يقول محسن الهزاني:
"نهاره كما ليل بهيم، وليله *** نهار من ايضاح البروق اللوامع"
إلا أن القرية اللقيطة وعت وجودها بقبة ملبدة بالغيوم، غيم أسحم غير أن أجفانه خدرة؛ غيم كقطن قذر تحلجه يدٌ لا تكلّ، أما أهل القرية فلا أعرف متى أفقدهم اعتياده النظر (...)
"زيارة سجى ما كانت سوى انخطافة ما بين إغماضة وإفاقة"
هذه الانخطافة كما سمتها أميمة الخميس في روايتها الأخيرة قِصرُها نسبي، فقد امتدت عبر شخصيات وأحداث كتبتها ببراعة على امتداد فاق 370 صفحة
في زيارة سجى تدخلنا أميمة مجدداً بيوت الرياض الكبيرة، دهاليز (...)
ماذا نفعل كمجتمع – ولا نقصد التعميم – بمن يأتي بجديد؟
كيف نتعامل مع من يقول كلاماً جديداً أو يفعل أمراً لم نعتده؟
الملاحظ ميلنا للعزل.
والعزل هو سلاح البعض للحفاظ على استقرارنا (وعلى تلك الفقاعة اللزجة التي نسميها خصوصيتنا).
كل المجتمعات تقاوم (...)
“وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار”.
يُعطَى كُلُّ فرد كتابَه بيمينه أو بشماله، ويدخل أهل الجنة جنتهم ويساق أهل النار، لتُوصَد عليهم “نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة” ويتلاومون، ويتبرأ بعضهم من بعض، ويطلب كل فريق زيادة عذاب (...)
«سألت بنت أباها: يا أبتِ ماذا أستر من جسدي وماذا أذر؟
فأجاب: اكشفي من جسدك قدر ما تتحملين من لفح جهنم؟»
من منكم وصله هذا الحوار الأبوي المذهل عبر الإيميل أو الواتس وإخوانهم؟
هذا الأب الافتراضي الذي تقدمه الحكمة ماذا فيه من الأبوة؟
رجل بدل أن يشغل (...)
فرعون نموذج الطغيان والجبروت في القرآن الكريم، الرجل الذي تكبر وتجبر حتى تجرأ أن يقول لأتباعه «أنا ربكم الأعلى» و «ما علمت لكم من إله غيري»
والرجل الذي كان طائفياً بامتياز ف «علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي (...)
«لقد سرق خبزة».
عبارة افتتاحية لقصة قصيرة لفيكتور هوجو يصور فيها «لحظة حرجة» في تاريخ الشعوب حين يقام الحد على الوضيع ويجرجر في الشوارع بثيابه الرثة وأقدامه المدماة وشعره المنكوش فيما تتبختر أمامه عربة نبلاء يرى من نوافذها المحجوبة بستائر رقيقة (...)
قانون الحماية من الإيذاء -سهَّل الله مخاضه وجعله مباركاً يلجم المؤذين في المهد ولم يجعله جباراً مشقياً للنساء- لم يشر ما بان منه لوضع ضحية الإيذاء حال البدء في إجراءات التحقق من البلاغ أو بعد ثبوت تعرُّضه للعنف.
وخشيتي أن يكون الحلُّ وضع ضحايا (...)
وأنا ألقف خبر نظام الحماية من الإيذاء، الذي أوصى به مجلس الشورى استعذت بالله من شرور ظني: نتقول على هذا المجلس، وها هو حتى قبل أن تدخله النساء يخرج بتوصية تهمنا، وابتهلت للمولى أن تصل سالمة لمجلس القرار ولا تضل في زحمة شوارع الرياض.
ثم لليلتين (...)
أختي السعودية أعتذر لتصبيحك بفكرة مقلقة كالتي سأخوض فيها الآن، لكني قلقة على كل أنثى سعودية.
أدرك أن أهلنا ربونا وسط فقاعة سميكة عازلة للضوء مفادها أننا مجتمع الأمن والأمان.
هل تعرفين أن هذا الأمن لا يشملك؟
لا أتحدث عن المضايقات في الشارع؛ لا (...)
" لا وجود لوادي عبقر صدقوني فقد كنت هناك "
السرد قران مقدس وعرى لا انفصام لها بين ذوات السارد الكاتبة والفردية والجمعية في فضاء أوسع من الزمان والمكان وتستوعبه أبجدية من ثمانية وعشرين حرفاً !!
إن أبحث فيه سأصل لنتائج مختلفة باختلاف أدواتي كل (...)
شغلتني فكرة الكتابة عن إيحاءات مفردة الشرك، تتبعتها في القرآن الكريم حتى أرعد وأبرق في هاتفي صوت صديقة جميلة تسقي الفضاء بيننا حرفاً غدقاً.
بأنفاس مدهوشة قالت: اليوم في المدرسة رأيت كيف تتزوج امرأة امرأة زواجاً سعودياً!
ولأني أعرف أن لغة صديقتي (...)
«اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم»
هذه الآية قالها الله تعالى على لسان من؟
بجزم يا صاحبيَّ ستردان بأن القائل نبي كريم.
