الجوائز وهو ما حفرته بيديها من منظومة الابداع وأخلاقيات العمل الإبداعي، وهي التي قدمت وتقدم نموذجاً (...)
جاءتني الهواتف تباعاً تقول إن الليبراليين عقدوا اجتماعاً طارئاً أعقبته اجتماعات أخر وإنهم يتحزبون ويهددون بمئة مقال ينقضون بها على هذا المارق الخطر، كان الأخوة يعلمونني بذلك وينبهونني إليه، وكنت أقول لهم: ليت صحبكم هؤلاء هددوني بمئة كتاب أو مئة بحث (...)
حينما تطرح سؤالاً عن اللبيرالية السعودية (تحديداً) فإنك ستقع في إشكال منهجي شائك جداً، والمبدأ المنهجي هو أن تسمي الناس بما يسمون به أنفسهم، ولا يصح أن تتقبل تسمية عامة تدور على الألسنة دون أن تتسمى بها الفئة المستهدفة بحثياً، ولو اعتمدت على العرف (...)
أن تكون حراً مستقلاً فهذا معناه أن تدخل في حرب أبدية مع نفسك، ومع من يحبونك، هذه هي الترجمة الفورية لتاريخ الخيبات، خيبات ظن أصحابك فيك، فإذا قلت غير ما يتوسمونه فيك، أو خالفت رأياً كنت قد قلته من قبل أو غيرت موقفاً من مواقفك أو تصرفت بغير ما (...)
في عام 1986م أقام نادي الوحدة في مكة المكرمة ندوة علمية حول النقد الألسني وكان الصديق الدكتور عبدالمحسن هلال هو المرتب لتلك الندوة، وحينها كان الجو ملتهباً ونارياً حول الحداثة والنقد الألسني، وفي غمرة النقاش طرح الدكتور منصور الحازمي سؤالاً هو: (...)
عاش الجاحظ في الكتب ومات في الكتب، حيث مات وعلى صدره كتاب، وكانت الكتب قد تساقطت عليه وغمرت أنفاسه وهو مصاب بداء الفالج وهو الداء الذي أعاق جسده ولكن لم يعق حبه للكتب، لم يتزوج الجاحظ ولم يخلف ذرية وليس له عصبة عائلية وقد خرج من عالم الظلمات (...)
من أعرق الأصول العلمية هو القول على القول، وذلك حينما يأتي رأي أو قول لمجتهد فيثير ذلك شهية المعاصرين واللاحقين على شرح هذا القول أو تأويله أو معارضته، وهذا باب علمي عريض تأسست عليه المعرفة البشرية عبر التراكم والتتابع وتلك هي الشجرة العلمية (...)
تأتي المخطوطات لتكون هي العلامة الثقافية الخالدة في تراثنا، ومنها نشأت مؤسسات ثقافية مهمة، أولها دور الكتب التي تحتوي هذه المخطوطات في بلادنا وفي أوروبا حيث ترحلت أعداد منها إلى مكتبات الاستشراق واستقرت هناك ومنها نشأ علم تحقيق المخطوطات، وهو علم (...)
منذ أن وصلت الثقافة البشرية إلى مرحلة امتهان الكتابة كأداة معرفية في التأليف والتواصل وهي تميل شيئاً فشيئاً إلى تمييز الكتبة بوصفهم طبقة علمية ومعرفية تتفوق عقلياً وطبقياً على غيرهم، والرجل الوضيع المهمش يصبح مكيناً وعلى منزلة رفيعة إذا ما اتخذ (...)
يأتي مصطلح الأمية ليكون من أشد المصطلحات من حيث سوء الاستخدام، ويجري ربطه مباشرة بالجهل وتنسب إليه أسباب التخلف، ويجري دوماً الظن (التوهم...؟) بأن السبيل إلى التقدم هو في محاربة الأمية. وكم ننعي على أنفسنا في أرقام ونسب نتداولها حول نسبة الأمية (...)
