النفط يصعد 2% وسط مخاوف الإمدادات    إطلالة على الزمن القديم    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    «الولاء» يتفوق في تشكيلة الحكومة الأميركية الجديدة    وزير الرياضة يوجه بتقديم مكافأة مالية للاعبي فريق الخليج لكرة اليد    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    أرصدة مشبوهة !    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    ترمب المنتصر الكبير    فعل لا رد فعل    صرخة طفلة    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    العوهلي: ارتفاع نسبة توطين الإنفاق العسكري بالمملكة إلى 19.35% مقابل 4% في 2018    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    إحباط تهريب (26) كجم "حشيش" و(29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الشاعرة مها العتيبي تشعل دفء الشعر في أدبي جازان    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    الصقور السعودية    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    استهلاك عدد أقل من السجائر غير كافٍ للحد من الأضرار التي يتسبب بها التدخين    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الروائيون الشباب: لماذا كتبوا الرواية؟
نشر في الرياض يوم 20 - 03 - 2008

لماذا كتبت الرواية؟ هذا السؤال ليس سؤالاً بوليسيا و الذي تم طرحه على 15روائيا من الروائيين والروائيات السعوديين من الجيل الجديد الذين كتبوا الرواية في السنوات الأخيرة. بل هو ينفذ إلى مسائلة وعي الروائي. وكيف دوافعه في كتابة النص الروائي الذي يشكل ملامح النص. في إجابات ضيوف هذا المحور سنجد الكثير من المفارقات وسنرصد كيف هو الوعي الروائي لدى هذا الجيل الشاب الذي يكتب الرواية.. مهمة الناقد والباحث وكذلك المتلقي مسائلة تلك الإجابات وتحليل الرؤى التي يحملها الروائيون الشباب.. ولماذا كتبوا الرواية؟
الروائية رجاء الصانع (بنات الرياض):
نرجسية ذائقتي قادتني إلى كتابة رواية بنات الرياض
سأنطلق من الإجابة على سؤالك.. بحقيقية نرجسية لدى أي كاتب وقد تكون المحرض الحقيقي لكتابة روايتي بنات الرياض. تلك الحقيقية النرجسية:هي أن الروائي أو القاص يبحث عن عمل مفصل على ذائقته، ولو لم يكن الكاتب على يقين بأنه سيضيف شيئاً مختلفاً ولو بعض الشيء عن بقية الكتب المنشورة لما أقدم على خطوة النشر ولاحتفظ بما يكتب لنفسه. مذ أن تولعت بقراءة الأعمال الروائية وأنا أبحث عن رواية أجدني فيها بكل تفاصليها. وفي كل رواية كنت أقرأها أجد شيئاً ما لم يكتمل. هذه الأمنية أو الرغبة هي التي دفعتني لكتابتي بنات الرياض.
ولكن هذه الأمنية كانت البداية فقط. كان ثمة شيء آخر يدفعني للاستمرار في الكتابة بعد أن فرغت من كتابة أول الفصول. شيء يملي علي تركيبة الشخصيات، تسلسل الأحداث، اللغة. أو كما يقول فاروق جويدة: شيء إليك يشدني لم أدر ماهو منتهاه. هل أقول أنه الإلهام؟ ربما يكون ذلك. لم أكن أعرف الهدف بوضوح ولم أشغل نفسي بالتفكير فيه بل كنت أصنف شعوري أثناء الكتابة في خانة المتعة. المتعة التي لا يدركها سوى الروائي. الروائي الذي يفكر في نتائج ما يكتب يتوه ويتشتت عن هذه المتعة. أتذكر تماماً شعوري عندما فرغت من كتابة آخر فصول الرواية وبدأت بمراجعتها. بعد أن تيقنت أن كتابة الرواية انتهت تماما شعرت بالكآبة. الجميع يعرف هذا الشعور البائس عندما تنتهي علاقتنا مع الأشياء الذي كانت تمتعنا. وكانت روايتي وأبطالها في مقام النديم الذي كنت أتحادث معه كل يوم على مدار سنوات كتابتها.
