كنتيجة طبيعيةٍ لنجاحات وزارة الداخلية، التي أبهرت العالم في التصدي للأفكار المتطرفة وإحباط المخططات الإرهابية قبل تنفيذها، وكبادرة عرفان بالمكانة التي تتبوأها المملكة في هذا العالم المضطرب فقد قامت الحكومة الأمريكية ممثلةً بوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA مؤخراً، بمنح صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ميدالية الوكالة، بصفته عرَّاب تلك النجاحات والإنجازات المتواصلة في مكافحة الإرهاب. ومما يجدر ذكره فإن مثل هذه المبادرة تعدُّ خطوة غير مسبوقةٍ، وأعزو ذلك إلى ما عُرِف عن الغرب عامةً وعن أمريكا بالذات، فهم يَرَوْن أنه لا يوجد في العالم من يتفوّق عليهم، ومن هو أكثر براعة وأنجع تخطيطاً وأداءً منهم لتحقيق النجاح في أي مجالٍ. غير أن المملكة ولله الحمد تعمل بجدٍ ومثابرةٍ في الأخذ بكل أسباب التطوير والتحديث في شتى مناحي الحياة، حتى برهنت للعالم بأنها ليست كما يراها البعض من منظورٍ ضيِّقٍ لا تعدو أن تكون بلداً مصدراً للطاقة فقط. وبالتالي فلا غرو أن يحظى سموه بما هو أسمى وأرفع من هذا التكريم الذي بلا ريبٍ أهلٌ له، بل إن الجائزة هي من تتشرف أن يكون أحد فرسانها لما يتمتع به سموه من مواصفاتٍ قياديةٍ حكيمةٍ، تجلّت في مهارته بعد توفيق الله في العمل المتقن والإشراف المباشر للتصدي للمخططات الإرهابية، وتنفيذ العمليات الاستباقية لمداهمة أوكار الظلاميين المنحرفين فكرياً ومحاصرتهم في جحورهم. حتى بات هو الرجل المشهود له على المستوى الدولي للاضطلاع بهذا الدور الفريد. أقول هذا ليس جزافاً أو كلاماً إنشائياً مرسلاً، لأن مقامه - وفقه الله - تتوارى أمامه أي بلاغة، ولأنّ إنجازات سموه هي من تتحدث عن حنكته ومقدرته التي نالت رضا وتقدير وإشادة سيدي خادم الحرمين الشريفين في خطابه الذي تفضل- يحفظه الله- في الأيام الماضية بتوجيهه لسموه، ولكل منسوبي أجهزة الأمن عندما أثنى- أيده الله- على الدور الريادي الذي يؤديه سموه ورجاله المخلصون الذين يعدُّون هذا الثناء وسام فخرٍ واعتزازٍ لهم جميعاً. وللإنصاف أكثر أسوق هنا مثالاً واحداً والأمثلة في هذا المقام كثيرةٌ، ولكن يكفي من السوارة ما أحاط بالمعصم، فكمثالٍ على تميُّز وتفرُّد وزارة الداخلية في كيفية معالجة وإصلاح سلوكيات من غُرِّر بهم واستهوتهم الشياطين ليكونوا أدواتٍ في أيدي الأعداء، وليعيثوا فساداً وقتلاً في أسرهم وفِي مجتمعهم ووطنهم، فإن المتابع يلحظ أن الوزارة ممثلة في سمو ولي العهد وفقه الله وبارك في جهوده وفكره المتَّقد وتوجيهاته الصائبة، لم تغفل الجوانب الإنسانية لتقويم مسار أولئك الجانحين عن الجادة بعد انتهاء التحقيقات معهم لاستجلاء دوافع ما قاموا به من خلال برامج المناصحة، وهذا التوجه قلَّ أن يوجد له مثيلٌ في دولٍ متقدمةٍ كثيرة. فهنيئاً للوطن بقيادته الراشدة، وليهنأ كل من يعيش على ثرى هذه الأرض المباركة من مواطنين ومقيمين بهذا الأمن الوارف، وحفظ الله مهندس مكافحة الإرهاب سمو الأمير الفذ محمد بن نايف، في ظل قيادة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، ودام الوطن بخير وأمان، والله من وراء القصد.