حين فكرت أن أحاور الزميل طامي السميري بعد أن أخرج كتابه " الرواية السعودية.. حوارات وأسئلة وإشكالات" وقدمه له الناقد الأهم الدكتور عبدالله الغذامي، جالت في خاطري بعض الأفكار، وهي : كيف أحاور زميلاً معي في نفس الصحيفة ويمتهن التحرير الثقافي، وكيف أنصب له فخاخاً من الأسئلة وهو الذي تمرس على نصبها في محاوراته في هذا الكتاب، إلى جانب قدرته على المراوغة بمهارة مع محاوريه، ولعل مرد ذلك تجربته الطويلة في الصحافة الثقافية وقراءاته العميقة، بل وشهادة الدكتور الغذامي له بأنه:(ناقد مثلما هو صحفي وباحث مثلما هو مستطلع وحامل رأي مثلما هو حامل سؤال، وهذه ميزة تخصص فيها طامي وسخر جهده لها). لكني رغم كل ذلك إرتأيت أن أضم هذه التجربة الرائعة للسميري بعد قراءة متأنية لكتابه، ما جعلني أخرج بكم كبير من الأسئلة الشائكة. واليوم أقعدت الزميل طامي وظللت أرشقه بالأسئلة مثلما كان يتلذذ في رشقها على محاوريه حاصداً منه كماً كبيراً من الإجابات التي هي أقرب إلى الإعترافات عن الرواية المحلية وحملت إشارات نقدية هامة فإلى تفاصيل الحوار. - عندما نرصد الأسئلة في الحوارات التي ضمها كتابك (الرواية السعودية – حوارات وأسئلة وإشكالات) هل نستطيع أن نقول أن بعض أسئلتك كانت محمّلة بإشارات نقدية؟ = بحسب عبارة الدكتور عبدالله الغذامي في مقدمة الكتاب (وكل سؤال هو شاهد على ثقافة ووعي مما يجعل العمل الصحفي الذي تصدى له طامي عملا نقديا أيضا، وإن ساق الأمر على صيغة سؤال موجه للضيف، لكن السؤال نفسه قضية ومعرفة وثقافة) يبدو الأمر كذلك. وإن كنت أرى أن تلك الإشارات تنطلق من حس القارئ الناقد، ففي تصوري أن كل قارئ بداخله ناقد، لذا مضيت في طريق الأسئلة، ومع تراكم والحوارات أعتقد أنني تدربت على فن السؤال. وبهذه المناسبة أشكر الدكتور عبدالله الغذامي على تفضله بكتابة مقدمة الكتاب التي كانت تحمل طابع الدراسة النقدية لحركة الرواية السعودية. - ذكرت في مقدمة الكتاب أن النصوص الروائية التي جاءت كانت أقرب ما تكون للخطاب الاجتماعي منها إلى الخطاب الإبداعي، ألا يعدّ ذلك إجحافاً في حق منجزنا الروائي الذي استوقفت تقنياته العالية طائفة من النقاد وعقد له العديد من الملتقيات؟ = لا يمكن إغفال التقنيات السردية لدى رجاء عالم، عبده خال، يوسف المحيميد، عواض شاهر، فهد العتيق في تجربته كائن مؤجل وأعتقد أن هذه الأسماء هي الأكثر تمرساً على مستوى التقنيات السردية على مستويات تقنيات السرد ويمكننا ملاحظة المغايرة في هذه التقنيات بين نصّ وآخر. لكن الإشكالية تكمن في أن بعض هذه التجارب وغالبية الروايات تتضمن مضامين باهتة لا زال لدى الروائي السعودي شغف بمطاردة الموضوعات الاجتماعية التي يظن أنها تستفز القارئ وتجلب الشهرة والأضواء. الروائي لدينا يريد أن يصبح واعظاً جديداً. هذه الرؤية تفسد الفن الروائي، وربما لاحظنا أن هناك تسابقاً على اصطياد الحالات الاجتماعية التي لم تكتب. لذا فإن كثيراً من الروايات السعودية سقطت فنياً بسبب موضوع الرواية. - يقول الدكتور عبدالله الغذامي في المقدمة أن الرواية تجعل من الجسد مادة رئيسية للسرد وتعري المكتومات الجسدية والنفسية والروحانية. إلى أي مدى لعبت الرواية في المملكة دور التمرد بتميز؟ = أختلف مع الدكتور عبدالله الغذامي في مسألة أن الرواية السعودية لعبت دور التمرد، في تصوري أن فورة الرواية السعودية لم تكن نتاج حالة فنية، بل هي نتاج اللحظة التي جاءت متزامنة مع ثورة الانترنت والفضائيات والاتصالات، ونستطيع أن نقول أن الروايات أوجدت مساحة للفضفضة والبوح، لكن هذا البوح الروائي حتى وإن كان يحمل صفة الجرأة الظاهرية إلا أنه محمل بالرهاب والخوف وفي تصوري البوح العمومي لا ينتج جرأة حقيقية. لذا إذا ما اقتربنا من حكاية الجسد في الرواية السعودية فسنجد أنّ هذا الجسد موصوف عن بعد، مكتوب بخوف، موجود بمواربة، مواربة الرهاب وليس مواربة الفن، موضوع كحالة إثارة مزعجة، الجرأة الفنية الحقيقة غائبة، لذا الرواية لدينا تتجرأ على القضايا الاجتماعية المثيرة، لكنها لا تجرؤ من الاقتراب من الذات. وما لم يكن البعد النفسي عميق في النص فأننا لن نظفر برواية متمردة. كثير من الروائيين والروائيات توهموا أن العناوين المثيرة والموضوعات الاجتماعية للرواية قد تحقق لهم الانتشار، وهذا التوهم لم يعد مناسباً الآن – القارئ الآن يريد رواية يستلذ بها، الخطابات الاجتماعية في الرواية لم تعد تحقق الانتشار. - يذكر الناقد محمد العباس أنك أردت ترغيب القارئ في امتلاك سلطة الاشتراك في تشكيل النص والتلويح للمبدع بوجود من يحق له المساءلة إلى جانب التلذذ، إلى أي حد كان الأمر ذلك؟ = أتصور أن الجدل بين القارئ والمبدع حول النص كان مفقوداً وغائباً في مشهدنا الثقافي. فمرحلة الحداثة بنصوصها الشعرية مرت دون مساءلة نقدية. كان الجدل خارج النص، وربما تكون طبيعة الصراع الذي حدث في تلك الفترة قد غيّب هذا البعد، ثم جاءت قصيدة النثر ومرت بسلام والآن لا يتم تذكرها إلا بأنها حكاية أصدقاء تهادوا القصائد، وكذلك القصة القصيرة التي كانت وما تزال الفن السهل لكل من أراد أن يسجل اسمه مبدعا في المشهد. ثم جاءت فورة الرواية والتي تزامنت مع مرحلة المنتديات، وهذه المنتديات عملت على تقليص المسافة بين المبدع والقارئ، وأنا نتاج هذه الحالة . لذا فإن عبارة الناقد محمد العباس معبرة جداً، وأعتقد أنني كنت محظوظاً في مسألة قبول المبدع بنوعية هذه الأسئلة التي تستفزه الاستفزاز الإيجابي الذي يجعله يتحدث عن نصه ويتأمله ويعيد اكتشافه من جديد. - هناك روايات صدرت متزامنة مع الروايات التي حاورت كتابها، لكننا لم نجدك محاوراً لها في صفحات هذا الكتاب والأمر ينسحب أيضاً على جمهرة من النقاد الذين تخصصوا في قراءة الأعمال الرواية في السنوات الأخيرة واقترن اسمهم بنقد السرد أمثال عبدالعزيز السبيل وحسن النعمي وسحمي الهاجري وفايز أبا ومبارك الخالدي لماذا هذا الامعان في التهميش ؟ = أعتقد المكسب لي في الحوار عن كل رواية تصدر محليا، لكن ما أقوم به هو جهد فردي..