من الملفات الهامة التي طرحت أمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم التشاورية التي عقدت يوم أمس الأول ملف الارهاب، فهذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الخليجي بشكل عام أخذت تتفاقم وتهدد أمن واستقرار الدول الخليجية، فتلك ظاهرة أدانها القادة في قمتهم التشاورية، وأدانوا العمليات التي حدثت في عدد من المدن السعودية، وأيدوا المملكة في اتخاذها كل الاجراءات الكفيلة بمواجهة الفئة الدخيلة المضللة والضالة، تلك الظاهرة التي من سماتها التطرف والعنف والتشدد مرفوضة من المجتمع الخليجي فتركيبته القائمة على منهج الاسلام وتعاليمه تنكر القتل بغير حق، وتنكر ترويع الآمنين وقض مضاجعهم والعبث بالمنجزات الحضارية لأي مجتمع، ولاشك أن تلك الظاهرة المقيتة مرتبطة أساسا بأفكار شاذة ومتطرفة ومنحرفة أراد الارهابيون تمريرها ونشرها فوق أرض لفظتهم ولفظت أفكارهم، وليس أدل على ذلك من وقوف كل مواطن في المملكة مع قيادته لمواجهة تلك الظاهرة الشريرة، غير أن التعاون مطلوب على أية حال بين الدول الخليجية الست للتصدي لتلك الأفكار الخبيثة ومحاربتها واحتوائها على اعتبار أن أخطبوطها قابل للتمدد الى كل الجهات، فتلك الظاهرة لا مكان لها ولا دين، وما يحدث في أي قطر خليجي قد يحدث في قطر آخر، وقد تنبه قادة منطقة الخليج لهذا الأمر فجاءت الاتفاقات الخليجية المشتركة لمحاربة الارهاب الموقعة من قبل وزراء الداخلية في الكويت مؤخرا، حيث اتفق القادة الخليجيون على سرعة اقرارها وانفاذها ضمن تعزيز الخطوات الكفيلة بالتنسيق الأمني بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي حفاظا على أمن واستقرار الدول الخليجية وأمن مواطنيها والمقيمين على أرضها، فالمملكة وسائر دول مجلس التعاون قادرة بإذن الله تعالى على التصدي لظاهرة الارهاب واحتوائها والقضاء عليها، فالتعاون يجري بين دول المجلس للوصول الى هذه الغاية، وسوف يتحقق ما ينشده كل مواطن خليجي في أمنه وأمن دياره، فالتصدي بشكل جماعي لتلك الظاهرة والتفاف المواطنين الخليجيين حول قياداتهم في تأييد مكافحتها والخلاص منها يؤكدان أن تلك الظاهرة الشريرة سوف تكتب نهايتها الوشيكة عما قريب، وان أظافر الارهابيين سوف تقلم بشكل جيد في منطقة لم تعرف هذه الظاهرة منذ زمن بعيد، بل عرفت بأنها واحات ممتدة ووارفة للأمن والطمأنينة والاستقرار.