كثر الجدَل هذه الأيَّام -لا سيما عبر وسائط التواصُل الاجتماعي- عن الخيار الأكثر جدوى في سبيل تحقيق دخلٍ مادي: الوظيفة أم العمل الحُر؟ وهي من القضايا التي تَسبَّب بإثارتها أولئكَ المؤثرينَ على العقول ممن يُفرطونَ في الأحاديث الحماسيَّة دونَ التزام (...)
انتشرَت خلال الأعوام الأخيرة ظاهرة المُتحدّثين في مَيدَان «التنمية الذاتيَّة» وأحيانًا «التنمية البشريَّة» على اختلاف مجالاتها، وبنظرةٍ موضوعيَّة إلى هذه الظاهرة رُبما يُمكننا القول إنها -كأي ظاهرةٍ أُخرى- لها أوجُهها الإيجابيَّة المُتمثلة برفع (...)
بعض التغيرات في المُجتمع سُرعان ما تتضخم بصورةٍ يصعب معها تحجيم آثارها أو الحد من تمددها، ولعل من أبرز تلك التغيرات خلال العقد الأخير من القرن الواحد والعشرين فرض وسائط التواصُل الاجتماعي الإلكترونية تأثيرها على عقلية المُتابعين، لا سيما مُدمنيها من (...)
الثقافة من أهم مرايا التقدم الحضاري للمُجتمعات الإنسانيَّة، لا يرتقي مُجتمعٌ إلا بها ولا تحترمه المُجتمعات الأُخرى إلا بعلو شأنها فيه، ولا تزدهر تلك الثقافة إلا في البيئات التي تحترم المُبدع والمُثقف وتُحيطهما بالرعاية والتقدير؛ ما يُشجعهما على (...)
يقول الكاتِب الأمريكي فريدريك دوغلاس: "بمُجرَّد أن تتعلَّم القِراءة ستكون حُرًا إلى الأبد"، ويبدو أن الأيَّام تُصرُّ على إثبات صدق تلك المقولة حتى بعد تجاوز العالم مرحلة الأميَّة تجاه الكلمات المكتوبة مادام يوغل في ظُلمات أُمّيةٍ روحيَّة وعقليَّة (...)
في عالمٍ تتسارع خطواته لتحويل الإنسان العادي إلى دُمية خاوية تتحكم بها الآلات والذكاء الاصطناعي؛ لم يبقَ للإنسان العاقِل حلاً للنجاة من تآكُل خلايا دماغه مُبكرًا إلا التشبث بطوقي نجاة مُهمين: «الثقافة الانتقائيَّة» و»المهارات اليدوية الإبداعيَّة»، (...)
في عالمٍ تتسارع فيه المُتغيرات على مُختلف الأصعدة العالمية والمحليَّة، وترتفع وتيرة التذبذب على خط المبادئ صعودًا وهبوطًا إلى درجةٍ تعصف بالثوابت في كل مكان؛ نرى بعض مواقف المملكة العربية السعودية صورة للتقدير والإكبار، لا سيما عندما تظل تلك المواقف (...)
كانت المملكة ومازالت من الوُجهات ذات المكانة المُعتَبرة على خريطة العالم، فاسمُها عالٍ وصوتها مسموع ولا يمكن إغفال مركزها على مُختلف الأصعِدة المرموق عربيًا وعالميًا، ولعل من أهم دعائم المُحافظة على تلك المكانة سعيها لتعزيز حقوق الإنسان بين حدودها (...)
لطالما كان الجدال بين الأجيال تاريخًا يستمر بتكرار نفسه فيما يتعلق بالاختيار بين الإصرار على السير في طريق عادات وتقاليد السابقين في المجتمع وبين الانطلاق على خطوط التجديد بحماسةٍ قد تنسف شطرًا كبيرًا من الماضي وما كان يعتبره من الثوابت، ويبدو أن (...)
رغم العقوبات الصارمة التي أقرها نظام المملكة لحالات الاعتداء على الممارسين الصحيين لتشمل السجن مدة قد تصل إلى عشر سنوات والغرامة التي قد تصل إلى مليون ريال؛ ما زالت حالات التعدّي على الممارسين الصحيين تتكرر لتُذكِّر بأن مُستوى الوعي المُجتمعي (...)
لكل مرحلة انتقالية تجديدية في حياة أي مُجتمع صدمات المُخاض التي تسبق استقرار ما بعد نجاح وِلادة التطورات الجديدة، قد تستغرق تلك الصدمات وقتًا طويلاً أو قصيرًا قبل أن يستجيب النسيج المُجتمعي لآثار التغيير، وقد تلحظ البصائر النافذة أعراض جانبية طفيفة (...)
