أصدرت المحكمة الإدارية في منطقة عسير ممثلة بالدائرة الأولى، حكماً ابتدائياً بإلزام أمانة منطقة جازان بنقل مرمى النفايات ومكب الصرف الصحي الواقع في قرية السعدية التابعة لمركز الطوال، إلى مكان مناسب، بعد ثبوت خطورتها وتلويثها للأجواء بالمنطقة، وعدم ملاءمة الموقع ليكون مرمى للنفايات ومكبَّاً للصرف الصحي. وذكرت أن القاعدة الشرعية تنصُّ على أنه “لا ضرر ولا ضرار”، لذلك يتعيّن على الأمانة نقل مرمى النفايات ومكب الصرف الصحي من ريَّة السعدية إلى مكان آخر يكون مناسباً لذلك الغرض، وبإمكان المدَّعى عليها “أمانة منطقة جازان” بعد نقلِّها للمرمى الاستفادة من تلك الأرض وعدم تركها لأيِّ أحد. من جهته، أكَّد المتحدِّث الإعلامي لأمانة جازان عيدروس الأمير، أن الحكم قابل للاستئناف، وأن الأمانة بصدد استئنافه لأن المرمى تم اختياره من عدد من الجهات الحكومية التي تمَّ تشكيلها سابقاً للغرض. وكانت الدائرة خاطبت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بخصوص الموضوع، وأصدرت الأخيرة تقريراً أكَّدت فيه خطورة مرمى النفايات والصرف الصحي الواقع بقرية السعدية بحكم قربه من الأماكن المأهولة بالسكان، وبيَّنت أن مياه الصرف الصحي غير المعالج قريبة من أراض زراعية، وأن اتباع أسلوب الحرق في التخلُّص من النفايات يتسبب في تصاعد الأبخرة وانتشار الروائح الكريهة. وأوصى التقرير بضرورة إيجاد موقع بديل يستند اختياره على أسس علمية وتتوافر به الاشتراطات البيئية، وتجهيزه حسب المعايير المتبعة المعتمدة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وكان وقوع مرمى النفايات ومرمى الصرف الصحي بوسط قرية السعدية، أدى إلى أضرار صحية باتت تشكل خطورة كبيرة على أهالي القرية والقرى المجاورة، وطالب عدد من سكان القرى الجنوبية التابعة لمحافظة صامطة ومركز الطوال، وخاصة قرى الشمهانية والسعدية والحضرور؛ برفع الضرر عن قريتهم بنقل مرمى النفايات ومرمى الصرف الصحي، لقربهما من الأماكن المأهولة بالسكان. وأوضح محمد آل بشير “أحد سكان قرية الحضرور”، أن توسط مرمى النفايات في القرية وما ينبعث منه من روائح كريهة ودخان، سبب أضرارا صحية جسيمة للأهالي، مبينا أن شرط المسافة المتعارف عليه لا يقل عن ثمانية كيلومترات، والمسافة بين الموقع وأول مزرعة عدة أمتار، إضافة إلى خطورة حرق النفايات. ويؤكد حسن عريشي “أحد سكان قرية الشمهانية”، أن السكان يجدون صعوبة في الخروج خلال الفترة المسائية، لانبعاث روائح وأدخنة كريهة من المرمى. وقال ناصر مشهور “من قرية الشمهانية”، إن المرمى أثَّر على المنتج الحيواني والإنتاج النباتي أيضاً. كما أكَّد كل من إبراهيم خال “من سكان السعدية”، وعبدالله بشيري “من سكان قرية الحضرور”، خطورة وجود المرمى قرب قراهم، مطالبين بضرورة نقله.