أكدت وكالة الشرق الأوسط أمس أن رئيس الاستخبارات ونائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان سيترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المرتقبة في مايو نقلاً عن بيان أصدره، بالرغم من تأكيده مؤخراً انه لن يترشح. وتظاهر مصريون في حي العباسية في القاهرة مطالبين سليمان بالترشح للرئاسة، ثم تفرقوا أول المساء لجمع التواقيع اللازمة لدعم ترشيحه. ونقلت الوكالة عن بيان سليمان قوله “إن النداء الذي وجهتموه اليوم هو أمر، وأنا جندي لم أعص أمرا طوال حياتي، وإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه، لا أستطيع إلا أن ألبي النداء، وأشارك في سباق الترشح، رغم ما أوضحته لكم في بياني السابق من معوقات وصعوبات”. ونقلت الوكالة عن سليمان الخميس قوله بخصوص ترشيحه “أعدكم أن أغير موقفي إذا ما استكملت التوكيلات المطلوبة، مع وعد مني أن أبذل كل ما أستطيع من جهد، معتمدا على الله وعلى دعمكم لننجز التغيير المنشود واستكمال أهدا ف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصري”. وكان سليمان أعلن الأربعاء أنه لن يترشح لانتخابات 23-24 مايو بسبب صعوبات آلية الترشح. وقال سليمان في بيانه الأربعاء “حاولت حتى فجر الثلاثاء أن أتغلب على المعوقات المتصلة بالوضع الراهن ومتطلبات الترشح الإدارية والتنظيمية والمادية، ووجدت أنها تفوق قدرتي على الوفاء بها”. ويحتاج المرشح للانتخابات الرئاسية إلى توكيلات تأييد من 30 ألف ناخب موزعين على 15 محافظة أو إلى دعم حزب ممثل بعضو واحد على الأقل في البرلمان أو تأييد 30 نائباً في البرلمان. في أعقاب ما تردد بشأن الاحتمال القوي لخروج المرشح السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل من سباق الانتخابات الرئاسية في مصر، لأن والدته كانت تحمل الجنسية الأميركية، توافد آلاف من أنصار المرشح على ميدان التحرير بعد صلاة ظهر أمس حاملين لافتات ضخمة تحمل شعارات تأييد له وأخرى تحذر المجلس العسكري من “التلاعب” كما رددوا هتافات ضد الولاياتالمتحدة. وردد المشاركون في التظاهرة الحاشدة “الشعب يريد حازم أبو إسماعيل” و”الشعب يريد تطبيق شرع الله” و”الصحافة فين.. الرئيس أهو..الله أكبر.. مش أميركا اللي هتختار.. الشعب اللي هيختار”. كما قام أنصار أبوإسماعيل بحمل لافتة ضخمة كتب عليها باللغة الانجليزية “قف.. لو هتغير في الجنسية إحنا هنعمل ثورة ثانية “ و””لا إله إلا الله محمد رسول الله.. مؤامرة ولن نستسلم”. وحمل المشاركون في المسيرة المؤيدة لأبو إسماعيل مئات من صوره وكتبت على كثير منها عبارات له مثل “سنحيا كراما” و”دولة محترمة وشعب مصون”. ورددوا خلال المسيرة التي تسببت في تعطيل المرور بشارع رئيسي وشوارع مؤدية إليه هتافات منها “يا اللي بتسأل على الجنسية أبو إسماعيل أمه مصرية” و”يسقط يسقط حكم العسكر” و”الشعب يريد تطبيق شرع الله”. وعلى لافتة كبيرة كتبت عبارة “رسالة للعسكري تزوير الانتخابات ثمنه رؤوسكم” في إشارة إلى رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وعلى الجانب الأيسر العلوي من اللافتة رسمت بقعة دم كبيرة. ويتهم منظمو حملة انتخاب أبو إسماعيل المجلس العسكري والحكومة المعينة من قبله بالسعي لمنعه من خوض الانتخابات بإثارة مزاعم عن جنسية والدته. وقال مشاركون في المسيرة ل”رويترز” إنهم سيقبلون التخلي عن ترشح أبو إسماعيل إذا تأكد أن والدته حملت الجنسية الأميركية. لكن رجب الشميخي أحد أبرز مؤيديه قال “أنا من البداية معترض على الإعلان الدستوري. الإعلان الدستوري في الأساس تزوير لإرادة الشعب. من أيدوه أخطأوا.” وأضاف “كما ترى أكثر من التفوا حول حازم شباب يبحث عن بناء دولة قوية”. وكان مدير حملة “لازم حازم” جمال صابر، قال إن أنصار أبو إسماعيل ومؤيديه سيخرجون إلى ميدان التحرير “لمواجهة أي تلاعب أو تزوير” وأنهم “مستعدون لتقديم شهداء” إذا خرج أبو إسماعيل من السباق الرئاسي، وذلك ليقينهم من أن والدة المرشح ليست مزدوجة الجنسية. ووزع عدد من أنصار المرشح السلفي بيانا ينطوي على رسالة تحذير لأميركا، كتب فيها “تحذير.. لا تغتروا بإفلات الجاسوس إيلان وتهريب رعاياكم الحقوقيين لأن تعاملكم كان مع حكومات النظام المخلوع، أنتم الآن سوف تتعاملون مع إرادة شعب 25 يناير.. عفوا أيها السادة لن نسمح بالتلاعب وسنحيا كراما”. وكان أنصار أبو إسماعيل نظموا مسيرة حاشدة انطلقت من مسجد الفتح بميدان رمسيس عقب صلاة الجمعة اتجهت إلى ميدان التحرير لتأكيد دعمهم له، وهتفوا “إعدام يا مشير لو فيها تزوير”. وأمس الأول قال الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية المستشار حاتم بجاتو للإذاعة المصرية إن اللجنة تلقت من مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية بوزارة الداخلية إخطارا بأن والدة أبو إسماعيل دخلت مصر وغادرتها ثلاث مرات قبل وفاتها حاملة جواز سفر أميركيا. وأضاف أن اللجنة في انتظار ما يقطع بأنها حصلت على الجنسية الأميركية قبل أن تتخذ قرارا بشأن المرشح. وقالت صحف محلية إن والدة أبو إسماعيل عاشت سنوات عمرها الأخيرة مع ابنة لها زوجة لمصري يعيش في الولاياتالمتحدة ويمكن أن تكون حصلت على الجنسية الأميركية. ويوجب إعلان دستوري أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مارس العام الماضي أن يكون من سينتخب للرئاسة مصريا من أبويين مصريين، وألا يكون حمل أو أي من والديه جنسية دولة أخرى.