كشف تقرير أصدرته وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن الولاياتالمتحدة سلمت الميليشيات الكردية المتمركزة في سورية دفعة ثالثة من الأسلحة والذخائر، وهي خطوة يمكن أن تزيد من توتر العلاقات بين واشنطنوأنقرة. وأوضح التقرير نقلا عن أحد ممثلي الحزب الديمقراطي الكردي -رفض الكشف عن هويته- أن دفعة الأسلحة الجديدة تشمل صواريخ بأهداف حرارية مركزة مضادة للدبابات، بالإضافة إلى مدرعات عسكرية برية خاصة تستخدم في ظروف جغرافية وعرة. كما شملت الدفعة كمية كبيرة من الذخائر المختلفة وقطع غيار للآليات العسكرية المقدمة سابقا من الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أن هذه الدفعة جاءت بطلب مباشر من قوات سورية الديمقراطية. وبحسب مراقبين، تعد هذه الدفعة هي الثالثة التي تسلمها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى ميليشيات قوات سورية الديمقراطية الكردية، في وقت تعارض تركيا هذا التوجه وتؤكد أن الفصائل الكردية التي تقاتل في سورية ما هي إلا أذرع لحزب العمال الكردستاني المحظور والذي تخوض معه سلطات أنقرة حربا مفتوحة طيلة عقود.
تواطؤ الميليشيات في غضون ذلك، أكد خبراء أن عددا من الفصائل الكردية التي تقاتل داخل الأراضي السورية متواطئة بشكل كبير مع النظام السوري، بدليل تسليم ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي التي تعد الذراع العسكرية لحزب العمال الكردستاني في سورية أول أمس، 50 شابا من أبناء بلدات ريف حلب الشرقي لقوات النظام، وذلك بعد أن شنت حملة مداهمات واعتقالات في مدينة منبج، طالت عددا من الأهالي الذين نزحوا إليها بعد سيطرة قوات النظام على هذه المناطق في وقت سابق. وأوضحت المصادر أن الفصائل الكردية تقوم باعتقال الشباب والفتيان بهدف تسليمهم إلى النظام وتجنيدهم قسرا للقتال في الجبهات، مشيرة إلى أن التنسيق بين الطرفين وصل إلى درجة تسليم الأكراد عددا من القرى غربي مدينة منبج، والسماح للروس بإقامة قواعد عسكرية لهم كل من مدينة عفرين وكفر جنة، إلى جانب عمليات التنسيق الأخرى في الرقة وغيرها. رفض تركي في وقت أعلنت قوات سورية الديمقراطية الكردية مؤخرا أنها تستعد لانطلاق حملة تحرير ريف الرقة الشمالي لطرد تنظيم داعش بالتعاون مع التحالف الدولي، ترفض تركيا أي مشاركة لجيشها في عملية تحرير الرقة بسبب وجود الفصائل الكردية التي تعتبرها أنقرة أذرعا لأحزاب كردية انفصالية تهدد أمنها القومي. وأثار قرار الرئيس ترمب مؤخرا حول تسليح الميليشيات الكردية تحفظا شديدا لدى أنقرة، وأكدت واشنطن أن قرار التسليح يقتصر فقط على معارك الرقة وأنها تضمن عدم استخدامها في أي عمليات ضد تركيا. وتقدر بعض الإحصاءات المطلعة، أن عدد مقاتلي وحدات حماية الشعب في الشمال السوري يناهز 40 ألف مقاتل، في وقت كشفت مصادر عسكرية تركية، أن الجيش التركي يقوم بتدريب عناصر من الجيش الحر في الشمال السوري استعدادا لانطلاق مرحلة جديدة من عملية «درع الفرات» التي استهدفت تطهير الحدود التركية الجنوبية من التنظيمات المتشددة.