تحدث سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون عن الصيغة التي وضعتها المملكة العربية السعودية لمبادرة السلام العربية ووصفها بأنها تمثل حجر الزاوية لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط، وطالب إسرائيل الأخذ بها خصوصاً وأنها تعبر بدقة عن قراري الأممالمتحدة 242 و338 القاضيين بالأرض مقابل السلام.. ولكنه شدد بجانب هذا الدعم للمبادرة العربية على أهمية الوحدة الفلسطينية التي تعد أمراً حاسماً لإحياء محادثات السلام الثنائية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.. وقرر بان كي مون الأهمية البالغة لاتحاد الشعب الفلسطيني حتى يصبحوا قادرين على الاستمرار في هذه المباحثات السلمية تحت مظلة المبادرة العربية التي أقرها مؤتمر القمة العربي في بيروت عام 2002م التي تعرض على إسرائيل الاعتراف العربي بها في مقابل أن تقوم تل أبيب بالانسحاب الكامل من جميع الأراضي التي احتلتها في عدوانها عام 1967م وهي تتضمن الأراضي الفلسطينية بما فيها القدسالشرقية، ومرتفعات الجولان السورية، ومزارع شبعا اللبنانية بكل ما يترتب على ذلك من إقامة الدولة الفلسطينية واتخاذ القدسالشرقية عاصمة لها ليمثل ذلك الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. وأعلن سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون بأنه متفائل من موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما والجهود التي يقوم بها في سبيل دفع عملية السلام في اتجاهات التنفيذ العملي، ويتضح ذلك أيضاً من التطورات التي قامت بها الإدارة الأمريكيةالجديدة التي تجسدت في تعيين السناتور السابق جورج ميتشل مبعوثاً إلى الشرق الأوسط. وكرر بان كي مون دعوة إسرائيل إلى وقف التوسع في بناء المستوطنات اليهودية، والعمل على الدخول في مفاوضات سلمية مع الفلسطينيين.. واختتم سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون حديثه للصحافيين بقوله: إنه يأمل في أن يرى بعض النتائج الإيجابية من الإدارة الأمريكية وأن يكون لها مشاركة فعّالة ومباشرة في تسوية الخلافات العربية الإسرائيلية والوقوف إلى جانب المفاوضات السلمية الفلسطينية الإسرائيلية. أعلن موقع صحيفة يديعوت احرونوت الإلكتروني عن مصادر أمريكية مقربة من صناع القرار في البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما مقتنع بضرورة زيارة إسرائيل في الفترة الحالية لكنه اضطر إلى إرجاء الزيارة تحت ضغط ظروف سياسية داخلية شديدة تتعلق بالضرورة العمل على إصلاح في الخدمات الصحية بالولاياتالمتحدةالأمريكية.. وأضافت صحيفة يديعوت احرونوت في موقعها الإلكتروني أن مسؤولين في مجلس الأمن القومي الأمريكي نصحوا الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة إسرائيل، وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي يحاول جاهداً في الأشهر الأخيرة اقناع الشعب الأمريكي بضرورة تنفيذ إصلاح شامل في التأمينات الصحية وأن معظم جهوده تتركز حالياً في هذه المسألة خصوصاً وأنه يواجه تراجعاً حاداً في شعبيته. نقلت أيضاً صحيفة يديعوت احرونوت في موقعها الإلكتروني أن مسؤولين في البيت الأبيض كانت النية عندهم تتجه نحو أن يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة إلى إسرائيل خلال الشهرين المقبلين بعد أن أدرك المقربون منه أنه ارتكب العديد من الأخطاء خلال الأشهر الأخيرة الماضية أدت إلى انخفاض مثير للقلق في ثقة الشعب الإسرائيلي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، وتابعت الصحيفة: ان مسؤولين في البيت الأبيض يعتقدون أن خطاب باراك اوباما في القاهرة خلال شهر يونيو الماضي من عامنا الحالي 2009م كان متزناً لكنه أخطأ عندما لم يزر إسرائيل في حينه ولم يدل بأي أقوال أمام الشعب الإسرائيلي. تتم في هذه الأثناء دراسة إمكانية أن تجري إحدى القنوات التلفزيونية في إسرائيل مقابلة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في عشية أو خلال افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ في يوم الثلاثاء 22 سبتمبر من عامنا الحالي 2009م.. وقالت صحيفة يديعوت احرونوت إن المسؤولين في البيت الأبيض أدركوا أن المواجهة العلنية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل حول تجميد الاستيطان اليهودي تسببت في غضب عند الإسرائيليين حتى في الوسط الشعبي بين عدم مؤيدي أعمال البناء في المستوطنات اليهودية، وقررت واشنطن وتل أبيب ليس من مصلحتهما المشتركة جعل العالم «يتفرج» على الصراع الدائر بين الدولتين الحليفتين، وهنا تكمن خطورة إمكانية تراجع الولاياتالمتحدةالأمريكية عن موقفها الذي يطالب بالوصول إلى سلام مع الفلسطينيين على أساس الدولتين، وتطبيع كل العلاقات العربية الإسرائيلية على أساس مبادرة السلام العربية، ويتضح هذا التراجع مما أعلنته صحيفة يديعوت احرونوت في موقعها الإلكتروني من تخفيض الأمريكيين من مستوى الخلاف بينهم وبين إسرائيل، وأصبحوا يذكرون المستوطنات ووقف التوسع بها يحتاج إلى وقف الإرهاب الفلسطيني ويدعون إلى تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية من خلال مواقف عربية جديدة تبعث بالثقة عند الإسرائيليين. في ظل هذا المناخ الجديد بين واشنطن وتل أبيب طلب رئيس الوزارة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أثناء اجتماعه به في لندن أن تمارس الولاياتالمتحدةالأمريكية ضغوطها على العرب ليواقفوا على تنفيذ خطوات تطبيع علاقاتهم مع إسرائيل قبل موافقتها على التوصل إلى اتفاق يتعلق بتجميد أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية، وطالب أيضاً أن تقدم الدول العربية التزامات واضحة تجاه إسرائيل قبل استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية على أن يتم كل ذلك قبل افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم 22 سبتمبر من عامنا الحالي 2009م، وطالب أن يعقد اجتماع على هامش هذا الافتتاح تحت رعاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما دون أن تضمن امكانية الوصول إلى أي اتفاق واضح. أن هذا الموقف الإسرائيلي يرمي إلى الاحتفاظ بكل الأراضي العربية المحتلة.