إن تولي المرأة العربية الولاية العامة (الرئاسة، الوزارة، القضاء، الإفتاء، عضوية البرلمان) من الأمور المهمة والمختلَف حولها. وهذه الدراسة تحاول إعادة النظر في دور المرأة العربية في المجتمع في ظل تحوّلات السياسة العالمية والاجتماعية، التي أفردت نماذج عديدة لنساء كثيرات نجحن في رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة وغير ذلك من الولايات العامة. ومن الطبيعي أن تهتم الدول بأمر الولاية؛ لأن صلاحها منعقد بصلاح الوالي. وإسناد الولايات العامة إلى المرأة يحتاج إلى وقفات مع نصوص الكتاب والسنّة وأحكام الفقه، مقارنة بالقوانين المعمول بها في الدول العربية. وهذه الدراسة تمعن النظر في تولي المرأة الولاية العامة من خلال دراسة تحليلية، مقارِنة بين الآراء الفقهية والقوانين العربية على اختلافها، خاصة بعد أن كثر الحديث في هذا الموضوع؛ فقد كان أكثر المتكلمين فيه بين مبالِغ في التقنين يريد سدَّ جميع أبواب المشاركة العامة أمام المرأة العربية، وبين مبالِغ في فتح هذا الباب على مصراعيه دون مراعاة ثوابت الإسلام وثقافة المجتمعات العربية. كما تكشف الدراسة ما لحق ببعض القوانين العربية من تطوير تجاه تمكين المرأة من الولاية العامة، وتُظهر العوامل التي تساعد على زيادة مشاركتها في السياسة، والمعوقات التي تمنعها من ذلك يدور الكتاب حول تحولات الخطاب الدعوي العصري وعمليات تسييس الدين وتوظيفه في التحريض المذهبي، إلى جانب محاولات «تسليع» الدعوة وربطها بقيم السوق، ومن ثم استغلالها في الإشهار التجاري عبر بعض القنوات الفضائية الدعوية. محاور يطرحها الكتاب بمنهج نقدي صارم. كما يحذِّر من مخاطر تقنيات الاستقطاب والاستحواذ بين الفضائيات الدينية التي تؤدي في المحصلة إلى تقديم نسخ مبتورة من الخطاب الديني الإسلامي، وتساهم في تشويه صورة الإسلام نفسه، وهذا ما يتضح بجلاء في تحليل عينة من القنوات الفضائية الدعوية، سواء كانت سنية أو شيعية، سلفية أو إخوانية. الكتاب تأليف محمد أحمد أبو الرب، وهو من إصدارات «دار المسبار». تقترب رواية «سجين المرايا» من الذات الإنسانية ونوازعها الخفية، فيزاوج ببراعة ما بين أطروحات النقد السردي الحديث وتقنيات علم النفس والتحليل النفسي ليصوغ فيه مركباً نقدياً يسعى إلى استكناه قضايا متعددة منها: الوطن الآخر المحتل، العقاب والثواب، القيم والمثل، الحزن والوحدة الذكريات والتداعيات، وهي في مجموعها خطابات أو رسائل يحدد فيها الروائي تصوره لذاته في علاقتها بالكتابة ومن ثم يجنح إلى الاهتمام بسؤال فعل الكتابة، حيث يبدو الإلحاح على التجريب مطلباً قوياً بما يعنيه ذلك من انكباب على مسألة الذات حكاية بطلها «أشبه بالفيلم السينمائي». يذكر بأن رواية «ساق البامبو» للسنعوسي فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية عام 2013م، حيث اختيرت من بين 133 رواية عربية تقدمت للمنافسة من مختلف أنحاء العالم العربي في الدورة السادسة من هذه الجائزة التي تعد أهم الجوائز التي تكرِّم الرواية العربية، وتأتي الجائزة بشراكة بين مؤسسة جائزة «بوكر العالمية» في لندن، ودعم من هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في الإمارات. توحي الرواية للقارئ من اسمها بعُمق ما بداخلها من فصولٍ وأحداث، وما حوته من وثائق ومعلومات أصيلة.. رواية اكتسبت تميزاً انفردت به دون غيرها من رواياتِ هذه الأيام، نتيجةً لتناول صاحب الرواية فكراً وواقعاً ثقافيّاً يعايشه أفرادٌ يسكنون في المجمَّعات الخاصَّة، ويتوشَّحون رداء الظلام، ويكتسون ثياب العلم والمعرفة المزيفة، ويتدثَّرون بحبِّ العم سام! الرواية تبرز فصولاً خطيرة لبعض ما يدور في حلك ظلمات «المجمع الثقافي» الذي يديرهُ سيدهم «توماس» بكامل الأعضاء والخدَّام والحراس والمنبطحين، وكل أولئك الذين يقدمون التسهيلات والتدابير الممكنة لسلامة «المجمع» وسُمعته وأجندته. وما يميِّز هذه الرواية ترابطها المحكم، وقوَّة السرد الروائي وتتابعها في قالبٍ رفيع، مع أن الروائيَّ فصل في سرده بوضع لافتات تشيرُ إلى دلائل مهمة، وترمزُ إلى أبعادٍ قويَّة تفيد في صياغة المرحلة، والتعاطي الجيِّد مع العمل الفني المقروء «الرواية».