شارك عددٌ من الكفاءات العلمية والخبرات العالمية المتخصصة على المستويين المحلي والعالمي في المؤتمر الدولي الأول لتوظيف التقنية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة المنعقد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ الذي صاحبته العديد من الفعاليات من جلسات علمية، وورش عمل، ومعرض مصاحب، وحلقات نقاش مفتوحة، ومحاضرات مستضافة. نحتاج إلى الإفادة من الكفاءات العلمية والخبرات العالمية وتقديم برامج تعليمية تخرّج كوادر متخصصة وكشف "د. محمد بن سعيد العلم" - وكيل جامعة الإمام للتبادل المعرفي والتواصل الدولي، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر - أنّ المشاركين في المؤتمر أوصوا بإنشاء مركز وطني متخصص في التقنية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب دعم مراكز ووحدات مساعدة ذوي الإعاقة بالتقنية الحديثة في هذا المجال، من خلال برامج الدعم التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية والجهات ذات الصلة، بالإضافة إلى التوصية بتضمين تخصص التقنية المساعدة لذوي الإعاقة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، كما أوصوا بضرورة نشر ثقافة الوصول الشامل لجميع الخدمات والتعاملات الإلكترونية التي تقدمها الجهات الحكومية والقطاع الخاص. د.العلم أثناء ترؤسه لإجتماع اللجنة التنظيمية للمؤتمر وقال في حوارٍ ل"الرياض"إنّ المؤتمر حظي بعناية ورعاية فائقة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -، مثمناً دعمهم المتواصل في تنظيم مثل هذه المؤتمرات الدولية؛ للوصول إلى تشريعات وقوانين وأنظمة متعلقة بتسهيل توظيف تقنية الاتصالات والمعلومات لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة وخدمتهم، وفيما يلي نص الحوار: رعاية كريمة * هل من الممكن أن تقدم لنا نبذة عن المؤتمر؟ - بتوفيق من الله، وإيماناً من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بدورها الريادي في خدمة المجتمع والذي تستمده من نهج ولاة الأمر في هذه الدولة الكريمة؛ فقد حرصت الجامعة على تنظيم هذا المؤتمر الدولي الأول الذي يعنى بتوظيف التقنية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومناقشة القضايا الحيوية المتعلقة بتسهيل حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يعدّ المؤتمر الأول من نوعه على مستوى العالم العربي، وتكمن أهميته في محوره الرئيس الذي يهم فئة عزيزة وغالية على قلوب الجميع، وقد تشرفت الجامعة بالرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظة الله - للمؤتمر. مساهمة التقنية * ماذا عن المحاور الرئيسة التي تطرق لها المشاركون في المؤتمر؟ - اهتم المؤتمر بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء أكانت إصاباتهم سمعية، أو بصرية، أو حركية، أو ممن لديهم صعوبات في التعلم، من خلال طرح سبل توفير المناخ المناسب لهم في مجالات التعليم، والتعلم، والعمل، وسائر أمور الحياة العامة، كما سلط المؤتمر الضوء على مساهمة التقنية في توفير البدائل والوسائل المساعدة للمعاق حركياً أو بصرياً، والتي تساعدهم على الاندماج في المجتمع، والإفادة منهم وتشجيعهم على الانخراط في سوق العمل، وذلك من خلال توظيف تقنية الاتصالات والمعلومات لخدمة هذه الفئة عن طريق البرمجيات أو التجهيزات. كما تم التركيز على العديد من القضايا التي تهم ذوي الاحتياجات الخاصة كالاستقلالية، والتواصل، والترفيه، وذلك من أجل ضمان دمج هذه الشريحة المهمه في المجتمع، وفهم دور التقنية؛ للتخفيف من التحديات التي تواجههم وحلها، وما طرحه المشاركون وما توصلوا إليه حتماً يساعد ويساهم - بإذن الله - صناع القرار في المملكة على الاطلاع على آخر التقنيات، والقوانين، والتشريعات في هذا المجال؛ مما يساهم في تحسين أداء مختلف المنظمات والهيئات المتعلقة في هذا المجال. آفاق التطور * وماهي الأهداف التي سعى المؤتمر إلى تحقيقها؟ - أهداف المؤتمر التي سعى لتحقيقها متعددة ويمكن إيجازها في التالي؛ التوصل إلى تشريعات وقوانين وأنظمة متعلقة بتسهيل توظيف تقنية الاتصالات والمعلومات لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة وخدمتهم، واستشراف آفاق التطور الجاري على المعدات في مجال تقنية الاتصالات والمعلومات (Hardware) لتسهيل استخدامها من ذوي الاحتياجات الخاصة أو توظيفها في خدمتهم، واستشراف آفاق التطور الجاري على البرمجيات (Software) لتسهيل استخدامها من ذوي الاحتياجات الخاصة أو توظيفها في خدمتهم، إلى جانب استشراف آفاق التطور الجاري على تطوير النص (Text) لتسهيل استخدامه طباعة وقراءة من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتعرف على أحدث الوسائل والطرق التقنية الهادفة إلى محو الأمية الرقمية لذوي الاحتياجات الخاصة، والتعرف على آخر المستجدات في تقنيات الإنترنت وخدمات البحث عن المعلومات بهدف توظيفها لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى التعرف على تقنيات وخدمات المكتبات ومراكز المعلومات التي تسهل استفادة ذوي الاحتياجات الخاصة من المكتبات ومراكز المعلومات، كما يهدف المؤتمر إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من التحصيل الأكاديمي العام والجامعي، والحصول على الدرجات العلمية في تقنية المعلومات، وتمكينهم أيضاً من ممارسة التعليم العام والجامعي في مجال تقنية المعلومات، بالإضافة لاستخدام تقنية المعلومات في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وتأهيل مدربين من ذوي الاحتياجات الخاصة. تنوع المشاركات * وكيف كانت المشاركات وطبيعة أعمال المؤتمر؟ - حرصت الجامعة منذ نشأت لعقد المؤتمر على أن تنوع المشاركات؛ وذلك بهدف إثراء محاور المؤتمر، حيث شارك في هذا المؤتمر العديد من الشخصيات المعروفة من مختلف أنحاء العالم، وصاحب المؤتمر العديد من الفعاليات من جلسات علمية، وورش عمل، ومعرض مصاحب، وحلقات نقاش مفتوح، ومحاضرات مستضافة. خبرة وكفاءة * ما طبيعة ورش العمل والجهات المستفيدة منها؟ - إدراكاً من الجامعة لأهمية مثل هذا النوع من ورش العمل، فقد أختارت الجامعة عدداً من ورش العمل تتنوع في أهدافها وفئات المستفيدين منها، فهناك عددٌ من ورش العمل خصصت للفئات التي تتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ونوع آخر مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم، وبهذه المناسبة وحرصت الجامعة عند اختيارها لورش العمل على أن تكون ذات فائدة مباشرة وعملية، كما اهتمت بأن يكون مقدمو ورش العمل على جانب كبير من الخبرة والكفاءة. وعقدت على هامش المؤتمر ثماني ورش عمل تتنوع في أهدافها والفئات المستفيدة منها، وكانت إحدى الورش عن استخدام الصور المتحركة بالحاسب للأطفال ذوي التحديات اللغوية والحاسوبية، قدمها "د.دومينك مسارو" - من جامعة كاليفورنيا سانتا كروز (UCSC) في الولاياتالمتحدة -، وأخرى عن تصميم وتنفيذ مكتب خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعات، قدمها "د.لورن كومنديوس أوكنر" - من جامعة براندمان في الولاياتالمتحدة -، كما عقدت ورشة حول تدريب الإعاقات الشديدة على استخدام جهاز الكمبيوتر عن طريق الرأس، قدمها الأستاذ "أكرم بن خليل العيد" - من الإدارة العامة للتربية والتعليم بالجوف -، بالإضافة إلى ورشة عن الإنترنت بواسطة الصوت؛ التواصل مع الإنترنت بواسطة التحدث والإنصات باستخدام أي هاتف، قدمها "د.إمداد خان" - من جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية -، وورشة حول خيارات التواصل مع أنظمة تحديد المواقع (GPS): من الآيفون إلى الحاسب الشخصي، قدمها "د.مايكل ماي" - من مجموعة سنديرو في الولاياتالمتحدة، - بالإضافة إلى ورشة عن توظيف التقنية المساعدة - كنظام ايفيو - في تفسير الجداول والأشكال المصورة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، قدمتها الأستاذة "سمر خميس" - من مركز خدمات الاحتياجات الخاصة للطالبات بجامعة الملك سعود -، كما عقدت ورشة حول التقنيات المساعدة لذوي الإعاقة السمعية والبصرية والحركية، قدمها "د.ديفد بانيس" - من مركز مدى للتقنية المساعدة في قطر -، إلى جانب ورشة حول كيفية استخدام الأجهزة الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي للمكفوفين، قدمها السيد "محمد سعد الشمري" - ناشط في مجال تدريب فاقدي البصر على الأجهزة الذكية -. عناية واهتمام * ماذا عن الأوراق العلمية وحلقات النقاش؟ - بحمد الله استقطب المؤتمر العديد من الأسماء البارزة من داخل السعودية وخارجها، وقدم على المؤتمر أكثر من (200) ورقة علمية، وتم اختيار (30) ورقة فقط؛ الأمر الذي يعكس الاهتمام الكبير بموضوع المؤتمر والحرص على المشاركة فيه، وقد تنوعت أوراق المؤتمر بحيث تغطي كافة محاور وأهداف المؤتمر. شخصيات مشاركة * ماذا عن الشخصيات التي شاركت في المؤتمر؟ - ولله الحمد، حظي المؤتمر بإقبال كبير من مختلف دول العالم ومن الشخصيات التي تشرف المؤتمر باستقطابها؛ صاحب السمو الملكي الأمير "سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز" - رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار ورئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين -، والسيد "مارك مورير" - رئيس الاتحاد الوطني للمكفوفين بالولاياتالمتحدةالأمريكية -، والأستاذ "مختار الشيباني" - رئيس التحالف العالمي لتسهل الوصول للبيئات والتقنيات (GAATES) -، و"أ.د.اليريزا دوفيتشى" - أستاذ بقسم المعلومات والتقنيات ورئيس مختبر لتقنية المعلومات والاتصال للتواصل في جامعة زيورخ بسويسرا -، و"د.جورج بلانو" - أستاذ جامعى بالجامعة الوطنية للتقنية في الأرجنتين -، والأستاذ "شاك ليتورنو" - سكرتير عام مجلس إدارة التحالف العالمي لتسهل الوصول للبيئات والتقنيات ( GAATES) بكندا -، والأستاذ "محمد عقيل" - نائب رئيس (GAATES) وعضو مجلس إدارة التحالف العالمي لتسهل الوصول للبيئات والتقنيات (GAATES) بالهند واليابان - والسيد "فاشكار بهاتشرجى" - ممثل دولة بنجلادش في التحالف العالمي لتسهيل الوصول للبيئات والتقنيات (GAATES) -، والسيد "تامى كوسبوم" - متخصص في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والوصول الشامل -، ومعالي "أ.د.عبدالرحمن السويلم"، ومعالي "أ.د.علي النملة"، و"د.طلعت الوزنة"، و"أ.د.ناثان مون"، وأد. كلايتون لويس، و"م. مهند جبريل خليل أبودية".