الحمد لله الذي قدّر الآجال وجعل لكلِّ شيء مآلاً ونهايةً محتومةً الى الزوال، وأصلِّي وأسلم على سيدنا مُحَمَّدٍ وعلى الصحب والآل. يوشكُ الأسبوعُ الأول أن ينصَرم بعد أن وُورِيَ جَسَدُ أبي الطاهرَ الثَّرى، ومع تسليمي بقضاءِ اللهً وقدرِه، وبأنَّ هذه نهاية كلِّ حيٍّ لا محالة. لكنَّ فقده - طيَّبَ اللهُ ثراهُ وأحسنَ مثواهُ- ترك لي الألم والحسرةَ، ليس لأنه أبي فحسب، بل لأَنِّي أعزِّي بفقده الأبوة الحانية والطيبة والإيثار، أعزِّي بفقده الجودَ وبشاشةَ الوجهِ وطلاقةَ المحيَّا كلما قدِمتُ أنا وأخوتي وأخواتي لزيارته، أعزِّي ويعزِّي معي كلُّ من عرفه من القبيلة والعشيرة الأقربين حبَّه الخير للجميع وحرصَه على أن تكون كلَّ مشورةٍ تُفضِي إلى مصلحةٍ عامةٍ وإنعكاسات إيجابيةٌ لما يخدم الجماعة ودائماً ما كان يحرص على عدم الخروج عمَّا يجمِع عليه الجميع أو الأغلبية ودائماً ما كان يردّد بأنَّ يدَ الله مع الجماعة. وعزاؤنا بأنه غادر هذه الدارَ الفانيةَ والجميع يذكره بالخير ويثني عليه وكما قيل فالنَّاسُ شهودُ الله في أرضِه. ثمَّ عزاؤنا بأن المرض والابتلاء قد نال منه في السنوات الأخيرة من حياته، ولعلَّ ذلك من المبشِّرات له حيث عانى وصبر واحتسب عسى الله بمنِّه وفضلِه أن ييسِّرَ حسابه وييمِّن كتابه، وأخيراً عزاؤنا بأن قَبَضَهُ الله في مسقط رأسه وبين قبيلته وأبناء عمومته ومحبيه، فرحِمَهُ اللهُ رحمة الأبرار وجمعنا به مع المصطفين الأخيار وفي هذا المقام أجدُ مشاعري تدفعني لأن أتمثَّل هذين البيتين لتأبينه وحزني على فراقه فأخاطب روحه الطاهرة قائلاً: وأنت وإن أُفرِدْتَ في دارِ وحْشةٍ فإنِّي بدارِ الأنسِ في وحشةِ الفردِ عليكَ سلامُ الله منِّي تحيَّةً مع كُلُّ غيثٍ صادق البرقِ والرعدِ