«نحن مجموعة من الشباب السوري الحر. لا ننتمي إلى أي جهة، نساهم في نقل صورة صادقة للعالم عمّا يجري في بلدنا في مسيرة رحلته نحو الحرية. نترجم من اللغة العربية وإليها، ونحاول تغطية الصحافة المكتوبة والمرئية»... هكذا تُعرّف مجموعة «المترجمون السوريون الأحرار» عن نفسها على صفحتها على «فايسبوك». منذ تأسيسه في أيلول (سبتمبر) الماضي، ترجم هذا الفريق ونشر أكثر من 150 مادة مكتوبة و 70 مادة مرئية على مدوّنته على الإنترنت وعلى قناته على «يوتيوب». «بدأت الفكرة بعد أشهر من انطلاقة الثورة»، تقول زين وهي من الأعضاء المؤسسين ومسؤولة التعاون الخارجي، وتضيف: «لاحظنا انتشار مقالات ودراسات عن مراكز أبحاث استراتيجية لها تجربة وخبرة في حركات التحرر والنزاعات، وتصدر بلغات أجنبية ما يحول دون انتشار تقاريرها كما ينبغي بين السوريين. هناك هوة كبيرة تفصل بين الإنتاج الفكري العالمي حول الشأن السوري، وبين ما تترجمه وسائل الإعلام العربية، المطبوعة والمرئية، ما دفعنا إلى طرح فكرة تشكيل فريق متخصص في ترجمة هذه المواد لتصبح في متناول أكبر فئة ممكنة من السوريين الذين بات في إمكانهم الوصول إليها من مصدر واحد وفي شكل دوريّ ومنظّم». وعن كيفية تشكيل الفريق ومأسسة عمله في مختلف بلدان العالم، يقول غسان، وهو أحد المؤسسين ويتولى الإدارة العامة: «عقدنا اجتماعات تأسيسية اتفقنا خلالها على التوجه العام وطريقة العمل وآلياته، ووزّعنا المهمات في ما بيننا، كلّ وفق مجاله، ونظّمنا الوقت الذي يستطيع كل منا تخصيصه لهذا العمل». بدأ الفريق عمله ب 14 عضواً، ليصل عدد الأعضاء اليوم إلى 43، يتوزعون بين الإدارة ومجيدي اللغات المختلفة والفريق التقني، إضافة إلى «أصدقاء المترجمين السوريين الأحرار» الذين يساهمون في العمل من حين إلى آخر. ويترجم الفريق أساساً إلى اللغة العربية، من الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، كما تُترجم مواد كثيرة من العربية إلى اللغات المذكورة إضافة إلى الروسيّة، لإيصال صوت الثورة إلى الرأي العام الغربي، باختلاف مواقف الحكومات والإدارات من هذه الثورة، بهدف الإضاءة على جوانب قد لا يتناولها الإعلام الأجنبي أو لا يفيها حقّها من التغطية المفصّلة، لا سيما باللغة الروسية بسبب موقف الحكومة الروسية الرافض، حتى الآن، إسقاط النظام في سورية. كما ينوي الفريق تفعيل الترجمة من العربية إلى الإسبانية تحديداً من أجل «مدّ خطّ تواصل مع دول الحلف البوليفاري التي تبدي موقفاً مخيباً للآمال من ثورة الحرية في سورية»، وفق غسّان. هيكلية افتراضية يشرح محمد، منسق الفريق، آلية العمل قائلاً إنه يبدأ باختيار المواد التي «نعتقد أنها مهمّة، بناء على اقتراح أحد الأعضاء، فتُحوّل إلى فريق التحرير الذي يعاينها ويضعها على جدول المهمات إذا ارتأى أنها مناسبة، كما نتلّقى اقتراحات من متابعي إنتاجنا عبر الصفحات التفاعلية لمجموعتنا على الإنترنت وعبر البريد الإلكتروني». هكذا، تسير المواد المكتوبة والمرئية-المسموعة في مسارات مختلفة ودقيقة، قبل أن تصل إلى المتلقي في صيغتها النهائية. يقول محمد: «نبدأ باقتراح المادة على الفريق المتخصص في لغة هذا المقال أو ذاك الفيديو (إنكليزية، ألمانية، روسية، وغيرها...)، فيقرأه أعضاء فريق التحرير أو يشاهدونه قبل إعطاء الضوء الأخضر لترجمته، فيمرّر إلى منسق فريق لغة معينة، وهو بدوره يرسله إلى المترجم، ومنه إلى مدقق لغوي يعدّ الصيغة النهائية للمادة. وأخيراً يتولى الفريق التقني نشرها على الإنترنت أو تحميلها على قناة المجموعة على يوتيوب إذا كانت مرئية». أما «تسويق» المواد، فهو مهمّة التقنيين، إضافة إلى كل أعضاء «المترجمون السوريون الأحرار» لتوسيع دائرة متلقّي المواد، عبر المدوّنة أو «يوتيوب»، إضافة إلى صفحات «فايسبوك» و»تويتر»، وأيضاً عبر صفحات الأفراد في مواقع التواصل الاجتماعي. «لم نفكر عملياً بعد في مستقبل المجموعة بعد سقوط النظام»، تقول زين، ثم تستدرك: «أتوقع أن يجتمع الفريق للتفكير في المستقبل في هذه الحالة، كما أخذنا كل قراراتنا حتى الآن في شكل جماعي وبعد نقاش، لكن، على الأقل، ستكون الأجواء إيجابية وبعيدة من الألم الذي نعيشه جراء المآسي والمجازر في حق أهلنا». هكذا، تغدو الترجمة هنا فعل احتجاج ونشاطاً سياسياً إيجابياً، في إطار المساهمة في صوغ الرأي العام العربي والعالمي، خصوصاً حين يضطلع بذلك متطوعون، لا مؤسسات متخصصة وذات موازنات. فهؤلاء المترجمون، ثوار أيضاً، يعملون «تحت الأرض»، مثل المصوّرين غير المحترفين الذين ينقلون صور سورية اليوم إلى شاشات العالم. لُغاتُهم أسلحتهم، وأَجرُهم حرية يصبون إليها ولو بعد حين. مدوّنة «المترجمون السوريون الأحرار»: freesyriantranslators.net قناتهم على «يوتيوب»: youtube.com/user/freeSyrianTranslator صفحتهم على «فايسبوك»: facebook.com/freeSyrianTranslator حسابهم على «تويتر»: FreeSyrianTranslator@