احتجت إلى كل ما أملكه من إيمان وإلى كل ما بيدي من تصور لرحمة الله ومحبته، ولولا هذا لتفتت نفسي وأنا استقبل خبر وداع الحبيب الغالي محمد البنكي وقد جاءني الهاتف الأول من معجب العدواني ثم توالت الهواتف من البحرين، ضاعت لحظتها صور كل الدنيا من أمامي، (...)
لم يكن اسمها موكي، ولم نكن نعرف أنها كلبة، ولم يخطر ببالنا أننا سنحبها ونرعاها، ولم نكن نعرف أننا سنحزن عليها حزناً شديداً يوماً ما ونندم أن تركناها تواجه مصيراً لم نقدر وقوعه.
ابتدأت القصة بشكل مفاجئ ومريب، وذلك أننا كنا نسكن في سكن أساتذة (...)
الإنسان كائن شفاهي بالضرورة وتلعب الشفاهية دوراً عاطفياً جوهرياً في حياة الإنسان، وما كانت الكتابة منذ اختراعها المبكر سوى فعل مصاحب تخصص في وظائف محددة وتكاد تكون مصطنعة، بينما ظل الدافع الحكائي (الشفاهي) هو أقوى النوازع البشرية في فعل الاتصال (...)
كان ألان بيس قد طرح كتابه العالمي (لغة الجسد)، وهو الكتاب الذي تربع على كرسي المبيعات عالمياً، وحقق أرقاماً مذهلة في البيع والانتشار، ثم ألف (بالاشتراك) كتابه الآخر ذا الشهرة أيضاً، وهو بعنوان (لغة الكلام ولغة الكتابة)، وهذه كلها تأسيسات ثقافية دفعت (...)
استخدم والدي - رحمه الله - كل وسائله للبحث لي عن بسكليت جديد، وقد كان عندي دراجة على مقدار جسمي من تلك التي يسمونها (أربعة وعشرين) وهو مقاسها، حيث تأتي متوسطة الحجم وتناسب صبياً بعمر الحادية عشرة من العمر، ولكن جسمي كبر مع الزمن والبسكليت تعرض (...)
في الأنثروبولجيا الثقافية يشيع طقس الختان العلني، حيث يكون ذلك إعلاناً لبلوغ الفتى حد النضج وتكون حفلة الختان على مشهد جماعي، حيث يجري سلخ الجلد عن الجسد في منظر دموي تسيل فيه الدماء، ولكن لا يجوز فيه أن تسيل الدموع، والفتى الذي تدمع عينه ينتهي أمره (...)
إنها لمتعة فاتنة أن تجلس بين الكتب تراها في صور وأحجام وأشكال وألوان وتطل عليك كعوبها بين الرفوف وتحس أنها تتكلم معك وتنظر إليك وتستجيب لهواجسك، وفي حياتي تعلمت هذه المتعة ومارستها وما مر يوم إلا وجلست في مكتبتي اتأمل وأسرح النظر بين الكتب وقد تطول (...)
قبل عشر سنوات كتبت مقالة هنا في الرياض بعنوان (أخوات نورة) وكان ذلك عن بحث قدمته الأستاذة الدكتورة نورة الشملان عن المرأة والتاريخ فيه استعرضت الدكتورة أدواراً نسائية في صناعة التاريخ، وحدا بي هذا إلى تصور الباحثة ومعها النسوة موضوع البحث وكأنما هن (...)
تذكرت موال ناظم الغزالي المشهور: تعيرني بالشيب وهو وقار، وقد كان الغزالي يتمنى لو أن حبيبته لم تعيره بالمشيب، وإنما بما هو عار، وأنا لا أجزم أن الشبكة الليبرالية حبيبة لي ولكني أجزم أنها قد راحت تعيرني بالشيب وتصمني بالتخريف لأنني انتقدت الليبرالية، (...)