أؤمن تماماً بأن الهدف يتغير أثناء كتابة الرواية. فربما يبدأ هدفك برغبة في الكتابة لمتعة الكتابة لاغير، لينتقل إلى التعبير عن الشخصيات التي كتبتها وتعايشت معها وتعلقت وآمنت بها. بعد ذلك ربما تأتي خيالات النشر والنجاح وإعجاب المتلقي والمردود المعنوي والمادي. أحياناً الهدف من كتابة الرواية يتشطى. لا تستطيع أن تجيب بدقة لماذا كتبت روايتي.
أيضاً لا بد أن ندرك أن هدف الروائي من كتابة رواياته قد لا يكون ثابتاً. فالإنسان والأهداف تتغير. تتغير بالنضج، باكتساب الخبرات، بالعمر. المزيد من القراءة. كل هذه المكتسبات تدفعك لأن تغير هدفك الروائي. أشعر أن هدفي في روايتي القادمة سيختلف عن هدفي في الرواية السابقة والتي بدأت كتابتها في سن الثامنة عشرة. كل ما سأحافظ عليه هو المتعة التي أكتب بها الرواية دون التركيز على تبعات النشر ورأي النقاد والقراء. فمع أهمية هذه الآراء إلا أنني لا أريد أن أفتقد المتعة الخاصة بي. العلاقة الحميمة مع نصي وأبطالي. وحتماً سيرافق تلك المتعة هدف أعمق يتبدل بين كل عمل وآخر وبين كل فكرة ومضمون. هذا الهدف العميق يجده القارئ بعد انتهائه من القراءة ويبقى معه كطعم الحلوى إلا أنه لا يستطيع أن يضع تحته خطاً أثناء قراءة الرواية لأنها رواية وليست خطاباً اجتماعياً صريحاً أو مقالاً صحفياً.
إلا أن تغير الأهداف لا يعني أن نستصغر عملنا الأول. لولا خطواتنا الأولى لما وصلنا إلى ما نحن عليه. أعني أننا وبعد تحقيق أمانينا الصغيرة الخاصة بنا نتخلص من المتعة البدائية والطفولية والذائقة الأحادية التي رافقتنا في كتابة العمل الأول. الجدية. الصرامة. العمق عوامل يجب ان ترافقنا في العمل الثاني. كذلك التفكير في القراء والذين يصبحون شركاء الروائي في الذائقة التي لم يشاركه فيها أحد في العمل الأول. وعندما يكون القراء من جنسيات ولغات ومجتمعات شاسعة التباين، يصبح التحدي أكبر في أن يتفق قراء عالميون حول نص واحد. رغم صعوبة هذا التحدي إلا أنني أشعر بأن ذائقتي ستكون هي الأساس دائماً في كتاباتي، وأنني سأتلون من أجلي ولأعكس تجربتي وأعبر عن مراحل نضجي الفكري والأدبي وليس لمجرد أن أنال الإعجاب، وقد يكون هذا هدفي الذي لا يتغير
منذر قباني (حكومة الظل. عودة الغائب):
وجدت نفسي في الرواية لقدرتها على احتواء عوالم لا يحدها سوى خيال المؤلف إجابة على سؤالك أقول بأن لكل منا ما يريد أن يقوله للآخرين و لكن يبقى السؤال كيف و متى؟
بالنسبة لي فأنا وجدت نفسي في الرواية لقدرتها على احتواء عوالم لا يحدها سوى خيال المؤلف. أن تصنع عوالم بشخوصها و محركاتها و قوانينها هو أمر فيه تحدي كبير لقدرة الانسان على الابداع و كما هو معلوم فأن الخيال هو شرط أساسي في عملية الإبداع. و أنا لا أتحدث فقط عن الابداع الروائي، بل كافة أنواع الابداع الإنساني سواء في مجال الأدب أو العلوم.
