وسط آمال عريضة وتطلعات كبيرة وتفاؤل لاحدود له بدأ الصقور الخضر رحلة الاستعداد الفعلي لخوض غمار منافسات نهائيات القارة الآسيوية في نسختها الثالثة عشرة التي ستقام بالصين خلال الفترة من 17 يوليو وحتى 7 اغسطس المقبل بمشاركة 16 منتخبا تم توزيعها على اربعة مجموعات، ضمت الثالثة منها المنتخب السعودي الى جانب العراق واوزبكستان وتركمانستان. ورغم قوة المنافسة وصعوبة الفرق المشاركة الا ان الاخضر يملك حظوظا وافرة لاستعادة لقبه الآسيوي الذي فقده امام الكمبيوتر الياباني في البطولة السابقة وبالتالي التربع على عرض الكرة في اكبر قارات العالم التي يقطنها نحو 3ر5 مليار نسمة لاسيما في ظل وجود مجموعة من اللاعبين المميزين الراغبين في تحقيق انجاز جديد لوطنهم بعد ان حققوا في فترة سابقة بطولة كأس العرب الثامنة وبطولة مجلس التعاون الخليجي السادسة عشرة اللتين اقيمتا بالكويت. البطولة الثامنة (سنغافورة 1984م) الظهور الأول يساوي بطولة وعندما نتحدث عن مشاركات الاخضر السابقة في النهائيات الآسيوية نجد ان اول ظهور كان في البطولة الثامنة التي اقيمت بسنغافورة عام 1984م حيث اوقعته القرعة في المجموعة الأولى التي ضمت إلى جانبه منتخبات كوريا الجنوبيةوقطر وسوريا والكويت ليواجه في أولى مبارياته المنتخب الكوري القوي ويتعادل معه بهدف لمثله سجله النجم ماجد عبدالله ليحقق بعد ذلك نفس النتيجة 1/1 امام المنتخب القطري وسجل هدف الاخضر في تلك المباراة الظهير الأيسر محمد عبدالجواد. ونظرا لحراجة الموقف جراء التعادلين كان يتعين على نجوم الأخضر تحسين الصورة والبحث عن النتائج الايجابية التي تؤهلهم للدور الثاني من البطولة وبالفعل كان الصقور الخضر عند حسن الظن بقيادة مدربهم الوطني خليل الزياني حيث حققوا اول فوز لهم وكان ذلك على حساب المنتخب السوري بفضل الهدف الوحيد الذي سجله نجم الوسط صالح خليفة، وفي المباراة الاخيرة امام الكويت شق الاخضر طريقه بقوة نحو الدور نصف النهائي بعد ان حقق فوزا ثانيا ومهما على احد الفرق المرشحة بهدف اسطوري سجله الجناح الايسر محيسن الجمعان الذي لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة آنذاك. وبعد هذا الفوز تصدر الأخضر بكل جدارة واستحقاق صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط. إلحاق الفرس بسابقيهم وفي الدور قبل النهائي واجه الأخضر المنتخب الايراني الذي سبق له الفوز باللقب الآسيوي ثلاث مرات لتنتهي المباراة في الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 1/1 ويتم اللجوء للركلات الترجيحية التي ابتسمت لنجوم الاخضر الذين سجلوا ست ركلات بواسطة ماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد وصالح النعيمة ومحيسن الجمعان وفهد المصيبيح وبالتالي بلوغ النهائي بنتيجة 6/5. تخطى سور الصين العظيم وبعد بلوغ النهائي للمرة الاولى في تاريخه بات الفوز باللقب الآسيوي حلما يداعبه ولكنه سرعان ما تحول الى حقيقة بعد ان اسكت نجوم الاخضر افواه مائة مليون صيني بهدفين ولا اروع سجلهما شايع النفيسة والنجم الخارق ماجد عبدالله الذي تلاعب بالدفاع الصيني كيفما يشاء ومن بعده حارسه مسجلا اجمل الاهداف ليعلن عن قدوم بطل جديد للقارة الآسيوية، انه بالفعل الأخضر السعودي الذي لم يتذوق طعم الخسارة منذ بداية البطولة وحتى نهايتها بعد المستويات التي أذهل بها المتابعين. البطولة صناعة وطنية ويعتبر الفوز باللقب الآسيوي هو اولى البطولات السعودية التي تحققت بقيادة وطنية حيث اقترنت الكأس باسم المدرب الوطني خليل الزياني كما ان تلك الكأس هي الاولى التي يرفعها النجم القائد صالح النعيمة الذي وقف سدا منيعا مع بقية زملائه امام هجمات المنافسين. البطولة التاسعة (الدوحة 1988م) المحافظة على الزعامة الآسيوية وفي نهائيات البطولة التاسعة التي استضافتها الدوحة