تدرس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، إمكانية تدمير الترسانة السورية في البحر، وذلك بعد أيام من رفض دول أوروبية طلبا أميركيا بتدمير تلك الأسلحة على أراضيها. وقال دبلوماسيون غربيون ومسؤول بالمنظمة في لاهاي، إنه يجري بحث تنفيذ تلك المهمة على متن سفينة أو منصة في عرض البحر، مؤكدا أن "الشيء الوحيد المعروف حاليا هو أن ذلك قابل للتنفيذ من الناحية الفنية"، ومشيرا إلى أن اليابان دمرت من عدة سنوات مئات القنابل الكيماوية في منشأة بحرية. كما أعلن رالف تراب المتخصص المستقل في نزع الأسلحة الكيميائية أن اقتراح تفكيك الأسلحة في البحر كان لا بد أن يظهر كخيار عند نقطة ما في ظل الأوضاع المحيطة. وأضاف "إقامة منشأة لتفكيك الأسلحة على متن منصة عائمة ربما لا يختلف كثيرا عن تدمير الولاياتالمتحدة لمعظم ترسانتها الكيماوية في المحيط الهادي في حقبة التسعينات من القرن الماضي". إلى ذلك، واصلت قوات النظام قصفها أمس لمنطقة القلمون شمال دمشق، بعد أن سيطرت أول من أمس، على بلدة قارة المهمة في المنطقة. وقالت شبكة شام إن انفجارات قوية وقعت في أطراف مدينة النبك، مشيرة إلى استهداف الجيش الحر مبنى الأمن العسكري، وحاجز الجلاب في أطراف مدينة دير عطية. وأضافت أن بلدة يبرود تعرضت بدورها أمس لقصف مدفعي عنيف، قالت لجان التنسيق المحلية، إنه استهدف منطقة ريما في البلدة. كما شمل القصف المدفعي فجر أمس بلدات أخرى في القلمون، بما في ذلك بلدات مضايا والزبداني وبقين، حسب شبكة شام ولجان التنسيق. وكانت القوات النظامية السورية أعلنت أمس أنها استعادت بلدة "قارة" التي تقع بمنطقة القلمون على مسافة 80 كلم شمال دمشق بالقرب من طريق سريع يربط العاصمة بحمص والساحل. وقالت في بيان إنها قتلت أعدادا كبيرة من الثوار الذين كانوا في البلدة. وأضافت في بيان أن استعادة قارة عززت إحكام السيطرة على خطوط الإمداد والمعابر الممتدة حتى الحدود مع لبنان، وسمحت بإغلاق طريق تهريب السلاح الذي كانت تستخدمه المعارضة. وكانت القلمون قد شهدت أمس تفجير سيارتين مفخختين، إحداهما أمام مبنى الأمن العسكري، والأخرى أمام حاجز عسكري، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان. إن التفجيرين نفذهما جهاديون ينتمون إلى جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، غداة سيطرة القوات النظامية على بلدة قارة الواقعة كذلك في هذه المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية. ولم يتمكن المرصد الذي وصف الانفجارين بأنهما "عنيفان وهزا مدينة النبك وطريق دمشق حمص الدولي"، من تقديم حصيلة لضحايا الانفجارين. وبدوره، قال مصدر أمني إن "عناصر الحاجز أوقفوا سيارة اشتبهوا بها، مما حدا بالسائق الذي كان انتحاريا ويضع حزاما ناسفا، إلى الهرب، إلا أن عناصر الحاجز تمكنوا من ملاحقته وأردوه قتيلا"، مشيرا إلى أن السيارة انفجرت بعد ذلك. أما في حلب، فقد تواصلت المعارك العنيفة في محيط مطار المدينة وداخل أحيائها، رغم التقدم الذي حققته القوات النظامية في الأيام القليلة الماضية. وقالت شبكة شام، إن الجيش الحر وفصائل أخرى معارضة اشتبكوا أمس مع القوات النظامية في محيط المطار، الذي تعرض أيضا إلى قصف بعدة صواريخ، بينما تتواصل الاشتباكات أيضا في حي صلاح الدين.