يشدِّد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله» بشكل متواصل على أهمية استقرار الوطن ووحدته التي يرى أنها صمام الأمان - بعد الله - وعدم سماحه أيّده الله بأي حال من الأحوال لما يشكّل تهديداً للوحدة الوطنية وأمن المجتمع. وجدّد الملك المفدى خلال كلمته التي وجَّهها لأعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى ثقته بالمواطن ووصفه بأنه رجل الأمن الأول وقال «أيده الله»: «أثبتت التجارب والمواقف أن المواطن هو رجل الأمن الأول، وشريك رئيس في رسم لوحة الإنجاز التي سطرتها الأجهزة الأمنية في دحض الدعاوى الباطلة، والآراء الشاذة، وإحباط المخططات الإرهابية التي وضعتها الفئة الضالة رغبة منها في استهداف أمن البلاد ومقدراته، والتغرير بأبنائه مرتهنة لأسلوب الانتقائية وتوظيف النص والتفسيرات البشرية الخاطئة المتطرّفة في كل ما يدعم توجّهاتها، وديننا الحنيف براء من كل ذلك، فهو دين رحمة وتسامح وصفح». ونجحت المملكة في مكافحة الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره والعمل على اجتثاث جذوره والتصدّي لفلوله ودحر رموزه، ومما سبق أن قاله الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حديثه لصحيفة السياسة الكويتية الذي نشرته يوم 30 جمادى الأولى عام 1425ه: بأن الأمن في المملكة بألف خير، فهي صامدة كالصخر تكسّرت عليه كل تلك الهجمات".. وأضاف: إننا اجتزنا مراحل الإرهاب.. فنحن ذهبنا إلى رؤوس الثعابين مباشرة لنقطعها. وسطّرت المملكة نجاحات على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية في مكافحة الإرهاب والتصدّي له والقضاء على خلاياه، نالت استحسان المجتمع الدولي من خلال استراتيجية شاملة تعتمد المواجهة الفكرية والمناصحة بنفس درجة الاهتمام بالتعامل الأمني، والإجراءات القانونية في محاكمة المتهمين بارتكاب الجرائم الإرهابية. جهود المملكة وتعدّدت جهود المملكة في محاربة الإرهاب على المستويين الدولي والعربي لتعزيز التعاون بين كل الدول والشعوب وقطع مصادر تمويل ودعم الجماعات الإرهابية وتفعيل الآليات الدولية في هذا الشأن. وعلى المستوى الدولي جاءت اتفاقية تأسيس "مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب" التي وقّعها صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة في مقر منظمة الأممالمتحدة في نيويورك يوم التاسع عشر من شهر سبتمبر 2011 م ثمرة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لتأسيسه أثناء المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عُقد في الرياض عام 2005 بحضور وفود من أكثر من ستين دولة، وأعلن سموه عن مساهمة المملكة بمبلغ عشرة ملايين دولار لتمويل تأسيس مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب. سطّرت المملكة نجاحات على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية في مكافحة الإرهاب والتصدّي له والقضاء على خلاياه، نالت استحسان المجتمع الدولي من خلال استراتيجية شاملة تعتمد المواجهة الفكرية والمناصحة بنفس درجة الاهتمام بالتعامل الأمني، والإجراءات القانونية في محاكمة المتهمين بارتكاب الجرائم الإرهابية.توقيع اتفاقيات كما وقّعت المملكة العديد من الاتفاقيات الخاصة بمكافحة الإرهاب، والتزمت بتنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن في هذا الشأن، وصادقت على جملة من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات العلاقة منها الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب عام 1998م، ومعاهدة منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب عام 2000م، واتفاقية مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمكافحة الإرهاب بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات الأمنية الثنائية مع دول عربية وإسلامية وصديقة بشأن مكافحة الإرهاب. ويبرز المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دعت المملكة إلى عقده بمدينة الرياض في فبراير 2005م واحداً من الجهود الكبيرة للمملكة في مكافحة هذه الآفة العالمية في إطار دولي انطلاقاً من قناعة أثبتتها الأحداث بأن الإرهاب لا