تشكل مرامي ومدافن ومحارق النفايات بمنطقة جازان هاجسا للعديد من السكان ومربي الماشية، نظراً لما يتصاعد منها من أدخنة وروائح كريهة، وذلك لقربها من المناطق السكنية، فضلاً عن أنها أصبحت بيئة مناسبة لوجود وتنامي الميكروبات المسببة للأمراض، وسط مطالب بنقلها بعيداً عن المناطق السكنية. وأجمع عدد كبير من السكان على أن عدم وجود الحاويات وغياب سيارات النظافة لفترات متفاوتة في بعض المحافظات والقرى، تسبب في رمي النفايات بشكل عشوائي في بطون الأودية والأماكن الرعوية والمتنزهات وعلى جنبات الطرق في المحافظات والقرى، مطالبين برفع المخلفات وتغطية المدن والقرى بأكبر قدر من حاويات النفايات، للحد من عمليات تفريغ النفايات بشكل عشوائي في تلك الأماكن. وفي هذا السياق، يقول الدكتور رضوان محمد آل سليم "أحد منسوبي قسم صحة البيئة ببلدية صامطة سابقاً"، إن المرامي ومدافن ومحارق النفايات ببلديات جازان أغلبها قريبة من منازل السكان كمرمى بلدية أبو عريش، ومرمى بلدية وادي جازان الذي يتوسط ثلاث قرى، ومرمى بلدية أحد المسارحة الواقع على مهب الرياح، ويؤذي أكبر قدر من سكان المحافظة، مشيرا إلى أن تلك المرامي لم تحسن البلديات اختيار أماكنها حتى أصبحت وعاء فضلات بحكم مواقعها، مشكلة بيئة مناسبة لوجود وتنامي ميكروبات مسببة للأمراض من ناتج الروائح الكريهة، وأعمدة الدخان المتصاعدة في ذرات الهواء. وأوضح أن تلك النفايات والفضلات مشبعة بنسب عالية من الدهون والزيوت الثقيلة والكلور والهرمونات والتي تشكل مجموعة كبيرة من المواد الضارة التي قد تصيب وتهلك العديد من البشر والنباتات والحيوانات، مؤكدا أن المسؤولين في قسم صحة البيئة بالبلديات والأمانة بالمنطقة يدركون ذلك جيدا. من جانبه، حذر محافظ العارضة محمد الغزي من كارثة بيئية بسبب المرامي والمدافن والمحارق العشوائية المنتشرة في أغلب محافظات المنطقة والقريبة من مساكن المواطنين وأماكن تنزهاتهم والتي لم تراع فيها أمانة المنطقة والبلديات المخاطر التي قد تصيب الإنسان بأمراض قاتلة. ولفت الغزي إلى أن العديد من المواطنين وخاصة سكان القرى يلقون النفايات في مجاري الأودية والمتنزهات وعلى جنبات الطرق ويزيد الأمر تعقيدا تفريغ وايتات الصرف الصحي حمولاتها في مجاري المياه القريبة من المراعي الطبيعية، الأمر الذي يهدد بكارثة إنسانية وبيئية قد يروح ضحيتها الإنسان بشكل مباشر وغير مباشر. وطالب الغزي، بتشديد الرقابة على المخالفين وعمل حلول عاجلة لتلك المظاهر العشوائية، التي تجوب أنحاء المنطقة، والعمل على طرق حديثة لتحسين الإصحاح البيئي بالمنطقة بما يضمن للإنسان والنبات والحيوان حياة بيئية نظيفة وهواءً طلقاً. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي لأمانة جازان العيدروس أبو القاسم الأمير ل"الوطن" أمس، أن عدد المرامي التابعة للبلديات يبلغ 14 مرمى، مشيراً إلى أن هناك مخاطبات بين بلدية وادي جازان والأمانة لعمل دراسة لإقفال المرمى وإعادة تأهيله وترحيل النفايات الناتجة من مركز وادي جازان إلى المرمى الرئيسي للأمانة. أما فيما يخص مرمى بلدية محافظة أبو عريش، فبين أنه جرى اختيار موقع آخر من قبل اللجنة المشكلة لهذا الموضوع برئاسة محافظ أبو عريش وجاري نقله. وعن الحلول الحديثة لتلافي مثل هذه الكارثة البيئية بسبب المخلفات واتساعها بالمنطقة، أكد الأمير أن الأمانة وبالتنسيق مع الوزارة وأحد المكاتب الاستشارية المختصة في مجال الدراسات البيئية لديها توجه لتقليص عدد المرامي، وتم اقتراح خمسة مواقع، اختير منها اثنان ليصبحا مرميان رئيسيان، الأول في شمال المنطقة، والثاني في جنوبها، على أن تكون المرامي والمدافن منفذة بطرق علمية وهندسية ذات مواصفات عالمية، للحد من انتشار الروائح الكريهة. وأضاف أنه تم تخصيص عدد من الشيالات والقلابات لرفع مخلفات المواشي أولا بأول من أماكن وجودها، مؤكدا أن الحاويات غير عملية في هذا الجانب.