حذر أخصائيون ومسؤولون بمنطقة جازان من نتائج حرق النفايات في «مرامي» البلديات القريبة من المناطق السكانية، وما تسببه من كوارث في البيئة ومخاطر على صحة الإنسان، مشددين على ضرورة وقف تلك التصرفات غير المسؤولة وغير المدروسة للآثار السلبية على المدى المتوسط والبعيد على سكان المناطق القريبة من تلك الكارثة. ويعاني سكان قرية «روان العبيد» وأكثر من عشر قرى وهجر أخرى تتبع محافظتي «العارضة» و»أبو عريش» و»وادي جازان» ليل ونهار من الروائح الكريهة والأدخنة، السامة المنبعثة من بؤر أنشأتها بلديات المحافظات من دون دراسة وتقويم للأضرار المترتبة بيئياً على تلك المحارق. محمد الغزي وقال المواطن «علي موسى محمد» قدمت شكوى للبلدية منذ أربع سنوات، وذلك لإنقاذنا من تلك الروائح الكريهة، ومنذ ذلك الوقت وحتى هذا اليوم لم تحرك البلدية ساكناً، متسائلاً: أين ذهبت الشكاوى؟، وهل سجل عليها تحفظاً أم تهاوناً من الموظفين الذين لا يريدون الخروج من المكاتب والتكييف؟. وذكر «أبو ناصر» أن هذه النفايات والروائح مزعجة له ولزملائه أثناء تأديتهم استلامهم وأعمالهم في نقطة تفتيش «الخطوة»، مضيفاً: «لو استمر هذا الوضع فسوف يتعرض كثيرون منا للإصابة بالأمراض الخطيرة»، محملاً أمانة المنطقة وبلدياتها كامل المسؤولية. من جهته قال «د. عبده محة»: ما أن تتعدى منحنى سد «وادي جازان» وتقترب من نقطة تفتيش «الخطوة»، إلاّ وتشتم نسيم الحرائق الذي «يُزكم» الأنوف، ويتسبب على المدى المتوسط بأمراض وبائية خطيرة للغاية، مشيراً إلى أن تلك الروائح تقابل زوار العارضة الذين يقدمون إليها من كل الاتجاهات!. حسين معشي وأوضح «محمد عقيلي» و»إبراهيم كليبي» و»علي بن علي» و»حسن شراحيلي» و»عبدالله شراحيل» و»هادي حساني» و»فارس كليبي» أن المدفن والمحرقة الواقعين على طريق (أبو عريش - العارضة) السريع، تشكل خطراً جاثماً في سماء أكثر من (30) قرية وهجرة، مشكلةً سحابة سوداء من الدخان المتصاعد المحمَّل بغاز أول أكسيد الكربون السام. وتحدث الأستاذ «محمد الغزي» - محافظ العارضة - قائلاً: إن إدارة البلدية وراء (70%) من تدهور بيئة محافظة العارضة؛ لأنها لم تلتزم معايير المحافظة على البيئة الريفية، بل ولا تعتزم إيجاد معالجة لهذا الوضع، حتى أصبحت السياحة والسكن والحياة بشكل عام غير آمنة على طول امتداد محافظة العارضة، بل وتشبعت تربة الأرض بكميات كبيرة من مياه الصرف الصحي، وتلوثت بالنفايات المتراكمة التي أصابت الهواء النقي وأثر على البيئة. م.عبدالرحمن الساحلي وفي السياق ذاته أوضح الملازم أول «مصلح بن أحمد الغامدي» المتحدث الرسمي باسم إدارة الدفاع المدني بجازان، أن فرع إدارته في أبو عريش يتلقى بلاغات من المواطنين شبه يومية عن وقوع حريق في مكب بلدية أبو عريش الواقع على طريق العارضة، مؤكداً على أنه يتم إرسال فرق إطفاء ويتم عمل اللازم، ولكن نفاجئ بعد ساعات ببلاغ آخر بنفس الخصوص في جانب أخر من المرمى، مشيراً إلى أنه تم توجيه عدة خطابات للبلدية وآخرها خطاب إلحاقي بخصوص عمل حلول لهذا الوضع ولكن لم نتلقى الرد حتى الآن. وحذرت إدارة الشؤون الصحية بجازان على لسان مساعد الناطق الإعلامي الأستاذ «حسين معشي» جميع المواطنين في تلك القرى وغيرها من خطورة التعرض لاستنشاق غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من عملية الاحتراق، مضيفاً أنه يدخل فوراً إلى مجرى الدم بصورة أسرع من الأكسجين، ويحل محله؛ ليحرم بذلك أنسجة الجسم، بما في ذلك المخ، من الأكسجين اللازم للحياة، ذاكراً أن أعراض التسمم به تشتمل على حساسية وضيق في التنفس، والاضطراب والدوار، وقصور في النظر والسمع، وفقدان الوعي، كما قد يؤدي إلى الوفاة. النقيب عبدالله القرني وذكر «م. عبدالرحمن الساحلي» مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة جازان، أن عملية الحرق للنفايات أمر منهي عنه لما له من آثار سلبية على صحة الإنسان وتلوث البيئة بشكل عام، موضحاً أن إدارته لم تقدم على عملية حرق أي نوعاً من النفايات، بل استبدلت ذلك بعملية الردم منذ زمن طويل. وأقر النقيب «عبدالله القرني» المتحدث الرسمي بشرطة جازان، بتواجد عمالة في مرمى النفايات على طرق العارضة، وقال: إن إدارة الشرطة تنفذ دائماً حملات على الموقع، ويتم القبض على مجهولين من جنسيات مختلفة ويتم ترحيلهم.