في الوقت الذي أكدت مصادر تركية وجود قواعد عسكرية أميركية في الشمال السوري، وأحدث جدلا واسعا وسط الأحداث السياسية المتأزمة في البلاد، كشفت تقارير أميركية وجود مساعِ لدى إدارة الرئيس دونالد ترمب لخفض المساعدات التي تقدمها بلاده لفصائل المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل نظام الأسد. وبحسب مسؤولين نقلت عنهم صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، فإن هذه الخطوة تعد مشابهة لما كانت تطالب بها روسيا إدارة الرئيس أوباما السابقة، ولم تجد لها آذانا صاغية، في وقت رأى مراقبون أن الخطوة الأميركية ربما تربك تحركات المعارضة المسلحة، خاصة أنها تأتي في ظل التفاهمات التي أبداها كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ودونالد ترمب، عقب أول لقاء جمعهما على هامش قمة العشرين، في ألمانيا مؤخرا. خطوة غير مسبوقة أضافت المصادر أن الخطوة الأميركية الجديدة جاءت مغايرة للتي انتهجتها الإدارة السابقة، منذ بدء الأزمة في سورية، مشيرة إلى أن الدعم الذي كانت تقدمه واشنطن لفصائل المعارضة السورية منذ 4 سنوات، كان له أثر محدود، خاصة بعد دخول القوات الروسية على خط الأزمة عام 2015. وأوضحت الصحيفة أن قرار ترمب تم اتخذاه قبل نحو شهر، عقب لقائه مدير وكالة الاستخبارات CIA مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ربما تنعكس إيجابا على المساعي الأميركية، لإيجاد أرضية مشتركة للعمل مع الروس لإنهاء الصراع السوري الدامي. 10 قواعد سرية كانت تقارير تركية كشفت مؤخرا وجود 10 قواعد أميركية سرية شمال سورية، أُقيمت منذ عام 2015، وتهدف إلى تعزيز الوجود العسكري الأميركي داخل مناطق سيطرة الميليشيات الكردية، مما دفع وزارة الدفاع الأميركية إلى اعتبار تسريب مثل هذه المعلومات، بأنها ربما تعرض جنودها للخطر، ويعرقل العمليات ضد تنظيم داعش. ونفى المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إبراهيم كالين، أول من أمس، وجود أي دور للحكومة التركية في نشر مثل هذه التقارير. توافق نادر يرى مراقبون أن هذا التجميد ربما يكون امتدادا لاتفاق وقف النار جنوب غربي سورية، بعد أن توصلت إليه موسكووواشنطن خلال قمة العشرين الأخيرة، مشيرين إلى أن هذا الاتفاق يعد نادرا بين القوتين العظميين اللتين تملكان مصالح إستراتيجية على الساحة السورية، فيما أعرب الطرفان مؤخرا عن استعدادهما لتطبيق اتفاق الهدنة في مواقع سورية أخرى. وتشير تقارير إلى أن هذه الاتفاقيات أعطت فرصة أكبر لتقارب القوتين في الأزمة السورية بعيدا عن النظام الإيراني وميليشياته، بعد أن أقحم نفسه لاعبا رئيسيا في الأزمة، ورعايته المشاورات السياسية في جنيف وأستانة. ووافق الرئيس الأميركي السابق أوباما على برنامج المساعدات للمعارضة السورية عام 2013، إلا أن تمدد التنظيمات المتطرفة وامتلاكها أراضي شاسعة في سورية والعراق، جعل الدول الغربية تركز جلّ مساعداتها على البرامج العسكرية، وإقامة تحالف دولي لدحرها من العراق وسورية وليبيا.