تثور عزائم الكثيرين في أول الشهر حتى تعمر بيوت الله بالمصلين والذاكرين لكن سرعان ما تذبل هذه العزيمة بالرغم من فضل الايام الاخيرة حتى لا تكاد ترى سوى جماعة المصلين الذين يواظبون على صلاتهم في بقية الايام. حول اسباب هذه الانتكاسة في سلوك المجتمع والعوامل الأخرى المصاحبة كان لنا هذا الاستطلاع. في البداية التقينا مع عبدالعزيز يوسف الناس امام مسجد ابي العاص بن الربيع فقال: يأتي رمضان ويقبل الناس على الله تعالى بجميع الطاعات والعبادات من صيام وصلاة وذكر ونفقة حتى انك ترى المساجد ممتلئة بالمصلين حتى انك لا تكاد تجد للمتأخر مكانا، وهذا خير لان النفوس تكون مشتاقة لشهر الخير والبركات مقبلة اليه بكل الطاعات وذلك لعدة اسباب منها: ما اخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام: ان مردة الشيطان تصفد في هذا الشهر العظيم لذا تعود النفوس الى طبيعتها في حبها وتعلقها ببيوت الله اضافة الى ان اقبال الناس صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وانثاهم يكون سببا في تخفيف ثقل العبادة ان وجد لأن النفس تنشط برؤية الآخرين اضافة الى ما يصاحب هذا الشهر من تهيئة من قبل وسائل الاعلام والدروس والمحاضرات من قبل المشايخ والعلماء والفهم الخاطىء عند طائفة ان رمضان فقط شهر التوبة والصلاة والصيام ولكن ما ان تذهب الايام الاولى من هذا الشهر الكريم وتتقدم الليالي الا وتجد فتورا عاما عند بعض المسلمين بعد ما كنت ترى المساجد ممتلئة بالمصلين ترى بعد ذلك تناقصا ملحوظا مما يؤثر في نفس المؤمن الصادق وذلك يرجع لامور منها: ان الصيام عند طائفة من المسلمين عادة تتكرر في كل سنة فرأى الناس يصومون فصام معهم، ورأى الناس يحافظون على الصلاة فكان معهم وهكذا حتى يرجع الى ما كان عليه اضافة الى السآمة والملل عند بعض الناس حيث لم يعتد الصيام والصلاة باستمرار وطوال العام فتحمس في البداية وفتر في النهاية. غياب الاجر والثواب المترتب على الصلاة والذكر والعبادة عند بعض المسلمين او قل عدم تحصيل اللذة من العبادة. الانشغال بالدنيا ومغرياتها من جلسات مع الآخرين او ذهابه للاسواق مع الاهل والجيران.. الخ. وحب الكسل والخمول والراحة لاسيما ان سبقت الطاعة بطعام ونوم. وارى ان علاج هذه الظاهرة يكمن في ثلاث كلمات مختصرة (الصدق - الحلاوة - والاستشعار). ان يصدق المسلم في الاقبال على الله وترك الذنوب والمعاصي ومحاولة تحصيل لذة العبادة وحلاوة الطاعة، واستشعار الاجر والثواب المترتب على الطاعة. انشغال الاسر واما عبدالرحمن ناصر العقيل فيقول بداية رمضان يكون هناك حماس واستقبال شهر رمضان بالعبادة وقراءة القرآن وصلاة التراويح وصلاة الفجر وغيرها ثم نقل تدريجيا لاعتماد الحياة اليومية على تكرار الروتين اليومي من دوام وفطور وتراويح وعشاء ونوم وصلاة فجر وهكذا.. بالساعة والدقيقة. وانشغال الاسر بما بعد رمضان من ملابس العيد والزيارات والعيدية وكذلك قيامهم بالعادة السنوية وعمرة او سفر مع بداية الاجازة في رمضان، فبذلك تكون الاسرة شاغلها وهاجسها الاسواق ومافيها من جديد من هدايا وغير ذلك. واشار الى ان في بداية رمضان يكون الناس والانسان مع نفسه في حياء تجاه غيره من زملاء واسرة في مطالعة التلفاز ومشاهدة الغث والسمين ولكن بعد فترة يسمع هنا وهناك من مسلسل كذا وكذا ومسابقات كذا وقليلا قيلا يبدأ هو بذلك ويكون بهذا التليفزيون شغله الشاغل. واوضح ان العبادة في رمضان اصبحت عادة في كثير من الاسر فهناك المتبرجات بأحلى زينة واحلى عطر وعباءه مزينة فاتنة يذهبن للمساجد للصلاة ويكثرن من الثرثرة والضحك وعند الركوع يقمن متكاسلات بذلك اخذن جميع الحكايات. وكذلك في المدارس واماكن العمل فأول ايام رمضان تجد الموظفين في احدى ايديهم السواك وفي الاخرى القرآن في اوقات الفراغ طبعا ولكن شيئا فشيئا حتى يبدأ الحديث عن المسلسلات وعن الاسواق وعن الاطباق الرمضانية. وبين ان التفكك الاسري عامل مهم في التكاسل في آخر الشهر الكريم فالاب مشغول بالعمل والعمار وغير ذلك من اعمال وعندما يدخل المنزل يقوم بالافطار ومن ثم يذهب الى التراويح وحده دون ان يأمر اولاده او زوجته وان كان بالتشجيع نحو: من صلى التراويح اليوم سوف اعطيه 5 ريالات ومن انتهى من جزء كذا فله كذا وكذلك لا يسأل عن زوجته اهي صلت ام قرأت القرآن وذلك لان سؤال الزوج والابن لها يشجعها ويحسسها في حال تقصيرها بالخلل. دور الامام ويرى عبدالله محمد العتيبي ان اقبال الناس في اول رمضان على المساجد ثم قلتهم في آخره ظاهرة تتكرر كل عام ولكن اعتبر دور الامام دورا مهما في عملية استمرار الناس في الصلاة في المسجد بالطريقة التي يرى انها مناسبة وكذلك دراسة وضع المأمومين وتهيئة الجو الملائم في المسجد لجذبهم وارتيادهم له باستمرار. الاجازة واما هادي سالم القحطاني فيرى السبب في توافق الاجازة مع اخر رمضان ولا يعتبر قلة المصلين في اخر الشهر امرا سلبيا بل يعتبره وضعا طبيعيا.