وللجهد حد، لذا من الصعب تغطية كل ما يصدر محلياً من روايات. والزمن قد يسمح بالتحاور مع الكثير من الروايات، أما الأسماء النقدية التي ذكرتها فالدكتور عبدالعزيز السبيل عرضت عليه فكرة الحوار، ولكن طلب تأجيله بسبب أن منصبه الحالي لم يعد يجعله يلعب دور الناقد، الدكتور مبارك الخالدي من أعمق الأسماء النقدية لدينا، ولكنه يرفض فكرة الحوار. وفايز ابا ظرفه قد لا يسمح بالحوار. أما الدكتور حسن النعمي وسحمي الهاجري فسيكون الحوار معهما قريبا. أعتقد أنني بهذه الإجابة نجوت من تهمتك بالإمعان في التهميش. - ألا يمكن القول أن الرواية السعودية أضحت تياراً واضح المعالم بإمكانها التأثير في مسيرة الرواية العربية في السنوات القادمة؟ = الرواية العربية ليست حالة سردية واحدة، لذا لا أتصور أن من شأن أيّ منجز روائي لأي بلد عربي أن يؤثر في الآخر. أيضا الكثافة في الإصدارات الروائية تجعل الجميع رهن (سباق المسافات السردية الطويلة). الأمر الآخر أنه لم يعد لدينا على المستوى العربي روائي بحجم نجيب محفوظ أو عبدالرحمن منيف. الرواية العربية كيانات سردية مستقلة ومتباعدة ومتنافرة . وعلى الرواية السعودية أن تمنح ذاتها السردية عمق الحضور المحلي.. أما مسألة التأثير فلا يجب أن ننشغل بها لأنها أمر لا يمكن لمسه بشكل واضح ..وإن كان للرواية السعودية أثر فهو ملموس على المستوى الخليجي. هناك روايات في الكويت والإمارات وقطر مكتوبة بنكهة سعودية. لكنها للأسف أخذت النكهة السلبية التي تتوهم كشف المستور الاجتماعي. - ما موقع هذا الزخم الروائي المحلي على الساحة العربية ونقادها؟ = هناك قراءات نقدية لنقاد عرب جادة وتشعر بمصداقيتها وعمقها لكنها حالات قليلة. وهناك قراءات تلمس فيها الدجل النقدي بوضوح، لكن علينا أن نثق بأنفسنا، وأن لا نعتبر أي قراءة نقدية من الخارج هي مدفوعة الثمن. بهذه الرؤية نحن نستصغر نصوصنا الإبداعية. - في تصورك ما هي الروايات التي تشعر بأنها أحدثت أثراً وبالإمكان تصنفها كنماذج مؤثرة في الرواية السعودية؟ = ما قبل روايات غازي القصيبي وتركي الحمد تعتبر تلك الروايات هي روايات للتاريخ ويهتم بها الباحث. تلك الروايات محسوبة على الرواية السعودية كحالة تاريخية. لكن على مستوى الجرأة والاقتراب من الواقع الاجتماعي كانت ثلاثية تركي الحمد وغازي القصيبي هي المؤثرة. كذلك فإن رواية الموت يمر من هنا لعبده خال أحدثت الأثر الفني المطلوب أو كما قالوا هي تسجل البداية الفنية للرواية السعودية. وسقف الكفاية لمحمد حسن علوان هي الرواية التي أحدث الأثر الرومانسي والعاطفي في كتابة الرواية السعودية .