ينتظر أن تفرغ المقابلة الأخيرة التي أجراها المفكر الفلسطيني/ الأميركي أستاذ الأدب المقارن، إدوارد سعيد، قبيل وفاته وترجمها فريق من شبان عرب، وحقق نشرها بالعربية عبر "يوتيوب" أصداء واسعة، في كتاب قريبا سيصدر باللغة العربية، وفقا لأيمن الدريس الذي ترجم المقابلة بمشاركة الشابتين "آية علي" من مصر و"رهف الغامدي" من السعودية. إذ يعمل حاليا فريق العمل على تفريغ المقابلة وتحرير الترجمة قبل عرضها على مدقق لتكون جاهزة للنشر مع بداية السنة الجديدة. القصة والحقوق روى أيمن الدريس ل"الوطن" قصة ترجمة فيديو مقابلة إدوارد سعيد موضحا: شاهدت الفيديو من سنوات، وأنا معجب بكتاباته كثيرا، وقد اقترح أكثر من شخص أن أترجمه، منهم يوسف الصمعان، مؤسس موقع حكمة، المهتم بنشر ترجمات تطوعية للشباب، وكانت لي رغبة لكن الفيديو طويل جدا، وأنا كنت أدرس بالجامعة فتركته أشهرا حتى بداية السنة الحالية. سألت آية، ما إذا كانت لها رغبة في أن تشاركني الأمر، فوافقت، وبعدها انضمت رهف إلينا، وبدأنا نشتغل منذ يناير الماضي، لكن لثلاثتنا ارتباطات ومشاغل وترجمات أخرى، لذلك قررنا أن يكون لكل واحد منا وقتا ليشتغل على الترجمة. استمررنا حتى يونيو الماضي، وبعدها انشغلنا بالصيف ورمضان، ثم عدنا وأنهينا العمل في أغسطس، عملنا مدة 8 أشهر متقطعة لإنجاز العمل، لكنه أخذ من وقتنا كثيرا، خصوصا أن الفيديو الأصلي في "يوتيوب"، كان سيئا من نواح عدة، الصوت والصورة. وفيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية، راسل الصديق يوسف الصمعان، منتج المقابلة بهذا الخصوص، ولا أدري إذا كان قد رد عليه أم لا. لكن القانون الأميركي، ينص على أنه في حالة مراسلة صاحب المادة ثلاث مرات ولم يرد، يسقط عنه الحق على حد علمي، وقانونا نحن غير ملزمين ب"يوتيوب"، لأن هدفنا غير ربحي، أما في حال نشرت ككتاب فلا أعلم عن ذلك. وعن الآلية التي اتبعها فريق الترجمة، أوضح الدريس: بداية احتجت أن أرجع لكتاب الاستشراق، واقرأ من جديد وأيضا مذكراته، لأنه تحدث كثيرا عنها، وقد فعلت آية ورهف الشيء ذاته، مما ساعدنا كثيرا في فهم المواضيع التي تحدث عنها في المقابلة. تقنيا، كان الفيديو مرفوعا بقناة أمتلكها للعمل الجماعي. وقد أعطيتهن الأرقام السرية كي يتسنى لكل واحد منا الدخول والعمل تعديلا وإضافة، وكنت في بعض الحالات أستشير أصدقاء ملمين بشكل قوي بأفكار سعيد إذا واجهت أي غموض، وقال الدريس، صحيح أن أفكاره واضحة لكن في المقابلة تلاحظ أنه يقفز من موضوع إلى آخر، وأحيانا يسبب لنا كمترجمين نوعا من اللبس. أصعب المقاطع والأفكار "كنا نتوقع انتشار المقابلة بشكل كبير، وقد أخذت صدى أكبر من توقعاتنا، هكذا عبر الدريس ل"الوطن" عن ردود الأفعال تجاه عملهم، لافتا إلى أن أصعب المقاطع/ الأفكار التي واجهتهم في المقابلة التي امتدت 3 ساعات، هي تلك المقاطع التي يتحدث فيها عن كُتّاب ومؤلفين أو أحداث ما، كانت تتطلب منا بحثا كبيرا حتى نتأكد من ترجمتنا للأسماء والمصطلحات والجمل التي