وبإيماءة تفاهم سأنبهكما: لم تكن هذه صفته التي يعرفه بها أهل مصر حين انتصب يقولها بثقة في مجلس الملك وبين رجاله، فتاريخه (...)
فلنتخيل أن الله رزقنا مجلس شورى منتخباً، وأننا على أعتاب دورته الأولى، ولنتابع امرأتين سعوديتين ضمن من رشحوا أنفسهم.
بدرية ورقية أعدَّتا حملتيهما الانتخابيتين، فمن منهما ستنتخبها النساء؟
لماذا اخترت بدرية ورقية لأتابعهما وبلادنا مليئة بنماذج (...)
لو كنت سجيناً عشرين سنة، وانفتح باب سجنك فجأة فماذا ستفعل؟
أتحدث عن ذهنية المستضعفين أفراداً وجماعات، وسأحكيها في ضوء قصص القرآن الكريم التي ليست أساطير الأولين كما حسبها كفار قريش، وليست أحداثا تاريخية كما قيدها المفسرون.
قصص القرآن تسطير بديع (...)
أول ما يربِّي به الله تعالى عباده مفهوم المكان وتحديد شروطه، فبحسب القرآن الكريم يسكن الله آدم وزوجه الجنة ويشترط عليهما ليقيما فيها منعمين شرطاً مكانياً «كلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة».
هذا الشرط القسري هدفه تربية الطاعة والتحكُّم (...)
«باسم الأساطير التي يبست على غار الغباء
وباسم من ربوا النقائص هيبة
تمتص أفئدة النساء وتكتفي
أو تختفي
في الليل في ثوب اعتذارات ضريرة
إن داهم الجوع الدماء»
باسمها كلها أعلنك ملكة وإن راودوك بدور زوجة شيخ العشيرة.
أنت حفيدة بلقيس، وبذرة من جنة (...)
بمَ أوحى لك العنوان؟
تخيَّلت نساء بشوارب كثة؟ هل رأيتهن قويَّات؟
ممتاز، فمن أين أسبغ خيالك عليهن القوة؟ من الشوارب؟
هذا يعني أنك ابن شرعي لثقافة تعتبر علامات الذكورة دلالة قوة، وعدم وجودها مؤشر ضعف.
المسألة ليست مسألة تشريح، والله سبحانه حين قسم (...)
«نسمع هذه الأيام صيحات يطلقها نصفنا الآخر اللطيف.. يطالبن بالخروج من البيت للعمل، ويلقين بأولادهن إلى الشارع، وتصرخ الواحدة في وجه زوجها بأنها تريد تحقيق ذاتها، وأن رأسها برأسه سواء.. فأي تحقيق للذات بأن تصبح المرأة سكرتيرة لفلان أو مهندسة للمجاري (...)
قلت سابقاً إن المرأة السعودية عادة تتكيف مع قمع الثقافة السائدة بالتنفيس وإعادة إنتاج القمع، فيما يصرخ جسدها بالوجع، فتبدأ بأخذ إجازات مرضية لحين الاستقالة التامة (الركون للزهايمر أو الأمراض الخبيثة فالموت) كخاتمة غير سعيدة لحكاية امرأة بين سندان (...)
حين يعتبر لبس الرجل ولهجته مقاييس موثوقة لصلاحه، وحين تشغل المرأة بحكم تشقير حواجبها عن تشريع قوانين تحميها من التحرش أو سلب حقوقها المعنوية والمادية في الزواج والطلاق والحضانة والعمل فتلك مؤشرات خطيرة على اختلال ميزان القضايا الملحة وتشويشها.
هذا (...)
«أولادكم ليسوا لكم/ أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها/ بكم يأتون إلى العالم/ لكن ليس منكم/ ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم».
غلط يا جبران، أطفالنا ملك لنا، نحن سبب وجودهم، ولنا أن نغرس في أجسادهم حسرات أو سكاكين.
لنا أن نقتلهم، (...)
مساءلة الخطاب الديني المتشدد حقل ملغوم، لا يعرف الخائض فيه متى يكفّن في أي من ألبسة الإقصاء الجاهزة حسب مقاسه: (دون لحية = علماني، دون شارب = ليبرالي ، يدافع عن حقوق المرأة = تغريبي، بلحية خفيفة = إخواني، امرأة = ناقصة عقل ودين)
لدى أصحاب هذا (...)
خزائن ذاكرتي عبقة، وسأسمح لك قارئي العزيز باختلاس نظرة للجمال فيها، أقدم أولاً بطل أعياد طفولتي «سانتا كلوز السعودي».
كل عيد من أقصى البلدة يسعى بثوبه الأبيض، ووجهه الأبيض، وشماغه الأحمر، وجيبه الطاهر يشف عن ريالاته الحمراء، يسير ونطوف به، نقبل (...)
خزائن ذاكرتي عبقة، وسأسمح لك قارئي العزيز باختلاس نظرة للجمال فيها، أقدم أولاً بطل أعياد طفولتي"سانتا كلوز السعودي".
كل عيد من أقصى البلدة يسعى بثوبه الأبيض، ووجهه الأبيض، وشماغه الأحمر، وجيبه الطاهر يشف عن ريالاته الحمراء، يسير ونطوف به، نقبل رأسه، (...)