كشفت واقعة ظريفة رواها ل"الوطن" رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري، تساؤلات عن حجم المخفي في النشاط الطباعي للأندية الأدبية، الذي يعده كثير من المراقبين أنموذجا قويا للهدر المادي في هذه الأندية، في ظل تدني مستوى الطباعة، وسوء التوزيع، بينما يبقى الحكم القيمي للمستوى الفني مختلفا حوله. ويرى مراقبون أن مساحة الالتفات لقضايا الطباعة والنشر، يكاد يكون مسكوتا عنها في نقاشات المشهد حول لائحة الأندية الأدبية، أو تكون من النقاط العابرة لا يتوقف عندها كثيرا. قبل أيام تقدم لإدارة أدبي الأحساء، أب طالباً نشر مجموعة قصصية لابنته، أسوة بإصدار النادي كتابا لإحدى الأديبات في الأحساء – تحتفظ "الوطن" باسمها-. النادي أبلغ الرجل، بأن الموافقة على النشر تمتد ل4 أشهر، فرفض الرجل الانتظار. الدكتور الشهري وهو يشير إلى أن "الغيرة النسائية" قد تتدخل في الإصدارات بين الأديبات في الأحساء، قال إن ناديه يجري حالياً تدقيقا للتأكد من صلاحية النشر باسم النادي، لافتاً إلى أن الفترة الزمنية لمراجعة كل مخطوطة بواسطة لجنة تحكيم متخصصة في مواضيع المخطوطة تستغرق فترة تمتد ما بين 3 إلى 4 أشهر لإصدار توصيات اللجنة، مبينا أن أي مخطوطة تصل للنادي تأخذ دورها في أعمال التدقيق دون تقديم مخطوطة على أخرى أو مؤلف على آخر، فالجميع يعامل معاملة واحدة في ترتيب إجراءات نشر الكتاب . إلى ذلك اعتمد مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي مبلغ 200 ألف ريال من "الإعانة" سنوياً لنشر نحو 12 إصدارا في كل عام، ويتهيأ حاليا لنشر نحو 4 إصدارات جديدة، بجانب إعادة نشر ألف نسخة جديدة من الديوان الفائز بجائزة أبها، "شفة توت" للشاعر ناجي حرابة. الشهري أوضح في تصريحاته إلى "الوطن": أن التكلفة المادية لنشر الكتاب الواحد تتجاوز ال 15 ألف ريال بواقع ألفي نسخة من كل كتاب، بالإضافة إلى أجور لجان التحكيم والنقل والتحميل، لافتا إلى أن لدى لجان التحكيم في الوقت الحالي نحو 60 مخطوطة، يجري تدقيقها للتأكد من صلاحية نشرها. وأكد الشهري حرص النادي، على الاستعانة بمحكمين من داخل المملكة بهدف سرعة الإنجاز. بعد إجازة لجنة التحكيم - التي تعمل بشكل "سري" - في حالة الموافقة النهائية، أو إجراء التعديلات المطلوبة بناءً على تقرير اللجنة المحكمة، يلتزم النادي بنشر المخطوطة، مشددا على أن المعيار الوحيد لنشر أي كتاب، هو ما يضيفه هذا الكتاب للثقافة المحلية والإبداع، بالإضافة إلى نشر الدراسات الأكاديمية "العليا"، مبيناً أن هناك إصدارات لمؤلفين غير سعوديين، وأن النسبة العظمى من المؤلفين لإصدارات النادي هم سعوديون، مع التركيز على فئة الشباب "ذكوراً وإناثاً".