لم يفوّت الشيخ حازم أبو إسماعيل فرصة تقديم أوراق ترشحه لرئاسة الجمهورية في مصر من دون تمرير رسائل لمنافسيه، إذ عمد إلى تحويل المناسبة إلى «عرض للقوة» شاهدته العاصمة المصرية قاطبة. واختار المرشح السلفي أن تنطلق مسيرته إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات في ضاحية مصر الجديدة من مسجد أسد ابن الفرات في حي الدقي بعد صلاة الجمعة، وهو المسجد الذي دأب أبو إسماعيل على عقد مؤتمراته الانتخابية فيه. واصطف عشرات الآلاف من أنصار أبو إسماعيل على مسافة نحو 17 كيلومتراً بين المسجد ومقر اللجنة مرتدين أوشحة كُتب عليها «حازم أبو إسماعيل .. رئيساً لمصر .. سنحيا كراما»، ما تسبب في اختناقات مرورية في ميادين عدة على رغم أن يوم الجمعة عادة ما يشهد سيولة مرورية باعتباره عطلة أسبوعية. وبدا التجمع كأنه «مهرجان كرنفالي» في شوارع القاهرة، إذ ما أن يمر الشيخ أبو إسماعيل أمام أي تجمع من أنصاره في الميادين الشهيرة إلا ويعج بالهتافات المؤيدة له. وقال جمال صابر مسؤول حملة أبو إسماعيل ل «الحياة»: «نزل الآلاف في الشوارع في احتفالية كبيرة لمجرد أن الشيخ حازم أبو إسماعيل سيقدم أوراق ترشيحه، فما بالنا لو فاز بالرئاسة». وأضاف أن الجماهير المحتشدة في الشوارع «جزء بسيط جداً من مؤيدي حازم أبو إسماعيل، فهؤلاء هم مؤيدوه في القاهرة فقط، ولو جاء مناصرونا من المحافظات الأخرى لضاقت بهم العاصمة ... فضّلنا دعوة المناصرين للوقوف على الأرصفة في أحيائهم كي لا نؤثر على حركة المرور، وعلى رغم ذلك أُغلقت الطرقات». واعتبر أن هذه المسيرة تؤكد أن «حازم أبو إسماعيل أصبح مطلباً جماهيرياً، خصوصاً أن فيها أقباطاً ومسلمين ونساء ورجالاً من كل الطبقات والأعمار». ولم يجد الشيخ جمال صابر غضاضة في «استعراض القوة» أثناء تقديم أوراق ترشيح أبو إسماعيل. وقال: «ما الغرابة في هذا؟ كل إنسان يُظهر ما لديه، وأي مرشح لو استطاع أن يفعل ما فعله الشيخ حازم أبو إسماعيل ويحشد هذه الجماهير لفعل، خصوصاً أننا لم نطلب من أحد الخروج إلى الشوارع ... محبو أبو إسماعيل فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم لمجرد أنهم علموا أنه سيترشح». واعتبر أن هذا الحشد مؤشر إلى حتمية فوز حازم أبو إسماعيل بمقعد الرئاسة «خصوصاً أن هذا الحشد جزء بسيط جداً من مناصرينا». وانتقد الحديث عن أن والدة الشيخ حازم أبو إسماعيل تحمل الجنسية الأميركية. وقال: «هذا الكلام إما كلام مجنون أو متآمر، الشيخ حازم أبو إسماعيل رجل قانون ويعلم جيداً أن من شروط الترشح أن يكون من أبوين مصريين لم يتجنسا بجنسية دولة أخرى، وليس من المعقول أن يقيم المهرجانات وهو يعلم أن شروط الترشيح لا تنطبق عليه».