لم يعُد من الممكن تجاهل تأثير مواقع التواصُل الاجتماعي على أسلوب تفكير الأفراد ومن ثم الهيمنة على مشاعر المجتمع وتوجيه أنماطه السلوكية، وكما أن لكل عاملٍ من عوامل التأثير في الحضارة البشرية أوجُهه الإيجابية التي تستحق الاستفادة منها؛ وأوجهه السلبية (...)
رُغم إيجابيات تسهيل التواصُل الإلكتروني بين جميع الناس في هذه المرحلة الزمنيَّة دون قيود؛ إلا أن وجود تلك النعمة بين أيدي من لا يستحقونها ولا يحترمون أبجديَّات التعامل مع الآخرين من خلالها حوَّلها إلى ما يُشبه النقمة على بعض الفئات غير الواعية من (...)
"وأخيرًا وجدتُ المكان الذي يُمكنني التعبير عن رأيي بحُريَّة من خلاله!"؛ هكذا شعرتُ بعد إتمامي قراءة الخبر المنشور على صفحة الأخبار المحلية من صحيفة الرياض تحت عنوان: "آل الشيخ: العالم ابتُلي بجُرأةٍ ماجنة.. والشذوذ الجنسي من أبشع الجرائم"، فبعد أن (...)
«القبض على مُسيء لأبنائه»؛ عنوان استوقف اهتمامي على الصفحة الأخيرة من أحد أعداد جريدة الرياض المحلية، والأهم من العنوان نص الخبر الذي أكد اتخاذ الجهات المعنية الإجراءات النظامية بحق شخصٍ جاهر بالإساءة إلى أبنائه بعد نشره محتوى يتضمن اتهامات وادعاءات (...)
كان عام 1956م علامة فارقة في تاريخ المرأة السعودية ببدء التعليم المدرسي النظامي في المملكة مُنطلقًا بافتتاح أول مدرسة أهلية تُرحب بالإناث على مقاعدها الدراسية، ثم كانت القفزة الرائعة التي أتاحت فُرصة التعليم المدرسي لكُل أنثى سعودية عام 1960م (...)
هل نحن حقًا في عصر ارتقاء الوعي العربي واهتمام عامة الناس بالثقافة كما يبدو على سطح الظاهر من وسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني مثل "فيسبوك" و"تويتر"؟ أم أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة لم ترفع من درجة الوعي أو تزيد من أعداد المثقفين قدر ما (...)
مع احترامي لجميع الأطروحات، والمقالات، والحوارات الإعلامية التي تتحدث عن ضرورة تنمية هواية القراءة في المجتمع العربي، والتي تتفاءل كثيرا بمصير الكتاب المستقبلي بعد تحوله من الصيغة الورقية إلى صيغة إلكترونية خفيفة يمكن لأي قارئ حملها بين ملفات هاتفه (...)
يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: «الذميم يرى في الجمال تحديا له، والغبي يرى في الذكاء عدوانا عليه، والفاشل يرى في النجاح إزراء به»، ولأننا في زمن صار فيه طريق الوصول إلى النجاح محفوفا بصعوبات مضاعفة، ومتطلبا اجتهادا ومثابرة لا يقوى عليها الكسالى (...)
حكاياتنا مع الكتب التي ترتبط بها أرواحنا تشبه حكايات الحب؛ فهناك كتب يشبه اللقاء بها تبرعُم الحب في فترة الطفولة، حيث دهشة الشعور الأولى، والاكتشاف الأوَّل، والإمساك بمقبض أول باب يقودنا إلى عالم القراءة الفسيح في رحلة تشبه المغامرات الحالمة التي (...)
لكل خطوة رابحة من خطوات الحياة ضريبة معنوية، وكلما كانت الأرباح أكبر تضاعفت الضريبة إلى حد موجع قد يغري نفوس بعض الطامعين في النجاح الهين برفع راياتها البيضاء مستسلمة قبل منتصف طريق لا تكفي الموهبة وحدها لاجتيازه، لهذا يقول الكاتب المسرحي الإنجليزي (...)
ليس لديك إلا خياران أمام صعوبات الحياة: إما أن تتفاءل أو أن تتشاءم. باستطاعتك أن تتشاءم كما يحلو لك، لكنك إذا تشاءمت ستكون فريسة هينة للصداع، وارتفاع ضغط الدم، وحموضة المعدة، وانفجار المرارة، وبدلا من أن يتعاطف معك الناس ستجد أكثرهم يتجنبون الحديث (...)
ينقلب التّوقيت رأسًا على عقب. يدخل الليل في صُلب النّهار وتمتزج السّاعات بالثّواني، وأتحوّل إلى سُلحُفاةٍ لا مفرّ لها من التقوقع في بطن صدفتها لئلا يُسيء العالم المُحيط بها فهم غرابة أطوارها المُفاجئة. يحدُث هذا حين أنغمس في كتابة عملٍ أدبيّ جاد (...)