نحن مع الأسف في عالمنا العربي لا نعير الخيال إهتمامنا بل نستخدم مصطلح "هذا خياله واسع" بصيغة سلبية و ربما هذا هو أحد أسباب تأخرنا حيث أن قدرتنا على الابداع أصبحت في أضيق الحدود في كافة المجالات. الرواية بالنسبة لي هي أفضل بيئة ممكنة لتنشيط عضلة الخيال، و من خلالها أستطيع أن أوصل للقارئ فكري من دون أن أقول له شيئا.
عبدالله ثابت (الإرهابي 20):
لا أطمح لمجد الانضواء تحت قائمة "روائيينا المحليين"
بالرغم من كوني لا أطمح لمجد الانضواء تحت قائمة "روائيينا المحليين"، إلا أني سأقول شيئاً صغيراً، وهو أن الكتابة بشكل عام مهما كان نوعها تمثل بالنسبة لي مسألة وجود، وضرورة بقاء، وأستطيع القول أني في كل ما كتبته كنت أنطلق من قلق الشعر وأمضي إليه، بما في ذلك الإرهابي 20.وإن كان سؤالك عن الإرهابي 20بالذات كرواية، فسأقول لك بكامل إدراكي أني لم أتعمدها، وهذا هو الشيء الذي أثق في جدوى صدقه أكثر من ما سواه.. أني بالفعل لم أتعمدها، وأرجو أن لا تكوني إجابتي المبتسرة هذه مخيبة لأملك.. حيث أني لا أجيد التحدث على سبيل التنظير لا في الرواية ولا في غيرها، ولا أريد أن أجيد ذلك يوماً، وسأكتفي بقول ما يرد على نفسي دون الاكتراث بنوعه.. ولا كيف سيراه أحد
وفاء العمير (حدة الأشواك):
كتبت الرواية لتصبح اللحظة أكثر شبها بما أرغب!
الكثير من تفاصيل الحياة اليومية تنتظر أن يُحكى عنها، لا يكفيها نص قصير مثل القصة، الحياة بطولها، وبزخم ما فيها من أحداث، ومن عواطف إنسانية تتقاتل فيما بينها مثل جنود في معركة، تضيق بها كل النصوص ما عدا الرواية، إذ تظل تحملها مثل سفينة في بحر شديد الاضطراب.
الرواية تتيح لك أن تعيد إلى الحياة أناسا عاشوها كما هي، بطبيعتها البسيطة، التي لا تتكلف، بعراكها الذي لا ينتهي، وحين يأتي الفرح تمتلئ به نفوسهم، يترعون به، يتشربونه بنهم، أحزانهم لا تبقى طويلا، قلوبهم النظيفة تتخلص منها، ليسوا مثلنا نعيش الحياة على أطرافها، خائفين دائما، مشوشين مما نسمع، أو نقرأ، تفاعلهم مع ما يواجهونه فيها عفوي، مشحون بالصدق، هؤلاء تركوا الحياة، فافتقدتهم، الرواية تعيدهم إلى الذاكرة.
الرواية تنسيك لبعض الوقت الفسحة الضيقة التي ترابط فيها، واقعك الصغير المُجدول ما بين البيت والعمل، تسمح لخيالك بالتجول ما بين الزمان والمكان، دون أن تسبب الإرباك لأحد!
هل الرواية مغامرة؟ أظنها كذلك. أنت تقول فيها ما لم تقله أبدا، وما لم يسمعه منك الآخرون، أنت شجاع فيما تكتب، لأنك تواجه، الرواية القبضة القوية التي تملكها. تسرد حكايات، تتفرع إلى حكايات أخرى، أنت تتفرد بذلك، القارئ يحب منك هذا، يتفاعل معك، يشاركك، تغدو الرواية اقتناص حرية لكل من الراوي والمتلقي. أنت تكتب الرواية لتصبح اللحظة أكثر شبها بما ترغب!