عام 1988م كانت الانظار متجهة صوب المنتخب الاخضر (حامل اللقب) الذي حط رحاله بالدوحة وعينه على مواصلة التألق والمحافظة على لقبه القاري ولكن هذه المرة بقيادة المدرب البرازيلي كارلوس البرتو. وقد وضعته القرعة على رأس المجموعة الثانية الى جانب منتخبات الكويتوالبحرين وسوريا والصين ليبدأ حملة الدفاع عن لقبه بالفوز على المنتخب السوري بهدفين دون مقابل سجلهما صالح المطلق ومحمد السويد، وفي المباراة الثانية تعادل مع الكويت سلبيا قبل ان يتعادل في الثالثة امام البحرين بهدف لمثله سجله يوسف جازع، لتكون المباراة الرابعة والاخيرة بمثابة مفترق طرق اذ لابد من الفوز على التنين الصيني ليضمن تأهله رسميا للدور قبل النهائي وصدارة المجموعة وهو ما حدث بالفعل حيث حقق انتصارا ثمينا قوامه هدف وحيد سجله نجم الوسط فهد الهريفي. سيناريو مكرر أمام إيران وفي الدور نصف النهائي واجه الأخضر نظيره المنتخب الإيراني في سيناريو مكرر للبطولة المسابقة التي التقيا خلالها في نفس الدور وتمكن الأخضر من تكرار فوزه بهدف وحيد سجله هدافه ماجد عبدالله الذي صعد بمنتخب بلاده للنهائي للمرة الثانية على التوالي. الكوريون يفشلون في مقاومة الصقور وفي المباراة النهائية واجه الاخضر المنتخب الكوري الجنوبي الذي تمكن هو الاخر من الفوز في جميع مبارياته وظهر بمستوى متميز اكد عزمه على الفوز باللقب ولكن رغبته ارتطمت بالجموح السعودي الذي كان اقوى من الرغبة الكورية وبعد هجمة هنا واخرى هناك انتهت المباراة بالتعادل السلبي ليتم الاحتكام الى ركلات الترجيح التي فاز بها الاخضر 4/3 ليتوج بطلا للمرة الثانية على التوالي وقد سجل للاخضر صالح النعيمة وصالح المطلق وماجد عبدالله وفهد الهريفي بينما اضاع محمد عبدالجواد الركلة الثالثة، وفي المقابل تصدى الحارس عبدالله الدعيع للركلة الكورية الأولى والخامسة. البطولة العاشرة (هيروشيما 1992م) الأخضر حاول ولكن.. وفي البطولة العاشرة التي استضافتها مدينة هيروشيما اليابانية عام 1992م شارك الأخضر في هذه البطولة بعدد من اللاعبين الذين يفتقدون للخبرة الدولية نتيجة اعتزال عدد من اللاعبين على المستوى الدولي واصابة البعض الاخر، وقد وضعته القرعة على رأس المجموعة الثانية الى جانب الصينوقطر وتايلند ليبدأ مشواره بالتعادل مع الصين بهدف لمثله سجله المهاجم فهد المهلل قبل ان يحقق النتيجة ذاتها امام قطر بهدف سجله اللاعب خالد مسعد ليرمى بعد ذلك بكل ثقله امام المنتخب التايلندي ويحقق فوزا كاسحا قوامه اربعة اهداف نظيفة أهلته للدور الثاني كمتصدر لمجموعته. تجاوز الامارات في الأربعة وفي دور الأربعة واجه الاخضر المنتخب الاماراتي وتمكن من الفوز بهدفين سجلهما سعيد العويران وفهد الهريفي ليصعد للمباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالي. كمبيوتر اليابان عطل محركات الصقور وفي المباراة النهائية واجه المنتخب السعودي صعوبة امام المنتخب الياباني صاحب الارض والجمهور والذي بدوره تمكن من الفوز بهدف وحيد خطف به اللقب الاسيوي من حامله الذي حاول جاهدا ولكن الظروف لم تكن في صالحه. البطولة الحادية عشرة (الامارات 1996م) الزعامة الآسيوية سعودية وفي البطولة الحادية عشرة التي استضافتها الامارات العربية المتحدة عام 1996م تمت زيادة المنتخبات المشاركة الى ستة عشر منتخبا وزعت على اربع مجموعات اما الاخضر فقد واصل سياسة الابدال والتجديد حيث استعان ببعض العناصر الشابة الى جانب قلة من عناصر الخبرة, وقد وضعته القرعة في المجموعة التي ضمت الى جانبه منتخبات تايلند والعراقوايران ليستهل مشواره بفوز كبير على تايلند بلغ نصف درزن من الاهداف وهذا الفوز اصاب اللاعبين بالغرور وتسبب في الثقة المفرطة التي انعكست على ادائهم سلبا في المباراة الثانية امام المنتخب الايراني الذي فاز بثلاثة اهداف دون مقابل وهذه