أغرت الأجواء الروحانية في المسجد النبوي مع إطلالة العشر الأواخر من رمضان مواطنات وزائرات لارتداء ثياب الاعتكاف والمكوث في الحرم الشريف بين ساعات وليال مجاورات للنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يرتلن آيات الكتاب الكريم ويداومن التسبيح والاستغفار ويناجين الله عز وجل ويتضرعن إليه أن يستجب الدعاء ويحقق الآمال , وأكدت المواطنة أم سعد من تبوك أنها عقدت العزم قبل حلول الشهر أن تعتكف يوما قرب الروضة الشريفة , " إنها أجمل أيام العمر فالمشاعر الروحانية الفياضة في البقعة الطاهر انتشر عبقها وملأ أرجاء المكان الذي لا يسمع فيه سوى قراءة آيات القرآن الكريم والابتهال والدعاء " , أما الزائرة أم يوسف من السودان فقد تملك قلبها فرح غامر مختلط بالدموع : " إنني شديدة الفرح وأنا أصلي في معتكفي وهذه أمنية كل مسلم في جميع بقاع الأرض ، فمن تكتب له الصلاة في هذا المكان فقد وفق لخير كثير , وسوف أستمر بالاعتكاف حتى انقضاء العشر , حيث لا يبعد عني قبر الرسول صلى الله عليه وسلم سوى خطوات ، وكلما سجدت ازددت طمأنينة وخشوعا ". وعلى مقربة منهما زائرات أخريات من دول مختلفة قضين مناسك العمرة والزيارة بكل يسر وسهولة وأخذهن الشوق للاعتكاف وكلهن رجاء بقيام ليلة القدر , يشدن بإطراء وإعجاب بما شاهدنه من توسعات عملاقة في الحرمين الشريفين , وما تم تجنيده من طواقم خدمية , وما خصتهن به وكالة المسجد النبوي في قسمها النسائي من جهود تؤازرهن وتخفف عنهن التعب , بالإضافة إلى الإرشاد والتوجيه بلغات متعددة لزيارة شرعية وفق السنة المطهرة.