علوان السهيمي (الدود):
كتبت الرواية لأنني إنسان بدءا، وأحب الحياة
عندما أجيب على هذا السؤال فأنا أجيب عن السؤال، لماذا كتبت الحياة؟ فبقدر ما يحمل هذا السؤال من البساطة فهو معقد جدا، فكيف يمكن أن يجيب روائي عن هذا السؤال، لكني أستطيع أن أقول بأنني كتبت الرواية لأنني إنسان بدءا، وأحب الحياة، ولأن تفاصيل الحياة تغريني كثيرا، والرواية هي فن رصد التفاصيل، وأستطيع أن أقول أيضا أن الرواية تعطي الإنسان فضاءات واسعة جدا بعكس أي فن آخر، ففي الرواية تستطيع أن تمزج كل الفنون، وتستطيع أن تسيس قلمك بكل سهولة بعكس الفنون الأخرى التي تؤطر الإنسان نوعا ما، وأستطيع أن أقول أيضا بأن الرواية أقرب الكتابات إلى القلب لأنها تجعلك تعيش أكثر، فهي تخلق لك جوا حياتيا آخر بعيدا عما تعيشه، وبالتالي هي تزيد من عمر الحياوات التي يحياها الإنسان عادة، بالإضافة إلى أن الرواية ممتعة في الأساس فقارئك لن يملّك إلا نادرا، فهي قريبة من نفس القارئ أيضا ومن هذه المسألة تستطيع الوصول إلى القراء بحجم أكبر وتنتشر بصورة أجود، لكن في قرارة نفسي موقن بأنني خلقت لأكتب الرواية بدون أي مسوغات لذلك، فكتابة الرواية في نفسي هي كأي عضو من أعضائي لم يكن لي الحق في اختياره، إنما جاء دون أن أتنبه له، وحينما تنبهت له أحببته كثيرا جدا.
صلاح القرشي (بنت الجبل)
إدماني قراءة الروايات هو ما دفعني لهذه المحاولة:
أشعر بإخلاص وحب تجاه القصة القصيرة.. ماحدث معي يشبه أن يفتتن رجلا بإمرأة أخرى لفترة من الوقت ثم يعود إلى حبيبته وإن كان هذا لا يعني أنه لن يكرر الخيانة فيما لو التقى بساحرة أخرى.. المسألة باختصار شديد أنني وجدت موضوعا لا يصلح لأن يكون قصة قصيرة فجربت أن أكتبه على شكل رواية صغيرة وربما يكون إدماني قراءة الروايات هو ما دفعني لهذه المحاولة وهنا استطيع الإدعاء بلا غرور أنني قرأت الكثير والكثير من الأعمال الروائية العربية والعالمية والمحلية قبل أن أخوض في الكتابة نفسها.
أميرة القحطاني (فتنة):
حبي للوسط الثقافي جعلني أكتب الرواية
هي المتعة بالدرجة الأولى وبعد هذا تأتي أسباب أخرى ولكل كاتب دافعه والدافع الوحيد الذي لا يعترف به احد إلا فيما ندر هو حب الشهرة وانا لا استثني نفسي من هذا المرض ولكنني املك أسباب أقوى واهم.. كإعادة ترتيب (داخلي) فحياتي من الألف إلى الياء - وكحياة أي عربي أو مسلم - يتم ترتيبها وتركيبها من قبل العائلة كما يتم تركيب المكعبات الملونة التي توضع على بعضها البعض لتكّون في النهاية الشكل المطلوب الذي يتناسب مع المجتمع أو المحيط أو الأهل ولان هذا الشكل