ليس لديك إلا خياران أمام صعوبات الحياة: إما أن تتفاءل أو أن تتشاءم. باستطاعتك أن تتشاءم كما يحلو لك، لكنك إذا تشاءمت ستكون فريسة هينة للصداع، وارتفاع ضغط الدم، وحموضة المعدة، وانفجار المرارة، وبدلا من أن يتعاطف معك الناس ستجد أكثرهم يتجنبون الحديث معك منصرفين إلى أشخاص أكثر تفاؤلا، أو على الأقل؛ أكثر مقدرة على ادعاء التفاؤل، فتكره نفسك وغيرك، ولا ترى إلا غيوم السواد في سماوات حياتك، وضباب الإحباط الذي يحجب عن بصيرتك الطريق إلى تلك الفرص التي قال عنها نجم الصحافة الفرنسية برنارد بيفوت «المتشائم هو من يحول فرصه إلى عقبات، والمتفائل هو من يحول عقباته إلى فرص». تذكر أنك أنت سيد نفسك، مالك زمام أمرك، ومدير ذاتك، وليس لأي ظروف خارجية مهما تجبرت بصعوباتها على أحاسيسك أن تطفئ ثقتك بكيانك وقدراتك وحرية روحك التي صنعها أعظم الخالقين. اصنع فرصك بنفسك ولا تنتظر مساعدة بشر يعيشون حكاية كفاحهم اليومي الخاص الذي قد لا تعرف شيئا عن الأوجاع الدائرة وراء كواليسه، وتأكد بأن الحياة لا تبذر فرصها مجانا على المتشائمين والكسالى والمتخاذلين. لا تلتفت بنظرة حسد لأولئك الذين يبدو أن «الحظ» المطلق قد وقع عقد خدمة مؤبدة بين أيديهم، بل دقق النظر في حكايات أولئك الذين صنعوا أمجادهم بالجهد، والأمل، وقبل كل هذا الثقة برب العالمين. لا تؤجل تفاؤل اليوم إلى الغد، إذ من يدري؛ قد يلحق التفاؤل بركب المنظومة التجارية ليباع ويشترى، وتدركه أزمة التضخم، ويغدو ثمن كيلو جرام التفاؤل بسعر سبعة أو سبعين، فتندم على تفريطك في ساعات التفاؤل المجاني التي نعيشها اليوم، وتبلعك عندها هاوية اليأس بثقبها المعتم إلى الأبد. [email protected]