الاعتكاف هو لزوم المسجد والاقامة فيه بنية التعبد والتقرب الى الله تعالى على صفة مخصوصة وحكمه سنة ولا يجب الا بنذر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً) رواه البخاري حديث 2044 ويشترط فيمن يعتكف ثلاثة شروط هي : 1 الاسلام . 2 العقل . 3 الطهارة من الحدث الأكبر (الجنابة والحيض والنفاس) وله ركنان اساسيان هما : 1 نية التقرب الى الله تعالى بالطاعات . 2 المكث في المسجد ثم ان هناك أمراً مهماً وهو انه لا يجوز الاعتكاف إلا في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة (الفروض الخمسة) ويستحب ان يكون في مسجد تقام فيه الجمعة حتى لا يضطر المعتكف للخروج لادائها هذا بالنسبة للرجل أما المرأة فيجوز لها الاعتكاف في اي مسجد لان الجماعة لا تلزمها كما لا يجوز لها الاعتكاف في بيتها لان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم استأذنته في الاعتكاف في المسجد فاذن لهن ولو كان الاعتكاف في البيت افضل من المسجد لدلهن عليه، ويجوز الاعتكاف في اي وقت من الليل او النهار وافضل الاعتكاف هو العشر الاواخر من رمضان وليس للاعتكاف حد لأقله ولا لأكثره فيجزىء الاعتكاف اقل من ليلة ويبدأ الاعتكاف في العشر الاواخر من رمضان قبل غروب شمس يوم العشرين وينتهي بغروب شمس آخر يوم من رمضان واذا خرج المعتكف من المسجد ناسياً او خطأ أو حمل مكرها خارج المسجد لم يبطل اعتكافه سواء كان اعتكافه سنة أو واجباً ويستحب للمعتكف ان يشغل نفسه بالاكثار من صلاة التطوع وقيام الليل وتلاوة القرآن الكريم والاستغفار والذكر والتسبيح والتهليل والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ان يتجنب ما لا يعنيه من الأقوال والافعال وكثرة الحديث والكلام والجدال والمراء وان يلتزم بالهدوء والسكينة والتعامل الحسن وتحقيق الحكمة التي شرع من اجلها الاعتكاف وهي الانقطاع عن الخلائق والاتصال بالخالق ويجوز له جعل خباء له يخلو فيه للعبادة فقد كانت عائشة رضي الله عنها تضرب خباء للنبي صلى الله عليه وسلم فإذا صلى الصبح دخل فيه كما يجوز له الخروج من المسجد عند الحاجة كاحضار الطعام والشراب او قضاء الحاجة أو الوضوء او الاغتسال وله ان يستقبل زوجته وعياله وزواره فقد زارت صفية رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم في معتكفه كما يجوز للمعتكف الخطبة وعقد زواجه وله أن ينظف نفسه وملبسه ويتطيب ويرجل شعره ويقلم أظافره فقد كانت عائشة رضي الله عنها ترجل النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد يصفي اليها رأسه الشريف وهي مجاورة في المسجد كما يجوز للمعتكف عقد حلقه لتعليم تلاوة القرآن وحفظه والقراءة في كتب التوحيد والفقه والتفسير والحديث وحضور مجالس العلماء ومناظرتهم كما يجوز له الصعود لسطح المسجد لانه من جملته ومن مفسدات الاعتكاف الخروج من المسجد بغير ضرورة فقد روت عائشة رضي الله عنها أن السنة على المعتكف ان لا يعود مريضاً ولا يشهد جنازة ولا يمس امرأة ولا يباشرها ولا يخرج لحاجة الا لما لا بد منه فان جامع امرأته عامداً فسد اعتكافه ولا قضاء عليه الا ان يكون الاعتكاف واجباً عليه لقوله تعالى (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المسجد) سورة البقرة اية 187، كما يفسد الاعتكاف الجنابة والنفاس لزوال شرط الطهارة الكبرى كما يحبط العمل الردة عن الاسلام ويفسده زوال العقل بشرب خمر أو باغماء أو جنون لان وجود العقل شرط في الاعتكاف فحري بالمسلم المبادرة بالطاعات ومنها سنة الاعتكاف التي هجرها كثير من الناس لما لها من منزلة عظيمة في رفع رصيد الحسنات عند الله تعالى والبعد عن السيئات وهموم الدنيا واغتنام فرصة فضل الزمان في شهر رمضان المبارك.