الذي وضع في داخلي لم يكن يناسبني ولم اكن أستطيع تغييره بالقوة اخترت ان اكتب الرواية ومن خلالها تمكنت من إعادة ترتيب داخلي بعض الشيء وبشكل يتناسب معي دون أن اسبب إزعاج لعائلتي. وهناك سبب اخر لا يقل أهمية عن سابقة وهو حبي للمحيط أو للعائلة الثقافية ورغبتي الدائمة في التواصل معها ولا يوجد هناك أفضل من كتابة رواية تقدمك وتعرفك بهذه العائلة
طاهر الزهراني (جانجي):
كتابة الرواية هي ملاذ من الضياع
لماذا أكتب الرواية؟سؤال مباغت حد اللطم!!دعني أعمم السؤال أولاً ثم أجيبك، بصراحة لم أكن متردداً في إجابة سؤالك بالتحديد ولكن أردت أن أمهد بالتعميم!!الكتابة في نظري هي عملية خلع للملابس المكدسة فوق ظهورنا ولكل مرحلة ملابسها ومقاساتها ورقعها!! - ربما أنك تعي ما أقول تماماً -. منذ أن علمتني أمي الكتابة بقلم الرصاص على دفتر غير مسطر، كانت تعلمني في الوقت نفسه أن الكتابة ليس لها طريق محدد بتاتاً!!لكل كتابة مغزى، أما الكتابة الروائية شيء آخر يقول نجيب محفوظ عنها: ((هي الملاذ من الضياع...)). عندما أعيش في ضياع أو أعيش في ضياع غيري فإن ملاذي الوحيد هو الكتابة!صحيح أني في طور المحاولة ولكن هذا الطور أعطاني الكثير وخسرت من أجله الكثير بل تألمت من أجله كثيراً لا بل تحملت بعد ذلك تبعات أرعبتني!!إن الكلاب المسعورة التي تهرش دواخلنا وتمزق أفكارنا لن نستطيع أن نردعها ونضمد جراحنا بعد ذلك إلا بالكتابة لهذا ما نكتبه هو مجرد أثر للجراح يا عزيزي!!لماذا بعض الروايات؟ لا نقول الروايات دعنا نقول بعض الأعمال لماذا نشعر أمامها أننا أمام مجرد عبث كلامي بذخ معرفي؟أجوابك، لأن البعض ليس بداخله وريد مبتور يتخبط عجز عن ربطه أو نزعه بالكلية!!المصيبة أنه عندما تكون مضطراً لأن تبكي بوحاً ويسعى أحدهم للجم بكائك لأنه لا هم له في الحياة إلا شنق الكلمات وصلب الأفكار!!
أميرة المضحي (وغابت شمس الحب.. الملعونة):
الرواية كافية لإيصال أفكاري ومشاعري وآرائي
أصبحت الرواية ملتقى المعارف والفنون وخزان الأفكار في عصرنا، هي تأخذ القارئ إلى أماكن لم يزورها وتعرض عليه خبرات إنسانية لم يعشها ولم يختبرها. وهي بالنسبة لي الفن الأدبي الأكثر تأثيرا وتعبيرا عن أطروحاتي وملائمة لأفكاري وهواجسي، وفرضت نفسها على ما أكتبه. هي تعطيني مساحة سردية كافية لإيصال أفكاري ومشاعري وآرائي، سمائها مرتفعة ولا حدود لآفاقها الرحبة. أنا أحب التفاصيل والرواية تعرض الصورة كاملة لذا فهويتها تتآلف معي وتتسع لشخصياتي فعوالمها أكثر اتساعا وشخصياتها تحيا حيوات متعددة لا يمكن أن تستوعبها قصة قصيرة مثلا.
