أنا من أنصار خروج المرأة للعمل مساهمةً في تنمية وطنها والمشاركة بفاعلية في كل الأنشطة التي تستطيعها دون حرج أو معاناة، لأنها لم تكن في مفهوم الإسلام الحق حبيسة المنزل تنتظر أوبة «أبوالسباع» أو القبر! أقول ذلك ولديّ ولله الحمد ثلاث بنات تربيْن على أن يكنّ لهنّ الاستقلالية المالية والإرادة في إدارة حياتهنّ، ولكل واحدة منهنّ بطاقة هويتها الوطنية وسبقتهن إليها أمهنّ، وأنا بالنسبة لها زوج ولهنّ أب في وظيفة مستشار متقاعد بلا مرتبة ولا مرتب! مع ذلك أجد صعوبة في فهم استخدام المكياج بإفراط في ساحات العمل واللقاءات، حيث في منظوري أنّ الزينة حق للمرأة ولكن في حدود بيتها وزوجها ومحارمها والمجتمع النسائي، لأنّ للزينة رسالة واضحة تبعثها الأنثى ليس مكانها بالتأكيد مجالات العمل واللقاءات العامة سواء في الأماكن العامة أو على الشاشات! في كتاب لي سيصدر قريباً إن شاء الله ضمن منظومة مائدة العروسين، رأيتُ أنّ هناك دورين للرجل والمرأة: عاماً وخاصاً، وتعريف الأول أنه كل ما يجري خارج المنزل كالعمل والعلاقات العملية وعلاقات الطرفين بالأهل والأقارب والأصدقاء، والخاص وشَبَّهْتُه بالمودة والرحمة والعلاقة العاطفية بين الذكر والأنثى! ويتضح من المنظرين أين تستوجب أن تكون الزينة وأين ينبغي أن تختفي، وهي ظاهرة لكل ذي بصر وبصيرة. ماذا يعني المكياج المبالغ فيه لموظفة أو لمثقفة أو لمذيعة أو ما شئت من الأدوار والأعمال، وهو –المكياج- الذي يتطلب وقتاً لتقدم المرأة نفسها كأنثى بدرجة امتياز لتلفت الأنظار إليها بشدة لدرجة الاشتهاء ممن تقع أنظارهم عليها، فأين رسالتها به؟ هل ستقنع نفسها أنها ذاهبة للعمل أم لمكان آخر؟ وهل تريد إنصافاً من النقاد لمنتجها الأدبي، أم ماذا؟ وهل تريد أن يستمع المشاهدون إلى آرائها أم يستمتعون بجمالها وزينتها التي تسحر الألباب؟! إنني بالتأكيد أحسن الظن في بنات وطني وغيرهنّ، ولم تكن هذه الكتابة انسياقاً وراء أحد، كما أنه ليس من شيمي توجيه اتهامات أو تجريح، لأنّ لديّ بنات أحرص على سمعتهنّ، ولكني أفكر بصوت عالٍ محاولاً أنْ ألفت النظر لتطبيق المقولة: لكل مقام مقال، فعلينا أن نقطع دابر ألسنة السوء، حرصاً على كرامة النساء.