اتضح من مداولات القمة الخليجية الرابعة والعشرين بالكويت ان زعماء المنطقة ساعون لتحقيق المزيد من الخطوات التكاملية الواثقة بين دولهم سواء ما له علاقة بالتكامل الامني او الاقتصادي او الاجتماعي، فالرؤوس متجانسة حول تلك التكاملات التي طرحت على جدول اعمال القمة، غير ان ملف الارهاب حظي باهتمام لافت للنظر من زعماء المنطقة، ذلك ان ظاهرة الارهاب كما يتضح خلال السنتين الماضيتين اخذت في التمدد والاتساع ليس داخل بعض الدول الخليجية والعربية فحسب، بل امتدت الى العديد من الدول الاوروبية، فيمكن القول انها من اهم الاخطار المحدقة بالعالم، ودول مجلس التعاون الخليجي جزء لايتجزأ من هذا الكون الواسع، وقد طاله ماطال تلك الاجزاء، فتلك الظاهرة البغيضة تشكل في حقيقة الامر واحدة من التحديات التي تواجه دول منطقة الخليج.. فكان من الضرورة بمكان ان تطرح على جدول اعمال قمة الكويت لتدارس افضل السبل الممكنة لتضافر الجهود وتكاتفها بين دول المجلس للتصدي لتلك الظاهرة واحتوائها وتقليم اظافر رموزها ومن لف لفهم ووقف زحفها نحو دول منطقة الخليج التي عرفت طوال تاريخها المديد بتمتعها بالامن والطمأنينة والاستقرار، فصحيح ان زعماء المنطقة في قمتهم بالكويت تباحثوا في عدة ملفات للوصول الى مراحل تكاملهم المنشود في العديد من المناشط ولكنهم في ذات الوقت تباحثوا في تدارس السبل المؤدية لاتخاذ خطوات تكاملية ايضا لمكافحة ظاهرة الارهاب وتأطير التعاون المطلوب بين الدول الست في سبيل الوصول الى تلك الخطوات بحكم ان تلك الظاهرة اخذت بالفعل تقض مضاجع الآمنين في دول المجلس، واضحى الامن تبعا لذلك هاجسا من اهم هواجس زعماء المنطقة ونحوه انصب اهتمامهم الملحوظ لاحتواء تلك الظاهرة واجتثاثها من دولهم من جذورها.