يذكرها، مثل حديثه عن تجربته مع الموسيقى وعوالم الموسيقين، والتي ربما تكون غائبة عن الثقافة العربية إلى حد ما، لكن لحسن الحظ أن رهف وآية ملمتان بالفنون والموسيقى أكثر مني، لذلك كانت مشاركتهما إنقاذا لي في الجزئيات المتعلقة ليس بالموسيقى فقط، بل حتى بالفنون والرسومات والروايات، لأنني أكثر إلماما بالمواضيع المتعلقة بفلسطين وحرب العراق والسياسة الأميركية داخليا وخارجيا. أما عن توزيع العمل بيننا الثلاثة، لم يكن هناك تقسيم جامد، في البداية كنا نأخذ أجزاء تراوح من 10 إلى 15 دقيقة لكل واحد منا. بعدها ومن دون تخطيط، أصبح كل من يجد وقتا ينجز ما معدله 10 إلى 20 دقيقة، ويراسل البقية بما ترجمه، لمراجعة الترجمة التي تمت مراجعتها عدة مرات، لعدم وجود نص للفيديو على الإنترنت، لذلك كانت الترجمة كلها سماعيا، وعن وجود هنّات بسيطة في العمل قال الدريس، اعتمدنا على أنفسنا، وطلبت آية، من أحد الأشخاص المساعدة، ووعدنا لكنه تجاهلنا. دور النشر تهمل الشباب يقول أيمن الدريس عن الأسباب التي دفعتهم إلى ترجمة مقابلة سعيد، "أكثر محفز لنا للترجمة كان شح المواد الثقافية الفلسفية، والإنسانيات، والسيكلوجي باللغة العربية، ويبدو أن حركة الترجمة إلى العربية هي الأضعف بين اللغات كلها، وحسبما سمعت، فإن المؤسسات الرسمية ضعيفة جدا في هذا الجانب، وهذا أحد أسباب محاولتنا جذب الشباب المهتمين بترجمة الأفلام، لاقتحام المجالات الأخرى التي أراها أهم. ويضيف الدريس، متناولا حركة الترجمة في السعودية، "هناك مبادرات فردية لكنني لا أعلم مدى فاعليتها، فكثير من المترجمين هواة، ويرفضون الارتباط بأي مؤسسة تفرض عليهم شروطا، وعلى الأغلب تصادر حريتهم نوعا ما، فيقع المترجم بين نارين، إما جهود فردية تضيف القليل فقط أو مؤسسات انتقائية. ويتطرق الدريس إلى دور "دور النشر" بقوله، حتى دور النشر لا تغني ولا تسمن، فهي تعتمد على اسم المترجم، لذلك فالشباب لا يتحمسون للعمل معها، ويركزون على ترجمة المواد التي تعجبهم، ونشرها عبر "يوتيوب" بعيدا عن تلك الدور. المترجمون * آية علي - مصرية * مهتمة بترجمة الأفلام والمقالات ومقاطع "يوتيوب" رهف الغامدي - سعودية * بكالوريوس - تسويق، جامعة الملك عبدالعزيز * بدأت بالترجمة قبل سنة تقريبا، مهتمة بمجالات السياسة والاقتصاد والفكر النسوي والفنون والآداب
أيمن الدريس - سعودي * بكالوريوس إدارة من أميركا * ترجم مقطعا قصيرا في "يوتيوب" ثم اكتشف وجود مجموعة من الشباب في "تويتر" تترجم * قرر قضاء أوقات فراغه بأميركا في الترجمة * عدد الفيديوهات التي ترجمها لقناته في "يوتيوب" 15 مقابلة إدوارد سعيد الأخيرة * سجلت قبل عام من وفاته 2003 * نهاية ربيع عام 2002 في مكتبه بجامعة كولومبيا في نيويورك * مدتها 3 ساعات ونصف الساعة * حاوره المخرج مايك ديب * محاور المقابلة: طفولته، حياته، أفكاره، مؤلفاته، عشقه للموسيقى، الكتب والتدريس، القضية الفلسطينية، خلافه مع ياسر عرفات، عملية السلام، الحياة اليومية للفلسطينيين