مظاهر اللاجامي (بين علامتي تنصيص):
إنها الصيغة النصيّة التي يمكن لها أن تحمل تصوراتي الذهنيّة والوجوديّة
كثيراً ما يستفزّني هذا النوع من الأسئلة، ربّما لأنّ الإجابة عن أمثالها يؤدّي لولادة المفاهيم الوجوديّة والفلسفيّة والجماليّة، لكنّها بالتالي تؤدّي لموءت الكتابة بشكلها التخييليّ القائم على قراءة المناطق الرماديّة، وإضاءة واستكناه الزوايا المعتمة من الوجود، وسأجدني هنا تحديداً أقارب السؤال، لا أن أجيب عليه بإجابة نهائيّة مغلقة، تستنفد شكل الكتابة عندي وأسبابها الوجوديّة والسيكولوجيّة... الكتابة بالنسبة لي أداة لمراوغة الحياة ومحاولة للتكيف مع الواقع الخارجيّ والداخليّ في ذات اللحظة، هذه الكتابة أجدها في كثير من الأحيان أداة غير فاعلة ومحاولة عقيمة، هذا من ناحية عامة في الكتابة، أما من ناحية الرواية فقد كانت الصيغة النصيّة التي يمكن لها أن تحمل تصوراتي الذهنيّة والوجوديّة، كما وجدت أن بمقدوري أن أضيف لهذا الشكل شيئاً مختلفاً، وأسهم بشكل أو بآخر بتقديم جمالية مغايرة، بعكس الشعر الذي كنتُ قد بدأت بالكتابة فيه لأتركه نهائيّاً نحو الرواية... عند كتابة رواية "بين علامتي تنصيص" وجدت اشتغالي على الشخصيات الروائيّة يتجه ناحية المسكوت عنه والمهمّش والمغاير احتفاءً بهِ في ظل هيمنة نسق اجتماعيّ وأخلاقيّ يصفّد الكائن سجيناً داخل بنيتهِ المغلقة، وهذا ما وجدتني أشتغل عليه في روايتي الثانية التي ستصدر قريباً بعنوان "الدّكّة" وإن جاء الاشتغال بمناخ مختلف عمّا في "بين علامتي تنصيص".
إبراهيم النملة (عبث):
الرواية لأن الحركة الأدبية تترأس مبادئها الفنية هي السرد الروائي
الرواية عالم متكامل تتفحص الرؤية الشاملة لمكامين السرد حول موضوع طرح للنقاش من خلال رؤية شبه متكاملة. أما عن الأسباب التي دفعتني لكتابة الرواية فلا ننكر ما للرواية من تواجد تبرز الاسم وتعم بالمبدأ. والرواية حالياً تكاد ان تكون فاكهة الأدب لما لها من تميز في القبول لدى القارئ وعلى الأديب أن يتجه بمكمل سرده نحو تطلع المرغوب ليكتب عن ما هو مرغوب.
وهذه الكلمات مجمل لتفسير ظهور الرواية السعودية ومدى الاتجاه لها. القصة في عالمي الأدبي لها مميزاتها التي أشعر بها حين كتابة النص وللأسف أصبحت القصة للنشر في وسائل الأعلام أما الرواية فهي من تضع العين على إنتاجك وتدلي خلفك بالأسئلة عن الجديد.
أنا أكتب الرواية لأن الحركة الأدبية تترأس مبادئها الفنية هي السرد الرواي وعلى الأديب أن يكتب ما يرقب له القاري. ببساطة لو لم تكن للرواية هذا الحضور وكان للشعر ذلك الحضور لتجد أن الأديب بدأ يبحث عن القاريء وليس القاريء من يبحث عن الأديب. ولوجدت أن دواوين الشعر ترأس طالعات المكتبات ودور النشر. وبما أن الأديب لديه الفكرة التي ينتهجها سرداً أو شعراً لتوصيلها فلا بد أن تأخذ الإطار الذي يجعل القاريء قريباً من تقبلها. لذا كتبت الرواية.
