دأبت المملكة منذ فترة طويلة وقبل احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م بالولاياتالمتحدة على انتهاج مبادرات واجراءات في حربها ضد ظاهرة الارهاب فهي عانت منها قبل ان تعاني الولاياتالمتحدة, ومازالت تستذكر الأبرياء الذين وقعوا جراء تلك الأفاعيل الاجرامية في مكةالمكرمة والخبر والرياض, وهي في ذات الوقت تستذكر الأرواح البريئة التي أزهقت في حادث البرجين الشهيرين, بل انها تستذكر كل العمليات الارهابية اينما وجدت, وتأسف لها, وهي في ضوء ذلك لم تتوقف ابدا عن اتخاذ المزيد من الخطوات الحثيثة لاحتواء تلك الظاهرة وتقليم اظافر رموزها, وهي على اقتناع تام بأهمية وضع الاستراتيجية الدولية لمكافحة هذه الظاهرة وان حربا كونية لابد ان تشن لاقتلاع الإرهاب من جذوره. وازاء ذلك فان الوقت قد حان لمشاركة جماعية من سائر دول العالم دون استثناء في مجال جمع المعلومات والتنسيق المتكامل والاتصالات المستمرة بين أجهزة الامن, اي ان مرحلة جديدة من التعاون الدولي لمكافحة الارهاب يجب ان تطفو على السطح وتحظى بأهمية عالمية, فالأحداث الدامية التي تدبر في الخفاء انما تستهدف بالدرجة الاولى تفرقة العالم المتحضر وهدم انجازاته الانسانية والعبث بأمن مجتمعاته واستقرارها, فالعمل الفردي لمكافحة تلك الظاهرة اضحى دون جدوى, والتصدي لها لابد ان يتحول الى عمل جماعي, وقد اعلنت المملكة في حربها ضد الارهاب قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م استنادا الى تعاليم ومبادىء عقيدتها الاسلامية السمحة معارضتها تنظيم القاعدة وأعماله العدوانية ضد البشرية, فمن ينتمون اليه هم مجموعة من المتطرفين الذين لا يمثلون سماحة الاسلام وعدالته ووسطيته,