بينما توصل الجانبان الروسي والأميركي إلى اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، بدأ سريانه أمس، ويؤسس إلى مسار ثالث في الملف السوري، إضافة إلى مساري جنيف وأستانة، عدّت مصادر قيادية داخل المعارضة السورية المسلحة، أن هذا الاتفاق يمهد لتقويض نفوذ إيران في الجنوب السوري، في وقت تسعى ميليشياتها إلى جانب قوات النظام السوري، للاستحواذ على المناطق الحدودية، لتأمين ممرات برية آمنة تسمع لها بحرية التحرك بين العراق وسورية. وأوضحت مصادر المعارضة، أن هذا المخطط يأتي بعد رفض قوى المعارضة المتمركزة في الجنوب السوري، والمدعومة أميركيّا من المشاركة في أستانة 5 باعتبار أن طهران أحد رعاته، فيما رحبت قيادات معارضة أخرى بالاتفاق الأميركي الروسي، معربة عن أملها في أن يتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية. ضمانات الاتفاق بحسب مراقبين، يجب أن يتوصل الاتفاق الأميركي الروسي إلى التعهد بتطبيق ضمانات عدة لإنجاحه وتجنب خرقه، منها إطلاق المعتقلين، وانسحاب الميليشيات الإيرانية واللبنانية الموالية للنظام السوري في كل من درعا والقنيطرة والسويداء وغيرها، وضمان روسيا عدم دخول النظام إلى المناطق المحررة، فضلا عن إدخال كامل المساعدات الإنسانية والطبية إلى المناطق المتضررة.من جانبهم، يرى محللون أن موسكو ضغطت بشدة على نظام الأسد، لإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد في الجنوب السوري، تمهيدا للاتفاق الأميركي الروسي، في وقت صرح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، قبل التوجه إلى قمة دول العشرين، بأن بلاده مستعدة لمناقشة جهود مشتركة مع روسيا لتحقيق الاستقرار في سورية، بما في ذلك إقامة مناطق لحظر الطيران، ونشر مراقبين لوقف إطلاق النار وعمليات منسقة لتسليم مساعدات إنسانية، ولم يتطرق إلى إمكان وجود مفاوضات مع الإيرانيين. إنجاز دبلوماسي فيما يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب حربا مفتوحة مع وسائل الإعلام، ومزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية لمصلحته، أشارت تقارير إلى أن الاتفاق الذي تم الوصول إليه مع موسكو في سورية يعد إنجازا دبلوماسيا، ربما يزيد من حظوظه في استطلاعات الرأي المتعددة، وذلك بعد أن فشلت مساعي دبلوماسية الرئيس السابق باراك أوباما في التوصل إلى اتفاق وقف النار في سورية بشكل مستمر، رغم وجود الإمكانات اللازمة لذلك طوال السنوات الماضية. مخاوف التقسيم تتزايد المخاوف لدى بعض فصائل المعارضة المسلحة، من إمكان أن يمهد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، من عزل الشمال السوري عن الجنوب، تمهيدا لتقسيم البلاد وفق أسس طائفية وحزبية، في وقت لم تحدد المناطق في جنوب غربي سورية، المشمولة في هذا الاتفاق. كما ينتظر المراقبون التحركات التركية في الشمال السوري، والاستعدادات لشن حملات عسكرية ضد مواقع الميليشيات الكردية، مشابهة لعملية «درع الفرات» التي انطلقت العام الماضي، وذلك بالتزامن مع التقدم الذي تحرزه تلك الفصائل الكردية المدعومة أميركيّا في مدينة الرقة، وتضييقها الخناق على مسلحي تنظيم داعش. مؤشرات تراجع النفوذ * خسائر متعددة على الجبهات * انحسار نفوذ بعض المناطق * مقاطعة المعارضة لمحادثات أستانة * استبعاد طهران من المفاوضات الدولية * الضغط على النظام لقبول وقف النار