القارئ الحالم وجد فيها نكهة الحب السعودي. أما بنات الرياض فهي الرواية التي جعلت نصف الشعب السعودي يقرأ الرواية المحلية والنصف الآخر يكتب أو يفكر في كتابة الرواية. هي الرواية التي جعلت الكثير يتوهم بأن كتابة الرواية تصنع النجومية والشهرة. والآن فإن زمناً جديداً للرواية السعودية قد بدأ مع شارع العطايف لعبدالله بن بخيت، وهي الرواية التي جمعت الجرأة والفن الروائي. وهذه المعادلة هي ما نحتاجها في كتابة الرواية. ولو أن هذه الرواية صدرت منذ زمن بعيد لربما رفعت سقف الفن الروائي لدينا، لأنّ تجارب تركي الحمد وغازي القصيبي، في تصوري، جعلت الكثيرين يستسهلون كتابة الرواية معتقدين أنها لا تحتاج إلى ما هو أكثر من الجرأة وأكذوبة كشف المستور. - مع هذا الصخب الروائي كيف ترى تأثير النقاد في الرواية السعودية ؟ = لا أعتقد بأن هناك تأثير. الروائي لا يتأثر ولا يقرأ بجدية ما يقوله الناقد ، لذا نجد الأخطاء هي الأخطاء في كل رواية، والعيوب الفنية هي العيوب المكررة في كل رواية. كل روائي يبدأ من نقطة الصفر خاصته، ولو أخذ الروائي كلام الناقد بحرص ودونما تحسس لما وجدنا يوسف المحيميد وعبده خال ومحمد حسن علوان يكررون أخطاءهم في رواياتهم التي صدرت بعد حديث الدكتور الغذامي الشهير عن رؤيته فيما يكتبوه. لكنهم كتبوا رواياتهم الأخيرة من باب الحضور فقط. الأمر الآخر هو أنّ هناك عدداً محدوداً من النقاد يكتب بعمق ويقرأ الرواية السعودية وهذا ما نلمسه في كتابة محمد العباس. وهناك ناقد أتوقع أن يكون له حضوره النقدي المميز وهو خالد الرفاعي لكن عليه أن ينوع حضوره وألاّ يصبّ نقده في اتجاه واحد وهناك أسماء نقدية أخرى لديها عمق ولكن مقاربتها تتسم بالخجل والحياء النقدي. - بعد سلسلة هذه الحوارات، كيف وجدت الوعي الروائي لدى الروائيين والروائيات؟ = الوعي الروائي يمثل أزمة حقيقية في الرواية السعودية ، وهذا ما نجده في بعض الطارئون الذين كتبوا الرواية لمجرد ان لديهم حكاية يجب أن تكتب، لذا تجد الخلل في رسم الشخصيات، تجد التوهان في كتابة النص، تجد النبرة الخطابية العالية، تجد الكثير من العيوب الفنية التي تفسد النص وهذه ليست المشكلة، المشكلة تكمن في أن كاتب النص لا يدرك كل هذه النقائص في نصه، وهذه هي الأزمة الحقيقية. - كيف ترى حضور ثلاث روايات سعودية في قائمة البوكر؟ = هذا أمر مبهج ، لكن ما أستغربه هو ردة فعل النقاد والروائيين السعوديين على هذا الحضور الروائي السعودي في جائزة البوكر. فعندما كانت جائزة البوكر تخلو من روايات سعودية مرشحة كانت الاتهامات موجهة لأصحاب الشأن في الجائزة بأنه يتم تعمد تجاهل المنجز الروائي السعودي وعندما تم ترشح ثلاث روايات سعودية جاءت ردة الفعل بأن أصحاب الجائزة يريدون مرضاة الرواية السعودية. لم اشعر بفرح حقيقي في ردود الفعل المحلية بهذا الترشيح. هذه الرؤية المتناقضة مربكة ولا أعرف كيف أفسرها. هناك أمر مهم وهو أنه لا يجب أن نتعامل مع جائزة البوكر كما كانت الجماهير تتعامل مع فوز المنتخب بكأس الخليج – أي كقضية وطنية . وفي كل مرة نخسر كأس الخليج نعود من جديد لمرحلة البدايات، الجائزة في تصوري لا يقاس أثرها بالبعد المحلي. هي في صالح الرواية العربية بشكل عام .يكفي أنها تروج للرواية، يكفي أن يتعرّف القارئ من خلال قوائم الترشيح على روايات عربية جيدة. - من هم الروائيين والروائيات الشباب الذي تتوقع لهم حضوراً روائياً مميزاً ؟ = كنت أتوقع لابراهيم بادي حضوراً روائياً جيدا لكن يبدو أنه ذهب للفضائيات وتناسى أمر الرواية، كذلك خالد المجحد وإن كانت روايته ( عين الله ) تحمل عيوب البدايات لكنه يملك بذرة روائية صالحة للكتابة ثم أحمد البشري ولكن عليه أن يتناسى روايته "فصل اخر في حياة الاشياء" ويكتب بروح القاص الذي نعرفه وكذلك علوان السهيمي وصلاح القرشي. أما من الأسماء النسائية الشابة فكنت أتوقعه لصبا الحرز، التي أهدرت نصيبها من المجد الروائي باستخدام اسم مستعار في روايتها "الآخرون"، فهي تملك اللغة التي تمكنها من الاستيلاء على القارئ، لكنها تحتاج الحياة في كتابة النص ،كذلك مي خالد روائية تملك طاقة سردية عالية لكن عليها أن تهرب من طريق رجاء عالم، لا نريد رجاء عالم أخرى. نريد مي بذات روائية تدون اللحظة، أيضا أثير عبدالله في روايتها أحببتك أكثر مما ينبغي تبشر بولادة روائية تكتب رواية الحب بنكهة مستغانمية. لكنها تحتاج الوعي الروائي، هناك منيرة السبيعي تملك روح الحكاءة الجيدة ولكن تخونها اللغة. الأسماء الشابة كثيرة لكن عليهم الاستمرارية والجدية والتمهل والعامل المهم التأمل في الحياة، الروائي الجيد هو من يصغي بشكل جيد ومن يتأمل بشكل جيد. - وماذا عن الرواية النسائية؟ = لدينا روائيات جيدات ويمتلكن فن الحكي ولديهنّ القدرة على سرد الحكاية كرجاء عالم التي عليها أن تقترب من رواية اللحظة وأن تدرك أن الزمن لم يعد يبجل رواية الطلاسم .كذلك أميمة الخميس التي نجحت في البحريات والوارفة، ولكن أخشى أنها استنفدت طاقتها في السرد فبعض شخوصها تكررت في الروايتين وسوف تعيش مأزقاً حقيقياً لو عادت للحضور في رواية ثالثة. هناك أيضاً بدرية البشر التي لن تنجح في كتابة الرواية إلا عندما تكتب عن الحالة الليبرالية بحياد وتبتعد عن الهاجس الحقوقي الذي يستحوذ على تفكيرها، وأن تفهم أن الرواية تحتاج إلى إخلاص حقيقي في الكتابة. لو أنّ بدرية اقتربت من ذاتها ستكتب عملاً جيداً. هناك أيضاً ليلى الأحيدب التي فرطت في "عيون الثعالب" في مجد روائي كان ينتظرها. وكذلك ليلى الجهني التي تملك اللغة لكنها متورطة في إحالة نصها إلى قضية اجتماعية وأمل الفاران التي تملك المزايا الفنية لكنها بحاجة إلى سعة الأفق.. عندها سنجد أن نصها يتسع ويأخذ القارئ إلى فضاء أرحب وأعمق. وأتصور أن أزمة الروائية السعودية في الكتابة ليست أزمة فنية خالصة بل هي أزمة نفسية. لذا نص الروائية السعودية طافح بالالتباس، هو أقرب للنمطية في رؤية الأشياء. الذوات الشفافة هي القادرة على كتابة الرهافة السردية، وعلي الروائية أن تفهم بأن قضايا الطلاق والزواج لا تصنع رواية جيدة. كما إن النحيب والتظلم من قساوة الرجل لا يخلّد نصاً روائياً كما ،أيضا النضال الحقوقي ليس مجاله الرواية. نحن بحاجة إلى روائية فنانة تدوّن الرواية بروح الفن وتستفيد من تناقضات الحياة المعاشة وتوظفها لصالح النص. لقب الروائية كبرستيج يمكن الحصول عليه بسهولة في تصوري، لكن من الصعب الحصول على لقب الروائية الفنانة .