قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان «حزب الله» حشد آلاف المقاتلين على الجانب اللبناني من حدود سورية بالتزامن مع الهجوم الذي بدأته قوات الرئيس بشار الأسد، تمهيداً ل «معركة القلمون» بين دمشق وحدود لبنان. وأضاف «المرصد» ان اشتباكات عنيفة بدأت امس على الطريق بين دمشق وحمص في وسط البلاد من جهة مدينتي النبك وقارة «ما ادى الى إعطاب آليات للقوات النظامية وقطع الطريق الدولي وسط استقدام القوات النظامية والكتائب المقاتلة تعزيزات الى المنطقة ترافق مع قصف الطيران الحربي محيط مدينة قارة ومنطقة الجبل الشرقي من مدينة دير عطية». وزاد «المرصد» ان معلومات مؤكدة وصلت اليه عن «حشد حزب الله آلاف المقاتلين على الجانب اللبناني من الحدود مع القلمون في اطار مشاركته بما يعرف بمعركة القلمون الكبرى، في مقابل معلومات ايضاً عن حشد «جبهة النصرة» و «الكتائب المقاتلة» آلاف المقاتلين تحضيراً للمعركة التي بدأتها قوات النظام في مدينة قارة قرب المدخل الشمالي لدمشق. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» ان «العمليات الجارية في القلمون تشكل تمهيداً لمعركة كبيرة»، لافتاً الى «استقدام القوات النظامية والكتائب المقاتلة تعزيزات الى المنطقة». وقصف الطيران الحربي السوري محيط مدينة قارة. وقال «المرصد»: «شن الطيران الحربي الغارة الجوية الثامنة على محيط مدينة قارة. وقصفت القوات النظامية مناطق في مدينتي يبرود والزبداني وجرد تلفيتا ما ادى الى سقوط جرحى». في المقابل، قال مصدر امني في دمشق رداً على سؤال ل «فرانس برس» ان المواجهات في قارة ناتجة «من عمليات يقوم بها الجيش السوري لمطاردة بعض الفلول الهاربة من مهين» في ريف حمص الجنوبي الشرقي. وتبعد مهين 20 كيلومتراً شرق قارة. وكان مقاتلو المعارضة استولوا خلال الاسبوع الماضي على جزء من مستودعات اسلحة موجودة على اطرافها ومناطق محيطة، لكن استرجعتها قوات النظام أول من امس بعد معارك طاحنة. ونزح آلاف السوريين خلال الساعات الماضية من قارة الى مدينة دير عطية القريبة الواقعة تحت سيطرة النظام، وخصوصاً الى بلدة عرسال في شرق لبنان الحدودية مع سورية. وقال عضو المجلس البلدي في عرسال احمد الحجيري في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «وصلت حوالى الف عائلة الى عرسال منذ الجمعة». وأضاف: «نحاول تأمين اقامتهم في منازل بعض سكان البلدة وفي خيم، لكن من المستحيل تأمين كل حاجاتهم». وتابع: «نحتاج الى مساعدة طارئة وملحة من المجتمع الدولي لتأمين المساعدات». وأشار الى ان العائلات تعبر الحدود في سيارات او على دراجات نارية او سيراً على الاقدام، متوقعاً «وصول المزيد خلال الايام القادمة مع تصعيد المعارك في القلمون». على صعيد آخر، قتلت امرأة في وسط دمشق اليوم الاحد نتيجة سقوط قذائف هاون على حيي القصاع والعباسيين. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاعتداءات بالهاون تسببت ايضاً بأضرار مادية. وأشار «المرصد» الى ان الطيران الحربي شن اربع غارات على الاقل على مناطق في حي جوبر. و «دهمت القوات النظامية منازل مواطنين في منطقة أبو جرش على أطراف حي القابون». ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على اطراف مدينة معضمية الشام في جنوب غربي دمشق، وسط قصف من قبل القوات النظامية على مناطق في المدينة. كما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في بلدة بيت سحم في ريف دمشق. وفي شمال البلاد، أفاد «المرصد» عن سيطرة القوات النظامية «مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني ومقاتلين من لواء ابو الفضل العباس الذي يضم شيعة من جنسيات سورية وأجنبية» على كل الطريق الواصل بين مطار حلب الدولي ومعامل الدفاع قرب السفيرة (شرق حلب)، باستثناء منطقة صغيرة معروفة ب «معامل البطاريات والكابلات تسيطر عليها الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش). ويندرج ذلك في اطار سلسلة المكاسب العسكرية حققتها قوات النظام على الارض خلال الاسابيع الماضية في ريف حلب لا سيما الى شرق مدينة حلب. في المقابل، أعلن «لواء التوحيد» بالإشتراك مع لواء «أمجاد الإسلام» عن استهداف بواسطة صواريخ «السهم الأحمر» و «الكاتيوشا» مروحيتين داخل مطار النيرب العسكري في حلب وثلاثة مستودعات ذخيرة ووقود، ما أدى إلى تصاعد ألسنة النار واللهب في سماء المنطقة. ورافق ذلك إعلان «لواء التوحيد» امس «النفير العام» لكافة أفواجه في المنطقة الشرقية استكمالاً لإعلان النفير العام في المنطقة الشرقية. وقال «المرصد» ان الكتائب المقاتلة استهدفت بقذائف الهاون مطار حلب الدولي و «معلومات عن اندلاع النيران داخل المطار». كما استهدفت مطار النيرب العسكري بصواريخ موجهة مما اسفر عن تدمير طائرة مروحية، في وقت فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة وفي شكل مكثف على منطقة النقارين وحي طريق الباب ومحيط «اللواء 80» الذي يعتبر نقطة حماية لمطار حلب وتبادل قوات النظام ومقاتلو المعارضة السيطرة عليه. وتابع «المرصد» ان اشتباكات دارت «بين القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني ومقاتلين من قوات الدفاع الوطني من طرف والدولة الاسلامية في العراق والشام وكتائب اسلامية مقاتلة في محيط منطقة المعامل على طريق السفيرة مطار حلب الدولي»، لافتاً الى استمرار قصف قوات النظام احياء الجلوم - العقبة - السقيطة في حلب القديمة. وفي شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» ان طائرة مروحية تابعة للقوات النظامية انفجرت في سماء قرية الشيخ جاسم في غرب مطار الطبقة العسكري في الرقة مع توفر معلومات أولية عن مقتل طاقم الطائرة بينهم ضابط».