منيرة السبيعي (بيت الطاعة):
كتبت روايتي لربما أسهمت في تحسين وضع واقعنا الاجتماعي المعاصر
على المستوى الفنّي، الكتابة بالنسبة إليّ عملية انتقاله لحالة الحلم.. للتحليق في عالم الخيال، حيث الحقول الممتدة، التي لا نهاية لها ولا سقف!الكتابة تحررني من بوتقة الواقع.. أمارس بها إرادتي الحرّة.. أخلق من خلالها ما شئت.. عندما أكتب لا أكتبني، ولكني أكون هناك رفيقة لكل الشخصيات، أحرك عالمها كما تشتهي مخيّلتي.. أنقلها كما أتصورها فقط، لا كما يجب أن تكون. في الكتابة تحليق لذيذ.. طيران في دنيا الخيال الحرّ.. أشعر وأنا أكتب وكأنني بطلة من أبطال أفلام الكرتون، يمكنها القفز من أعلى قمة،
دون أن تخشى ألم الإرتطام بأرض الواقع. أكتب أيضاً لأتنفس، وليمتد التعبير إلى مالانهاية، لأحقق ذاتي.. كلماتي تشبهني كثيراً، ليس لأنها تحمل ملامحي،بل لأنها تعكس جنبات فكري.. أحرفي حمل يقبع في رحِم الذاكرة، يتمخض عن ولادة تخففني من ثقل الصمت، عندما تخرج تلك الأحرف مولوداً معلقاً بمشيمة الوجدان. وعلى المستوى العملي، كتابتي هي محاولة لإحداث تغيير إيجابي بأي شكل.. تُهمني قضايا المرأة والإنسانية بشكل عام، لذا فأحرفي في النهاية تصب في هذا المصب على أمل أن تسهم ولو بجزء بسيط في تحسين وضع واقعنا الاجتماعي المعاصر. أقول أخيراً بأنني في بيت الطاعة خضت تجربتي الروائية البكر.. وهكذا تصورت دوافع كتابتي من خلالها، لكني أتوقع أن كل كتاب جديد سيحمل معه حتماً أسباب أخرى جديدة دفعت كاتبه لتحريره.. فالكتابة تجربة متطورة،لا يمكن حصرها في قالب جامد، بل تتشكل من جديد لتخرج بصورة مختلفة عن سابقتها.
حسنة القرني (ذاكرة بلا وشاح):
كتبت روايتي لأني أريد عملا يتذكرني الناس به بعد رحيلي عن هذه الدنيا
كتبت الرواية بفكر امرأة وحماسة صحفي وذلك بعد أن غصصت كمواطن وصحفي من هذا الكم الهائل من المشكلات والتي تكتنف حياة المرأة ففي كل مرة كنت أعرض فيها كصحفي مطالب المرأة بحق من حقوقها تأتي النتائج مخيبة للآمال ولطموح النساء في أن يلتفت أحد ما لوجودهن، كما أني أردت أن أسلط الضوء على مشكلة الهوية بالنسبة للمرأة السعودية وفي هذه الفترة المتقدمة من تاريخها السعودي ولعدد من القضايا الأخرى والتي تتعلق في مجملها بقضايا الأحوال الشخصية ولقد بذلت جهدي لكي أقول بأن حقوق المرأة في المجتمع السعودي تكون غالبا مرهونة أولا بالعادات والتقاليد وليس الدين كما أنها كإنسان غير منصف تتحمل الجزء الأكبر من إفلاسها من الحقوق لذلك حاولت رسم نهاية لمن تصر على الاستسلام والتنازل أملا في أن تستيقظ. وقد تجلى ذلك كله في سيطرة فكرة أكشن الحدث على الرواية بأسرها بمساعدة اللغة التي كانت صريحة في قول ذلك كله. وأنا إذ أعترف بذلك لا أخفي عشقي للأدب وطموحي في أن أكتب - خلال رحلتي في البحث عن الأجمل - عملا يتذكرني الناس به بعد رحيل عن هذه الدنيا.
إبراهيم الوافي(رقيم):
روايتي لاأعدها منجزًا يتوارى خلف سببٍ أومسوّغٍ ما، وإنما تدخل تحت (شريعة) الكتابة
لا أدري.. عن مدى جدوى مثل هذا السؤال ولا عن حيثياته حين يتعلق الأمر بإبداع فني ليس من الضرورة أن ندخله تحت مظلة (الالتزام).. أي الكتابة المخطّط لها أو الموجّهة.. إذ مازلت أعتقد دائما من أن الكتابة الإبداعية.. وتحت أي مسمى (قصيدة / رواية / قصة) إنما هي مؤثرة في نتاجها.. لافي إنشائها أو حيثياته.. ومن هنا جاءت فكرة كتابة الرواية.. بعد أن اعتنقت كتابة القصيدة، هكذا سأعترف أنني لم أخطّط لها أو أجدولها كمنجز آخرموازٍ للشعر الذي اقترفتُ فيه ست مجموعات شعرية، بل إنني - وبعد إنجاز رواية أو ما يمكن تسميتها رواية (رقيم) - لاأرى فيها إلا منجزًا شعريا اجتهدت بعد اكتمال ملامحه في أن يكون عملا روائيا بلغة الشعر.. أو قصيدة طويلة تجسّد أحداثا وشخوصا روائية، ولهذا لاأعدها منجزًا يتوارى خلف سببٍ أومسوّغٍ ما، وإنما تدخل تحت (شريعة) الكتابة بشكل عام، ويمكن أن نكتفي بالسؤال القائل لماذا كتبت؟ فقط دون تحديد نوع معين من الكتابة الإبداعية.. والإجابة على هذا السؤال شائكة وطويلة وفلسفية بشكل عام..!