يقتصر على أبناء دين بعينه أو بلد دون غيره وأن النجاح في مواجهته يحتم تعاون جميع الدول. وجاء الإعلان الصادر في ختام أعمال المؤتمر الذي عُرف بإعلان الرياض ليؤكد أن الإرهاب يمثل تهديداً للسلام والأمن الدوليين، ويجدّد موقف المملكة الرافض لكل أيديولوجية تدعو للكراهية وتحرض على العنف وتسوّغ الجرائم الإرهابية. وشدّد إعلان الرياض على أن الأممالمتحدة هي المظلة القانونية لتعزيز التعاون الدولي ضد الإرهاب وأن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة هي الأساس والمرجعية لكل جهود مكافحة الإرهاب. استراتيجية شاملة وعلى المستوى المحلي، اعتمدت المملكة استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب، وحرصت على أن تشارك جميع مؤسسات المجتمع في تنفيذ هذه الاستراتيجية، كل في مجال اختصاصه، ونجح علماء المملكة في إيضاح منافاة الإرهاب لتعاليم الإسلام، وما تمثله الأعمال الإرهابية من اعتداء محرم على الأنفس المعصومة من المسلمين وغيرهم، وتفنيد مزاعم الفئة الضالة، التي تروّجها التنظيمات الإرهابية لتبرير جرائمها أو كسب أي تعاطف معها. وقد حثّ العلماء في المملكة عموم المواطنين والمقيمين على التعاون مع الجهات الأمنية في التصدّي للفئة الضالة والإبلاغ عن المتورّطين في الأعمال الإرهابية، كما كان للعلماء دور كبير في مناصحة بعض المتأثرين بدعاوى الفئة الضالة في الوقت الذي كانت فيه الجهات الأمنية تحقق نجاحات متتالية في ملاحقة أعضاء هذه الفئة المتورّطين بارتكاب جرائم إرهابية وتوجيه عدد كبير من العمليات الاستباقية التي حققت نجاحاً كبيراً في إفشال مخططات إرهابية في عدد من مناطق المملكة. وتصدّت المملكة للإرهاب بكل قوة عن طريق تعزيز وتطوير الأنظمة واللوائح ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب والجرائم الإرهابية وتحديث وتطوير أجهزة الأمن وجميع الأجهزة الأخرى المعنية بمكافحة الإرهاب وتكثيف برامج التأهيل والتدريب لرجال الأمن والشرطة وإنشاء قناة اتصال مفتوحة بين وزارة الداخلية ومؤسسة النقد العربي السعودي لتسهيل سُبل التعاون والاتصال لأغراض مكافحة عمليات تمويل الإرهاب. وأعلنت استعدادها التام لدعم الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب والإسهام بفعالية في إطار جهد دولي جماعي تحت مظلة الأممالمتحدة. الاتجاه الوقائي وفي الاتجاه الوقائي تعدَّدت جهود المملكة في مكافحة الإرهاب، بدءاً من برامج توعية طلاب المدارس والجامعات بخطورة الأعمال الإرهابية وحرمتها في الإسلام والآثام التي تقع على مرتكبيها وحثت المعلمين والمعلمات على توعية الطلاب والطالبات بذلك وتوجيههم إلى الطريق الصحيح وغرس حب الوطن وطاعة أولياء الأمور في نفوسهم، كما ركَّزت على تعزيز الأمن الفكري وخصَّصت يوماً دراسياً كاملاً خلال العام الدراسي لإقامة معرض في كل مدرسة للبنين والبنات عن الإرهاب والأعمال الإجرامية التي ارتكبها أرباب الفكر التكفيري بالإضافة إلى إنشاء الكراسي العلمية التي تُعنى بالأبحاث المتعلقة بالإرهاب في عدد من الجامعات السعودية. وقد كان لها انعكاسات إيجابية على أرض الواقع بتحقيق رجال الأمن نجاحات كبيرة ضد هذه الفئة الضالة وإفشال أكثر من 95% من المخططات الإرهابية قبل تنفيذها، والوصول إلى عدد من الخلايا النائمة وتلك التي توارت تحت ضربات رجال الأمن للفئة الضالة. ومن أقوال الملك عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله» فيما جاء في القضاء على الإرهاب: عندما أجاب المذيعة باربرا وولترز عند سؤالها: هل قضت المملكة على الإرهاب وهل ما زلتم قلقين منه قائلاً: "لقد أوضحت عقب أول عملية إرهابية بأننا سوف نحارب الإرهاب ومن يدعمون الإرهابيين أو يوافقون على أفعالهم حتى لو اقتضى الأمر منا الحرب لعشرة أو عشرين أو ثلاثين عاماً حتى نقضى على هذا البلاء، واعتقد أنه يجب على العالم أن يعمل يداً بيد إذا أردنا القضاء على الإرهاب". وقوله: "إن ما تقوم به بعض الفئات الضالة المنسوبة إلى الإسلام من أعمال إرهابية.. ليس له صلة بالإسلام أبداً". نواصل التصدِّي له حتى لو تطلَّب الأمر 30 عاماً من الجهد كما قال خلال استقبالات له لوفود أهالي عدد من