كشفت محافل سياسية كبيرة في إسرائيل امس انه بالرغم من محاولات الادارة الامريكية تخفيض مستوى التوقعات في كل ما يتعلق باستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ولكن زيارة اوباما ترمز بالذات الى العكس، وتجلب تحت جناحيها خطة أولية مُحدثة على أساس مبادرة الجامعة العربية. وقالت المحافل أمس: إن الرئيس الامريكي يبقى متشائما بالنسبة لخيار اختراق دراماتيكي في الملعب الاسرائيلي – الفلسطيني في السنتين القادمتين. ولكن وزير الخارجية الجديد نجح في اقناعه باعطاء هذا فرصة. الزمن ضيق، قال كيري لاوباما، والحوار الاسرائيلي – الفلسطيني سيُحسن مكانة الولاياتالمتحدة في العالم الاسلامي ويفتح الطريق لاتخاذ قرارات في المسألة الايرانية وفي المسألة السورية على حد سواء. الرئيس اقتنع وأعطى الوزير المفعم بالحوافز ضوءا أخضر. ويقول كيري في لقاء مغلق: إن المبادرة العربية العام 2002 ليست خطة مغلقة وجاهزة، بل هي اكثر من ذلك تصريح نوايا: كيف يمكن الوصول الى سلام شامل في رزمة واحدة. في السطر الاخير تقول هذه المبادرة لاسرائيل: سلموا المطالب الاقليمية التي للسوريين، للفلسطينيين وللبنانيين – وستكونون مرتبين معنا جميعا. واضافت المحافل: إن جون كيري سيضع خطة السلام العربية على الطاولة. وكان كيري هبط الاربعاء في تل أبيب كي يُعد زيارة الرئيس. في منتهى السبت، حين يرفع الرئيس المرساة ويعود الى الديار، سيعود الى تل أبيب كيري مرة اخرى كي يواصل تسويق الخطة. فقد أعطاه اوباما تفويضا باقناع الاوروبيين، دول المنطقة والشريكين – الاسرائيليين والفلسطينيين – للدخول الى المسيرة والبدء بتحقيقها. وعندما يحصل هذا، سيضيف اوباما توقيعه الاعتباري على المسيرة ويجعلها «مبادرة رئاسية». الزمن زمنه. اعلان نوايا وتروي المحافل انه قبل بضعة أسابيع انطلق كيري على الدرب وبدأ يتحدث عن المبادرة مع ممثلي الطرفين، الذين وصلوا الى واشنطن في اطار الاعداد لزيارة الرئيس الى اسرائيل. لكيري أكثر من نصف سنة بقليل ليعرق في سبيل احياء المبادرة العربية. ويقول كيري في لقاء مغلق: إن المبادرة العربية العام 2002 ليست خطة مغلقة وجاهزة، بل هي اكثر من ذلك تصريح نوايا: كيف يمكن الوصول الى سلام شامل في رزمة واحدة. في السطر الاخير تقول هذه المبادرة لاسرائيل: سلموا المطالب الاقليمية التي للسوريين، للفلسطينيين وللبنانيين – وستكونون مرتبين معنا جميعا. ليس فقط مع دول الجامعة العربية بل مع كل الدول الاسلامية: 57 دولة، ناقص ايران. هذه الصيغة تشجع الدخول الى المفاوضات في مواضيع مثل العودة الى خطوط 67، ايجاد حل للاجئين على أساس قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة 194، مكانة القدس القديمة كعاصمة الدولة الفلسطينية ومسائل اخرى. وبالمقابل تتعهد كل الدول الاسلامية والدول العربية بالاعتراف باسرائيل. وتشير مصادر في وزارة الخارجية الامريكية الى أن نتنياهو أيضا لا يستبعد تماما بعض أجزاء الصيغة. وبزعمهم أعرب على مسمعهم غير مرة عن الرغبة في الوصول الى تفاهم في الترتيبات الامنية الاقليمية لاسرائيل. وحسب المحافل الامنية والسياسية الإسرائيلية والأمريكية فان مبادرة الجامعة العربية المتجددة تلقى سلطة فلسطينية ضعيفة مما كانت في الماضي وبحاجة الى دعم كامل من العالم العربي على كل خطوة وشبر. وفي الاسبوع الماضي التقى كيري ابو مازن وعرض عليه الخطة مع التعديلات التي ادخلت عليها حتى الان. والامريكيون على علم ان نتنياهو غير مستعد للحديث عن تسوية دائمة فورية. كما أنه غير قادر على قبول الخطة العربية، حتى مع التعديلات، بكاملها. ولا يزال، في وزارة الخارجية الامريكية يؤمنون بانه يمكن ايجاد صيغة لنتنياهو أن يتعايش معها حتى دون أن يحطم الائتلاف الجديد الذي بناه. يوجد في هذه الخطة، يقولون هناك، ما يكفي من الافكار الهامة لامن اسرائيل – كي لا ترفضها رفضا باتا. وفضلا عن ذلك، فان الرئيس اوباما سيحاول تليين الاسرائيليين. وأكدت المصادر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستعد للقاء رئيس السلطة في أي مكان وأي موعد يرتئيه، وطرح جميع القضايا الجوهرية على الطاولة. وقال مصدر مقرب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: إن الفلسطينيين سيطلبون من الرئيس الامريكي العمل لدى إسرائيل من اجل تقديم بوادر حسن نية تتضمن اطلاق سراح سجناء أمنيين والسماح بإدخال العربات المدرعة التي تبرعت بها روسيا الى الضفة الغربية. وتتضمن المطالب ايضا نقل المزيد من المناطق الى سيطرة فلسطينية كاملة وتعهد إسرائيلي بعدم دخول الجيش الإسرائيلي إليها.