اشراقات كرة القدم السعودية.. انقلبت في الصين الى وجوم وانكسارات نتيجة سوء التخطيط والتخبط في الاعداد.. الامر الذي غدا للملأ ان ثقب ابرتنا اتسع لمرور فيل احلامنا وتطلعاتنا.. حلم الربيع الاخضر تحول في الصين الى ظلام اسود قاتم واوراق خريف! لقد امعن لاعبو الاخضر والجهازان الفني والاداري التنكيل بأعصابنا ومشاعرنا وفرضوا علينا خطوات وئيدة ومتعثرة.. بعروض عقيمة وباهتة ونتائج هزيلة ومخجلة.. وبرزت في صفوف الاخضر فوضى في جماعية وجمالية الاداء بسبب غياب المعايير وتعدد المكاييل.. حتى غدونا نفطر عدسا ونتغدى عدسا.. ونتعشى عدسا.. ونشرب عدسا.. ونتحسر على رائحة الشواء الشهية التي عودنا عليها المنتخب السعودي على مدى بطولات كأس الامم الآسيوية الخمس الاخيرة منذ عام 1984 وحتى 2000. باختصار لقد ظهر الاخضر في الصين بمرحلة احتضار وقدم وجبات بايته لا رائحة لها ولا نكهة ولا لون ولا وزن.. ونأمل من اهل الحل والربط ان يضعوا النقاط على الحروف ويعيدوا كل شيء الى نصابه..! "دريم تيم" البحريني! انهى فريق الاحلام البحريني (دريم تيم) غزوته في الصين باحتلاله المركز الرابع محققا افضل نتيجة في تاريخ كرة القدم البحرينية الامر الذي دفع الاتحاد الدولي لمنحه جائزة اكثر المنتخبات تطورا في العالم. ولابد الاشارة الى الضرر الذي لحق بالمنتخب البحريني لانه الفريق الوحيد الذي انتقل ولعب في اربع مدن صينية مترامية الاطراف الامر الذي ادى الى تعب وارهاق اللاعبين فضلا عن صعوبة التنقل بالطائرة داخل مدن الصين بسبب سوء التنظيم وعدم التنسيق وتأخير الرحلات عن موعدها ساعات وساعات في حين ان المنتخب الصيني لم يغادر بكين ولعب جميع مبارياته في العاصمة.. ورغم كل هذا التحيز بالاضافة الى التحيز التحكيمي الا ان اداء المنتخب البحريني كان ثابتا في جميع مبارياته وظهر كفريق متكامل يلعب الكرة الشاملة وبنفس طويل.. يجيد النزعة الهجومية.. والتغطية الدفاعية على السواء.. فرض احترامه على الجميع واكد قدرته على ايجاد الفرص وبناء الهجمات المنظمة معولا على لاعبين مهرة من العيار الثقيل ابدعوا في تقديم لوحات فنية رائعة وروح جماعية وقتالية ومدرب داهية هو الكرواتي ستريشكو. وكانت الشرارة الاولى في لقاء الافتتاح مع الصين وخسر فريق الاحلام البحريني بالتعادل وفي ربع النهائي اقصى اوزبكستان بركلات الترجيح وحمل الراية العربية وحيدا لدور نصف النهائي لكنه خرج وبشق الانفس امام اليابان وفي الوقت الاضافي بهدف قاتل وخسر 4/3 بعد ان كان متقدما حتى الدقيقة الاخيرة من عمر المباراة 2/3 لكن اليابان سجل هدف التعادل واتبعه بهدف الفوز الترجيحي في الوقت الاضافي ليحتل المركز الرابع بعد خسارته المشرفة امام ايران ونعود ونؤكد ان ما حققه المنتخب البحريني في الصين يعد انجازا للكرة العربية التي ظهرت بوجه شاحب وباهت باستثناء المنتخب الاردني الشقيق الذي قدم عروضا مقنعة ونتائج مبهرة.. فلم يخسر الا في مباراة واحدة في ربع النهائي امام اليابان بركلات الجزاء الترجيحية الدراماتيكية بعد ماراثون من الاهداف ليخطف اليابانيون فوزا غير مستحق. ويقيني ان المنتخبين البحريني والاردني حققا قفزتين نوعيتين كبيرتين وشكلا ظاهرة تستحق الدراسة العميقة والتأمل.