شهداء الواجب خلال التصدي للأعمال الإرهابية: "أعداؤكم مدحورون بإرادة الله ثم بوقفة الشعب السعودي وقفة رجل واحد.. والإرهاب يأسف الواحد إذا سمع أنهم منا ويؤلمه ذلك لكن غلب عليهم الشيطان وهو الذي دفعهم لذلك وهذا أمر يغثّ الإنسان عندما يعرف أن هذا ابن عائلة أو أنه من السعودية وجاء وارتكب هذا العمل الإجرامي. ولكن الله كريم، اندحروا بمشيئة الله". وفي كلمة للملك المفدى قال فيها: "لقد ظهرت بيننا قلة قليلة ممن أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً ممن تنكّروا لدينهم وخانوا أوطانهم ونسوا إنسانيتهم واتخذوا الإرهاب والاستئصال فكراً ومنهجاً، والله نسأل لهم الهداية والتوبة وأن يزيل الغشاوة من أعينهم وقلوبهم ونفوسهم وأن يدركوا أن هذه الدولة تحكم بشرع الله، وتقيم حدوده وترعى مقاصده وأن يتداركوا أنفسهم قبل أن ينتهوا ضالين مضلين خاسرين لدينهم ودنياهم". وأجاب الملك المفدى على سؤال من صحيفة السياسة الكويتية عن الإرهاب قائلاً: "لقد انحسرت عمليات الإرهاب، ورجال الأمن عندنا نجحوا في استباق العمليات الإرهابية قبل أن تقع بفضل تجاوب المواطن مع الأجهزة، ومساعدته لسلطات الأمن وتبليغه هذه السلطات بأي شيء غير طبيعي يراه أمامه. التستر على الإرهابيين لم يعد موجوداً بعد أن اقتنع مواطنونا بأن الدعوة لدين الله لا تتم بهذه الطريقة.. الإرهاب ليس دعوة لدين محمد «صلى الله عليه وسلم» وينافي ما أنزل إليه من آيات.. ويجب أن نعرف أن الإرهاب ليس دعوة للإصلاح بل هو دعوة للخراب والإفساد". كما جاءت له، رعاه الله، إجابة عن سؤال من وكالة أنباء إيتارتاس ورد فيه أن العديد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة، واجهت هجمات مروّعة من الإرهاب الدولي مؤخراً.. ومبادرة بلادكم لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تثبت أن الرياض تضطلع بالدور الرئيس في مكافحة الإرهاب في المنطقة.. فما الطرق الأكثر فعالية لمكافحة الإرهاب؟ وما مصدر هذا الشر، وكيف ستطوّر بلادكم التعاون في هذا المجال مع دول أخرى بما فيها روسيا؟ فقال الملك عبدالله بن عبدالعزيز: "إذا ما قارنّا وضعنا اليوم مع خطر الإرهاب فهو أفضل من عامين مضيا، كما هو بالتأكيد أفضل من خمس سنوات سابقة، وهذا الاضمحلال لخطر الإرهاب لم يأتِ من فراغ بقدر ما هو ثمرة جهود كبيرة في مواجهة هذه الظاهرة الشاذة. وما حققناه من إنجاز في هذا الشأن جاء بعون من الله «سبحانه وتعالى»، ثم بوقوف المجتمع وقفة واحدة في التصدّي لهذه الظاهرة الدخيلة عليه والمنافية لمبادئه الإسلامية الحنيفة، وببسالة رجال الأمن في الذود عن عقيدتهم ووطنهم بكل تفان وإخلاص. ولكون الإرهاب يعتبر نتاجاً لفكر منحرف فإننا تعاملنا معه أيضاً من جوانبه الفكرية والثقافية تصحيحاً للأفكار الضالة الدخيلة على مجتمعنا.. وحربنا ضد الإرهاب لم تنتهِ بعد، وسوف نستمر بمشيئة الله في جهودنا محلياً وعالمياً حتى يتم اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها". وفي إجابة لخادم الحرمين الشريفين عن سؤال من صحيفة الباييس الأسبانية عمّا قامت به المملكة في مجال مكافحة الإرهاب، قال «حفظه الله»: "الخلايا الإرهابية منتشرة في العديد من دول العالم وقاراته بدون استثناء والمملكة كان لها نصيب منها للأسف الشديد، كما عانت أسبانيا بدورها، وقد تعاملنا معها بكل حزم وشدة واستطعنا بتوفيق الله «عز وجل» ثم بوقوف الشعب السعودي صفاً واحداً في التصدّي لهذه الظاهرة الشاذة على مبادئنا الدينية والاجتماعية ومحاربة الفكر الضال المؤدي إليها، وجهودنا لا تزال مستمرة في هذا المجال بعون الله وتوفيقه. وإذا ما أردنا التعرّف على منابع الإرهاب الدولي فعلينا التوجُّه إلى بؤر النزاعات الدولية التي تشكّل أرضاً خصبة يستغلها الإرهابيون للترويج لمخططاتهم الإجرامية، ومنطقتنا زاخرة بهذه المشكلات.. وبالتأكيد فإن حل هذه النزاعات لن يساهم فقط في تحقيق أمن واستقرار المنطقة وشعوبها، بل وسيدعم جهودنا المتواصلة في مكافحة هذه الظاهرة ويجرد الإرهابيين من حُجة استغلالها لتحقيق مآربهم الخبيثة".
المليك أعلن المواجهة ضد الإرهاب بكل حسم المملكة حشدت كل قوتها للتصدِّي للظاهرة الدخيلة