كما اوضح قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في كلمته الضافية امام مؤتمر الحوار بين الحضارات واتباع الدين الذي افتتح اعماله يوم الثلاثاء الفائت في عاصمة كازاخستان فان المملكة سعت ومازالت تسعى لمحاصرة ظاهرة الارهاب وتفكيك قواعدها وملاحقة فلولها، فتلك الظاهرة الخبيثة التي لا وطن لها ولا جنسية لا علاقة لها بأي دين او حضارة، ورموزها ومن تورطوا في دائرة شبكاتها الاخطبوطية المنتشرة في أصقاع عديدة من انحاء هذه المعمورة مخالفون لرسالات الله، ولاشك في ان حوارا كهذا يعد في جوهره وسيلة صحيحة وسليمة للتفاهم بين الحضارات والقيادات الدينية والثقافية بغية التوصل الى تحقيق اقصى ما يمكن التوصل اليه من تفاهم وتعاون يمكن الاتفاق عبرهما على تحقيق ما تنشده البشرية جمعاء من القضاء على اسباب الخلف والصراع بين الحضارات وتوحيد الجهود من اجل معالجة ما تعانيه الانسانية من أزمات وعقبات وعثرات تقف على رأسها ظاهرة الارهاب التي أخذت تشكل خطرا فادحا على سائر دول العالم، ورموزها يشكلون بأعمالهم العدوانية الاجرامية تعديا على انسانية البشر اينما وجدوا، كما أن اعمالهم الدنيئة مخالفة لكل الرسالات السماوية، وقد عانت المملكة كسائر دول العالم الأمرين من تلك الظاهرة، وقد نادت المملكة ومازالت تنادي باهمية قيام استراتيجية دولية لمكافحة هذه الظاهرة، فمن المتعذر ان تقوم دولة بعينها بهذه المكافحة التي تستلزم عملا ايجابيا يتطلب بالضرورة تكثيف التنسيق والتشاور والتعاون عبر قنوات متعددة لاحتواء تلك الظاهرة وتقليم اظافر رموزها، فالمملكة التي ادانت بشدة احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م بالولايات المتحدة، وغيرها من الاحداث الارهابية في كل مكان مازالت مستمرة في تعاونها مع كل المنظمات والشعوب للقضاء على تلك الظاهرة، غير انها ترى في ذات الوقت اهمية المكافحة الجماعية لا الفردية حتى يمكن بأقصى سرعة ممكنة احتواء تلك الظاهرة وانقاذ البشرية من ويلاتها، وحتى يسود تبعا لذلك السلام والأمن في جميع ربوع هذه الأرض التواقة للخلاص من الارهاب والارهابيين.