في جلسة عاصفة ومطولة استغرقت أكثر من عشر ساعات بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء الثمانية في محاولة للحسم في شأن صيغة استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين على اساس حدود 1967 وفق مقترح اوباما مع تعديلات. و كشفت صحيفة «معاريف» النقاب عن ضغط شديد يمارس على تل أبيب لاستئناف المفاوضات. واشار مصدر كبير الى ان نتنياهو وضع الوزراء المتطرفين امام نتائج اجتماعات الرباعية الدولية في واشنطن بهدف رسم خطوط الأساس للمفاوضات، وعمليا فرض استئناف المفاوضات على اسرائيل والفلسطينيين. وقالت محافل محيطة بنتنياهو ان الادارة الامريكية تمارس ضغوطا شديدة على اسرائيل كي تقبل الاخيرة صيغة الرئيس اوباما التي عرضها في خطابه في أيار الاخير، عشية زيارة نتنياهو الى الولاياتالمتحدة: استئناف المفاوضات واقامة دولة فلسطينية على أساس خطوط 1967، مع تبادل للاراضي. وحسب هذه المحافل فان « الجهود المكثفة التي يبذلها الامريكيون والاوروبيون لاستئناف المفاوضات تنبع من رغبتهم الشديدة في منع «خطوة ايلول» بالاعلان عن دولة فلسطينية في الجمعية العمومية للامم المتحدة بعد نحو شهرين. ولمنع ذلك، يتطلعون لاستئناف المفاوضات منذ الآن. من اجل اطلاق الاعلان في الاممالمتحدة في ايلول على الدرب، فان الفلسطينيين ملزمون بأن يرفعوا اقتراحهم الى الجمعية العمومية في غضون بضعة ايام. وقدّر دبلوماسيون أن الرباعية ستعلن عن تبني مباديء مبادرة اوباما، والتي أساسها تحديد حدود الدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967 مع تبادل للاراضي بالاتفاق وترتيبات أمنية لاسرائيل. ومضت تقول :» ان هناك مؤشرا ايجابيا تلقاه الامريكيون والاوروبيون في هذا الموضوع هو تأجيل الجامعة العربية انعقادها في القاهرة الذي كان يفترض أن يتم الثلاثاء القادم. وكان يفترض بالجامعة العربية أن تصدر الضوء الاخضر للخطوة الفلسطينية لرفع قرار الاعتراف بالدولة الى الاممالمتحدة . ويمنح التأجيل عمليا مهلة للامريكيين في مساعيهم لاستئناف المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين. ويسعى الاوروبيون الى أن يمنعوا بكل ثمن انشقاق الدول الاعضاء ال 27 في الاتحاد الاوروبي، اذا ما وصلت المسألة الى الاممالمتحدة. وللامريكيين ايضا لن يكون سهلا استخدام الفيتو في مجلس الامن ضد القرار، رغم تصريحهم في أحاديث مغلقة بأنهم سيفعلون ذلك. وفي اسرائيل يخشون من أنه اذا لم يوافق نتنياهو على مطالب الامريكيين، فالرباعية (بضغط الاعضاء الاوروبيين فيها) ستخرج باعلان يُقيد اسرائيل ويُبقي نتنياهو بدون المقابل الذي يرغب فيه. وحسب تقدير آخر، فاذا ما توصلت الأطراف الى اجماع، فان الرباعية كفيلة بأن تخرج باعلان فاتر جدا وتعطي ضوءا آخر لمواصلة الاتصالات في الايام القريبة القادمة. وقدّر دبلوماسيون أن الرباعية ستعلن عن تبني مباديء مبادرة اوباما، والتي أساسها تحديد حدود الدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967 مع تبادل للاراضي بالاتفاق وترتيبات أمنية لاسرائيل.كقاعدة، في واشنطن لا يتحمسون من تدخل الرباعية في هذا الشأن، وذلك ايضا بسبب رغبتهم في أن يتصدروا كل ما يتعلق بمساعي حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، وكذا بسبب تقديرهم بأن بوسعهم وحدهم أن ينتزعوا من اسرائيل تنازلات أكبر.