الخسارة القاسية وغير المنتظرة كانت بمثابة جرس انذار للخروج المبكرمن البطولة الامر الذي جعل اللاعبين ينظرون للمباراة الثالثة امام العراق على انها مباراة كؤوس لابد فيها من الفوز وبعزيمة الصقور تمكنوا من الفوز بهدف وحيد سجله فهد المهلل, وهذا الفوز منح الاخضر صدارة المجموعة بفارق الاهداف عن ايران الثاني والعراق الثالث. الاخضر يقلب الطاولة في وجه الصينيين وفي الدور ربع النهائي التقى الاخضر بالمنتخب الصيني ورغم تقدم الاخير بهدفين نطيفين الا ان الصقور حولوا خسارتهم الى فوز باربعة اهداف مقابل ثلاثة وسجل اهداف الاخضر سامي الجابر ويوسف الثنيان وفهد المهلل (هدفين) ليخطو خطوة هامة نحو استعادة اللقب. الثأر من الايرانيين وفي الدور نصف النهائي واجه الاخضر نظيره الايراني الذي فاز في الدور الاول بثلاثية نظيفة لتكون المواجهة اشبه بالثأر بين الفريقين وقد استطاع الاخضر رد اعتباره من خلال ركلات الترجيح وبنتيجة 4/3 بعد التعادل السلبي في الوقتين الاصلي والاضافي وسجل للاخضر عبدالله سليمان وابراهيم ماطر وحسين عبدالغني واحمد جميل, في المقابل تصدىالحارس العملاق محمد الدعيع لركلتي ترجيح وبالتالي ترشح الاخضر للمباراة النهائية للمرة الرابعة على التوالي. الامارات تعيد الاخضر للواجهة وجاءت المباراة النهائية قمة في الاثارة والقوة والصعوبة لاسيما من جانب الاخضر الذي لعب على ارض منافسه المنتخب الاماراتي وامام جماهيره فضلا عن الطرد الذي تعرض له نجمه حسين عبدالغني ورغم هذه الظروف الا ان ابطال السعودي صمدوا بكل قوة وكان بامكانهم حسم المباراة اثناء وقتها الاصلي الا ان الفرص لم تستغل بالشكل المطلوب لتبقى كلمة الحسم مرهونة بالركلات الترجيحية التي حسم من خلالها الاخضر اللقب لصالحه بعد الفوز بنتيجة 4/2 وقد سجل للمنتخب السعودي يوسف الثنيان وعبدالله سليمان وخالد التيماوي وخالد مسعد في حين اهدر ابراهيم ماطر الركلة الرابعة, في المقابل تصدى محمد الدعيع لركلتي ترجيح. البطولة الثانية عشرة (بيروت 2000م) الصقور يكتفون بالوصافة وفي البطولة الاخيرة التي اقيمت بالعاصمة اللبنانية بيروت عام 2000م وقع الاخضر في المجموعة الثالثة الى جانب منتخبات اليابانوقطر واوزبكستان. وجاءت بداية حملت الدفاع عن لقبه مفاجئة حيث خسر امام اليابان باربعة اهداف لهدف, وهذه الخسارة غير المتوقعة كانت كفيلة بالاطاحة بمدربه التشيكي ميلان ماتشالا واسناد المهمة لمساعده المدرب الوطني ناصر الجوهر الذي رتب اوراقه وداوى جراحه مستخدما السلاح النفسي لتهيئة اللاعبين واخراجهم من الحالة السيئة التي كانوا عليها وبالفعل كانت البداية التعادل السلبي مع المنتخب القطري ومن ثم الفوز على المنتخب الاوزبكي بخمسة اهداف نظيفة قادته لبلوغ الدور ربع النهائي بفارق الاهداف. تحويل الأزرق إلى أزيرق وفي الدور ربع النهائي واصل الاخضر صحوته وتجاوز منافسه الكويتي بهدف ذهبي سجله نجمه نواف التمياط بعد ان انتهى الوقت الاصلي للمباراة بالتعادل الايجابي 2/2. اسقاط المارد الكوري ورفع الفوز المستحق على الكويت معنويات اللاعبين ليدخلوا مباراتهم امام كوريا الجنوبية برغبة الفوز وبلوغ النهائي للمرة الخامسة على التوالي وكان لهم ما ارادوا حيث حققوا مبتغاهم بهدفين مقابل هدف سجلهما طلال المشعل ليجدوا انفسهم من جديد امام اليابان. الحظ يخذل الاخضر امام اليابان وفي المباراة النهائية كان بامكان الاخضر الثأر من اليابان ورد اعتباره بعد ان خسر نهائي البطولة العاشرة عام 1992م وفي مباراته الافتتاحية في نفس البطولة حيث كانت الفرصة مواتية عندما احتسب حكم المباراة ركلة جزاء لم يوفق حمزة ادريس في ترجمتها الى هدف في الشوط الاول ليتمكن اليابانيون من استثمار احدى الفرص القليلة ويسجلوا هدف المباراة الوحيد. نجوم الاخضر يحتضنون الكأس النسور الاخضر والاحتفال بكأس اسيا