كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة لنا في كل أمور الحياة وتعلمنا منه بالقدوة، ولم يخالف ما كان يقوله للأمة بل كان يثبته بالتطبيق، فهو خير قدوة ولذلك الأسرة بحاجة ماسة إلى القدوة في حياتها من الوالدين وما يفعلانه يطبقه الأبناء تلقائياً مهما قدما من النصائح والمواعظ فالقدوة هي خير من ذلك لكي لا يحدث عند الأبناء انفصام وتناقض. وعندما يستقبل الوالدان شهر رمضان بكل الحب والرغبة في استثماره في عمل الطاعات نجد أن الأبناء يقلدونهما في ذلك فعندما يذهب الأب للصلوات الخمس وصلاة التراويح والتهجد تجد أن الأبناء ينساقون بكل سهولة مع قليل من التوجيه، وعندما تقوم الأم بالصلاة في وقتها أمام بناتها تجد أن البنات يتسابقن للصلاة معها، وهكذا شهر رمضان يحتاج إلى القدوة من الوالدين ليكون منظماً داخل الأسرة بعيداً عن التناقض، فتجد أن الأسرة عبارة عن جسد واحد وكأنهم متفقون على كل شيء. ولأن رمضان شهر الاستثمار في الطاعة وموسم ضخم من مواسم كسب الحسنات فلا بد من التركيز عليه داخل الأسرة من صلوات وجلسة لقراءة القرآن كل على حسب طاقته وعمرة في رمضان والتعاون مع بعض لتفطير عدد من الصائمين وصلة الرحم وغير ذلك، فهنا الزرع الحقيقي الذي يؤتي ثماره بالإضافة إلى الاهتمام بالنواحي الأخرى الصحية والعلمية وغيرها، فرمضان مدرسة كاملة في كل أمور الحياة فيجب علينا استغلاله فأيامه معدودة وعندما تنجح أسرة في تنظيم نفسها في رمضان فهي قدوة للأسر القريبة، وهكذا حتى نستطيع التغيير في المجتمعات.