خالد الشيخ (يوم التقينا.. يوم افترقنا):
الرواية:عالمك الذي لا يحاسبك أحدا عليه
جربت أكثر من نوع.. كتبت المقالة والتحقيق الصحفي والشعر الغنائي والنثر والقصة القصيرة.. وجدت في الرواية العالم الذي ينتشلك من حالة الجمود والتقليدية والمغامرة والبوح.. في الرواية تستطيع أن تكون تقليديا وتستطيع أن تمارس مالا تستطيع في الفنون الكتابية الأخرى.. في الرواية أنت تخلق عالمك بتروي لست ملزما بقوانين كتبت قبل مئات السنين... الرواية تستوعب كل جنونك وفنونك.. تستوعب نثرك وشعرك وفلسفتك وحلمك وكل مواهبك الكتابية... أنا أؤمن أن كل فرد هو رواية بل روايات متحركة.. من منا لا يملك روايته الخاصة وقصص من حوله.. أتدري كلما شاهدت شخصا كبيرا في السن اشعر أنه يحمل رواية.. في الرواية يحق لك مالا يحق لغيرك أن يكتبه.. تخلق إبطالك تحركهم كيف ما تشاء تعبث بمشاعرهم.. تحركهم كيفما تشاء وتهبهم من مشاعرك ومن فكرك ومن لغتك.. أن إبداعك تعبث به وتمنحه حبك حتى حقدك أليسوا من إبداعك..؟ حتى ملامحهم الجسدية.. تصور أن تشكل صورة لامرأة في خيالك ليس لها شبيه لكنها صورة تعجبك فأنت ترسمها كلوحة تشكيلية وربما أروع.. عندما تفشل في الواقع فأنت تحقق في الكتابة مالم تحققه في واقعك.. في الرواية تركض كالأطفال وتمشي دون حذاء على إسفلت حارق وعلى جبل الثلج.. تجمع المتناقضين تفتح نقاشا تدمر وتبني وتضحك وتكتئب.. انه عالمك الذي لايحاسبك أحدا عليه.
ريم محمد (أحببت ولم أر حبيبي):
هي رغبة في العيش في حالات أشخاص آخرين ومختلفين عن شخصيتي
في البدء أحب أن أجاوب على لماذا أكتب؟
لأن الكتابة هي الكتابة مهما اختلف الثوب التي نلبسها اياه. أكتب لأني أحب الغوص في بحر الكلمات. الكتابة هي بطاقة عبور لك في مختلف الشخصيات والمجتمعات وهي كذلك بطاقة سفر لك في عالم الخيال. هي فرصة لك لتتلبس أنواع مختلفة من الأرواح وتعيش نماذج غريبة ومتضاده من الشخصيات. هي دعوة لك للعيش في المستقبل وترجمة للواقع واسترجاع للماضي. حينما ألبس كلماتي ثوب الرواية.. فإني أسكب من قلمي شخصيات على أرض ورقي يحيط بها مجتمع معين وزمن معين. هي رغبة في عيش عصور مختلفة منها الواقعي والخيالي. وهي كذلك رغبة في العيش في حالات أشخاص آخرين ومختلفين عن شخصيتك. كتابة الرواية لعبة مع عالم الأرواح وكم هي ممتعة هذه اللعبة تجعلك دائما بحالة شوق لها. كتبت رواية لأني أحب الوقوف تحت سمائها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.